في نهاية يوم شاق، أشتاق للسرير أرمي عليه حمولي، انتهى العام، وها نحن نتجهز لبدء عام جديد، ياه.. وكأن رأس السنة العام الماضي كان أمس، هووووب أرمي نفسي بكل قوة وطاقة على السرير بعد أن خلعت هدومي وهمومي وغسلت تراب يومي.. ما أجمل النظر لانعكاسات ضوء القمر على السقف، تتراقص الأضواء الزرقاء الخافتة أمام ناظري فتقلب الذكريات وتجبرني على استعادة شريط العام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة..........
.. صحيح كم كان عاما مثاليا؟!
كعادتنا بدأناه بلقب أفريقيا الذي أصبح علامة مصرية مسجلة، ثم النتائج المبهرة في تصفيات كأس العالم، والتأهل السهل والسلس لأمم أفريقيا 2013، وفوق ذلك المستوى الرائع الذي تظهر عليه فرق الدوري المصري، أشعر أننا الآن فقط أصبح عندنا دوري، الكل يتنافس، حتى الجماهير أصبحت من جم المنافسة تنشغل بفرقها فتتوقف عن الاهتمام بالفرق الأخرى وجماهيرها..
يا له من عام رائع على الكرة المصرية، في يناير المنتخب وفي فبراير ومارس وأبريل نتائج رائعة للفرق في الدوري ومنافسة ساخنة، وفي مايو ويونيو ويوليو الزمالك يتألق ويستعيد مجده في دوري أبطال أفريقيا، والإسماعيلي وحرس الحدود وإنبي يتعملقون في كأس الاتحاد الأفريقي، وبتروجيت يبدع في دوري أبطال العرب.. أي عام أنت يا 2012؟ كم أنت رائع! 2012 حقا أنت الأعظم في تاريخ مصر..
وفوق كل ذلك 2012، لم يكن عاما عاديا.. ليس على مستوى الكرة ولكن الإعلام.. فأخيرا ومنذ أعوام أصبح لدينا إعلام محترم، زالت غمة إعلام الكباتن والحاصلين على إعدادية، ومبيضي المحارة، وعاد الإعلام المصري الرياضي إلى ريادته، إعلام بناء لا تنابذ فيه ولا خلافات، عاد العيش لخبازه وأصبح النقاد الرياضيين والمحللين الدارسين وحدهم هم من يقدمون البرامج، فرفعوا الذوق العام للجماهير، ونجحوا في نبذ التعصب والكراهية وبثوا روحا من المنطق والعقلانية، والحكمة.
هذه الحكمة التي أدت لديموقراطية نظيفة أوصلت مجموعة من الكفاءات والشخصيات الجليلة والقديرة لمجلس إدارة اتحاد الكرة، هذه الشخصيات التي وضعت خططا طموحة وصبورة للارتقاء بكرة القدم المصرية.. الآن أستطيع القول أننا نسير نحو النهضة.. النهضة.. النهضة.. النهضة.. النهضة هه..
اللهم اجعله خير يبدو أنني غفوت قليلا ولكن النهضة أيقظتني من أحلام وردية عشت فيها، ياه لو كانت أحلامي حقيقية، ياه لو كان عام 2012 مر بهكذا طريقة.
** فلترحل يا 2012 كنت عاما كئيبا أسودا على الرياضة المصرية (باستثناء نقطة الأهلي البيضاء) حتى نقطة الأهلي البيضاء ظهرت كبقعة من سواد أحداثك يا 2012، كنت عاما للأحزان .. كنت كابوسا عشناه في الواقع، 74 قتيلا في استاد بورسعيد، ودوري فاشل مات وهو حي، وزاد موته بمقتله، وكأس الأمم الأفريقية لم نشارك فيها بـ2012، وفشلنا في التأهل لـ2013، ومنتخب مصر مستقبله مبهم وغير معلوم والكل ضده، وإعلام.. العاهرات تخجل من تشبيههم به.. واتحاد كرة "مش باينله أول ولا آخر".
يا 2012 ارحل غير مأسوف عليك.. عشمتنا بالنهضة فلم نبرح مكاننا وعجزنا عن النهوض من يوم وعدتنا بها، ننتظرك يا 2013 علك تغسل أحزان سلفك، علك تجعلنا نعيش في حلم وردي بدلا من سلفك الذي أرغمنا على كابوس مر!
مرة أخرى كل عام وأنتم بخير..