منظمة حقوقية: الأحداث الطائفية بقرية المراشدة افتعلتها أطراف مجهولة

أكدت منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان وقوع أحداث طائفية بقرية المراشدة، التابعة لمركز الوقف بمحافظة قنا، في العاشرة مساء أمس.

وادَّعى أهالي فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات أن تاجرا قبطيا يبلغ من العمر 60 عاما تحرش بها، فكسر الأهالي أبواب الكنيسة وسيارة القس وأشعلوا النيران في أبواب الكنيسة دون حدومث تلفيات كبيرة، ثم كسروا عددا من محال الأقباط، ومنها محل نادر عطية، المتهم في الأحداث، ومحل ناصر خير، وكذلك محل مجدي جاب لله، ومحل أجهزة محمول ملك لعماد فتحي. وتجمهر الأهالي أمام كنيسة "أبو فام الجندي الأوسيمي" بالمراشدة، التابعة لأسقفية نجع حمادي الأنبا كيرلس.

وقال نادي عاطف، رئيس المنظمة، بناء على التقارير الواردة إليها، إن تفاصيل الواقعة تعود إلى ادِّعاء أهالي الفتاة أنها تم التحرش بها، لكن الكشف الطبي أكد عدم وجود تحرش، وأن القضية مفتعلة من قبل أطراف مجهولة لإشعال فتنة طائفية، كما أفادت التقارير وشهود العيان أن قرية المراشدة شهدت عددا من الغرباء من السلفيين، شاركوا في الأحداث لإشعال الفتنة.

وأكدت المنظمة أن مخطط تهجير الأقباط من محافظات صعيد مصر بدأ التخطيط له منذ فترة طويلة، من خلال زعماء القبائل هناك. وأضافت أن ما لا يعلمه كثيرون أن هناك كثير من الأسرار الخفية في ملف الأقباط في مصر وفي الصعيد بصفة خاصة، لعبت فيه القبائل ونواب البرلمان والحزب الوطني "المنحل" أيضا دورا غير مباشر، من خلال اتصالات بعض القساوسة بأقباط المهجر.

وأوضح زيدان القنائي، مدير المنظمة بقنا، وجود خطة من زعماء القبائل في محافظات قنا وسوهاج وأسيوط، التي يزيد عدد الأقباط فيها عن خمسة ملايين حسب أقل تقدير، فزعماء القبائل في الصعيد بدأوا في التخطيط لتهجير الأقباط وطردهم من الصعيد بعد حادث نجع حمادي في يناير 2010. وكان زعماء القبائل في قرية فاو بحري بدشنا عام 2008 منعوا الأقباط من بناء أو ترميم الكنائس، وأحرقوا بعضها، وفشلت الجهات الأمنية في التعامل مع الموقف، إضافة إلى أحداث 2009 الطائفية بين المسلمين والأقباط، وإحراق المحال التجارية للأقباط هناك. وخلال الدورة البرلمانية 2005، حرَّض عدد من النواب أصحاب عربات الكارو والبلطجية بنجع حمادي على سحل وضرب الأقباط بالكرابيج، بسبب موقفهم من عدم التصويت لصالح عبدالرحيم الغول.

وقالت المنظمة إن قرية المراشدة بمركز الوقف في قنا شهدت هدم جهاز مباحث أمن الدولة المنحل طوابق إحدى الكنائس بالقرية بعد ترميمه، ومنع الأقباط من ترميمه مرة أخرى، وهذه الكنيسة تابعة لإبراشية نجع حمادي التي يترأسها الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادي وأبوتشت، الذي دخل بدوره في مشكلات وصراعات مع السياسيين بالمحافظة بسبب موقف محافظ قنا السابق، اللواء مجدي أيوب، تجاه الأقباط، وهو موقف عنصري، لأن أيوب ينتمي عقائديا إلى طائفة الروم الكاثوليك، في حين ينتمي أقباط الصعيد إلى طائفة الأرثوذكس، وبالتالى ازداد عدائه للأقباط ومنعهم من ترميم الكنائس، كما أن الأنبا كيرلس حوكم عام 2008 أمام لجنة مجمع المحاكمات الكنسية بالقاهرة بعد عودته من الولايات المتحدة، بسبب اتصالاته بأقباط المهجر هناك، وهو نفس ما حدث مع الأنبا شاروبيم، أسقف قنا ونقادة وإبراشيات الجنوب، فبعد عودته من الولايات المتحدة في رحلة علاجية واجه مفاجأة من العيار الثقيل، بعد اعتداء مباحث أمن الدولة ومديرية أمن قنا على ممتلكاته وهدم أسوار مزرعته والاستيلاء على جزء كبير منها، بحجة نيته تحويل المزرعة إلى دير قبطي.

وأشارت المنظمة إلى أن المحافظة استولت على مساحة من الأرض لبناء محطة مياه عليها تغذي منطقة دندرة والجبيل المر، الأمر الذي أثار غضب الأنبا شاروبيم، فعرض شكواه على الكنيسة دون أن يجد لها صدى، وكان ذلك ردا غير مباشر على موقفه واتصالاته بأقباط المهجر أثناء تواجده بالولايات المتحدة، وما زالت أسوار المزرعة مهدمة حتى الآن رغم قيام ثورة 25 يناير.