الأدوية قد تكون سامة، ويمكن أن تودى بحياة الأطفال والكبار أيضا فى بعض الأحيان إذا أسىء استخدامها، أو إذا تركت بجانب الأطفال دون اهتمام أو رعاية، وخصوصا الأدوية التى تتميز بأن الفرق بين الجرعة العلاجية والجرعة السامة قليل، مثل بعض الأدوية المضادة للتشنجات، والتى تستخدم فى علاج مرضى الصرع وبعض أدوية القلب وبعض أدوية حساسية الصدر وأمراض الربو.
وتؤكد الدكتورة هبة يوسف، أستاذ مساعد الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية مدير وحدة إدارة الأزمات الطبية بطب عين شمس، أن خطورة الأدوية تكمن فى أنها موجودة ومتوافرة فى منازلنا، وإذا تأملنا للأدوية الموجودة لدينا سنجدها تتميز بألوان كثيرة وأشكال وأحجام مختلفة، منها الأبيض والأصفر والبرتقالى والدائرى والمطول والمربع وكل هذا يجذب حب استطلاع الأطفال لتناولها لظنهم أنها حلويات، وخصوصا أن هناك بعض أنواع الحلوى على شكل شريط الأقراص الدوائية، لذا وجب على كل أم أن توفر بيئة آمنة بالبيت عن طريق حفظ الأدوية والمواد الكيميائية فى دولاب محكم الغلق بعيدا عن تناول الأطفال، وضرورة توعية الأطفال أن الدواء لا يؤخذ إلا بإذن الطبيب.
وتعتبر الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون، والذى يتكون من الاحتراق غير الكامل للوقود، أحد أهم الأسباب التى تؤدى إلى التسمم والاختناق، حيث يقلل إيصال الأوكسجين إلى الخلايا، ويكثر التعرض له أكثر فى فصل الشتاء حيث برودة الجو والحاجة إلى التدفئة، لذا فهو يكون أكثر شيوعا من تسريب الأفران والمداخن، ومواقد الغاز ومواقد الحطب، والتسرب من سخانات المياه بالغاز، وعوادم السيارات ومواقد الكيروسين، واستخدام السخانات التى تعمل بالبوتاجاز أو الغاز الطبيعى هذه السخانات تتميز بوجود وحدة داخل الحمام ووحدة خارجية هى المدخنة إذا ما تم إغلاق هذه المدخنة يتم الاحتراق للمواد الكربونية بالوقود احتراق غير كامل فى عدم وجود الأوكسجين فينتج غاز أول أوكسيد الكربون الذى يسمى القاتل الصامت، حيث لا لون ولا رائحة ولا طعم له.
كما أن الهيموجلوبين بجسم الإنسان حساس جدا لوجود هذا الغاز وإذا وجد ولو بنسبة بسيطة فى الجو يقوم الهيموجلوبين بالاتحاد معه مكونا مركب اسمه كاربوكسى هيموجلوبين والذى من شأنه حرمان الأنسجة من استخدام الأوكسجين، مما يؤدى إلى فشل فى وظائف التنفس، ومرتبط بفشل القلب والجهاز العصبى، الأمر الذى قد يودى بحياة المصاب إذا لم يتم إسعافه جيدا وسريعا.