"امسك متحرش".. ثائرات الميدان يحذرن من العبث بأجسادهن

صبح العبث بأجساد النساء، الوسيلة المتبعة لقمعهن، وتحت عنوان "الست ملهاش غير بيتها"، قرر عدد كبير من البلطجية والخارجين عن القانون، إشاعة الذعر والرعب في نفوس الناشطات السياسيات المتواجدات بميدان التحرير، وقاموا بالتحرش بهن بدون أي مبرر، بهدف إرهابهن وإجبارهن على عدم النزول من بيوتهن، ولكن يبدو أن هذا المراد لن يتحقق، حيث أكدن على تواصل النضال والنزول في مظاهرات الجمعة.

ولأن المرأة المصرية؛ منذ فجر التاريخ، وهي شريكًا ومعينًا للرجل يتقاسمان الحياة سويًا، بداية من عملها كفلاحة حتى وصلت إلى أعلى المناصب السياسية، كان لها دورًا فعالاً يوم 25 يناير 2011، ونزلت الميدان للدفاع عن الحرية ولكن سرعان ما تبدل الحال في الذكرى الثانية للثورة، وتحول الميدان وبات التحرش سمة المندسين وسط المتظاهرين، فتُروى القصص لتقشعر الأبدان من هول قبحها فهناك تحرش واغتصاب وهتك للأعراض.
امسك متحرش
وفي الذكرى الثانية للثورة، أعلنت مجموعة ناشطة باسم "قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي"، تعاملها مع 15 حالة من بين 19 حالة اعتداء جنسي؛ تم الإبلاغ عنها، وقعت ضد مشاركات في تجمع 10 آلاف شخص في ميدان التحرير.
وقالت حركة "شفت تحرش" -في بيان لها- "قام عدد من الخارجين على القانون باعتراض طريق عدد من الناشطات أثناء توجههن إلى ميدان التحرير، وعلى رأسهن الناشطة شاهندة مقلد، ونور الهدى زكي، وراوية عيسى، والفنانة عزة بلبع، والمثير للدهشة والعجب أنه طوال اليوم كان المتظاهرون يرفعون صورًا لعدد من رائدات الحركة النسائية المصرية، من بينهن شاهندة مقلد، التي تم التعدي عليها في مساء نفس ذات اليوم، ولم تكن هي الوقعة الوحيدة التي شهدها ميدان التحرير، فقد أعلنت "قوة ضد التحرش" عن التعامل مع 19 حالة أخرى، تتعلق بالتحرش الجنسي ومحاولات هتك العرض من بينهم 6 حالات احتجن إلى دعم طبي، بينما تدخلت مجموعة الإنقاذ التابعة لمبادرة "شفت تحرش"، في التعامل مع 4 حالات داخل محطة مترو السادات، وحالة أخرى خلف مسجد عمر مكرم، وكل هذه الوقائع التي تم الإشارة إليها ليست جميع ما تم التعامل معه أو رصده بل هي نتائج الرصد الأولى فحسب.
جيوش قاضية
وتشير الدكتور ماجدة عدلي -مدير مركز "النديم" لتأهيل ضحايا العنف- إلى أن المتحرشين هم جيوش قاضية تأتي بها الأنظمة من أجل قمع الشعوب وهذه الجيوش معروفة على مستوى العالم، معتبرة أن ما حدث بالتحرير تحرش منظم وله أهداف.
وقالت الدكتور ماجدة: "السلطة تنتهك أعراض النساء في عهد نظام مبارك، هذا تكتيك معروف في الحروب، وتطور لدينا لنصل إلى جرائم ضد الإنسانية"، وأكدت أن عملية التحرش الجماعي التي حدثت في التحرير كانت شديدة التنظيم.
بينما روى مصطفى قنديل -شاهد عيان وعضو في مجموعة "قوة ضد التحرش"- "أنقذت فتاة تم اغتصابها والتعدي عليها في التحرير، بآلة حادة، مما يعني أنها جريمة منظمة لترهيب الفتيات، وتحقيق النيابة وجه تهمة الشروع في القتل والاغتصاب".
وحسب ما تم حصره ورصده، من قبل المتطوعات والمتطوعين بمبادرة "شفت تحرش"، أوضحت في بيانها عدد من التوصيات والملاحظات:
أولاً: التحرش الجنسي ووقائع التعدي على الفتيات والإناث أمر ممنهج، وليس عارض أو ناتج عن التدافع أو خلافه من المسكنات أو المبررات الاجتماعية السلمية.
ثانيًا: تم رصد العديد من محاولات استهداف الناشطات والنشطاء، الذين ينتمون إلى حملات مناهضة التحرش داخل الميدان، وإحداث إصابات بهم.
ثالثًا: يجب على القوى الوطنية المحتشدة في ميدان التحرير، والتي تدعو إلى الاعتصام أن تتحمل مسئوليتها الوطنية في تأمين المتظاهرين من العبث بأجساد الفتيات والإناث، وعلى كل فصيل سياسي أو جماعة وطنية أو حزب يعلن عن اعتصامه بميدان التحرير، أن يلتزم جديًا بتأمين أحد مداخل ميدان التحرير من قبل أعضائهم وليس من قبل آخرين لضمان حماية المواطنات والمواطنين داخل الميدان، والحد من انتشار جرائم العنف الجنسي ومحاولات إرهاب النساء والفتيات.
رابعًا: نؤكد على أن كل محاولات التبجح والتجرؤ على أجساد النساء والفتيات، ليست سوى رسائل مبطنة من أجل إرهاب المرأة المصرية، لكسر إرادتها وإقصائها عن المشهد السياسي والاجتماعي، الذي أصبحت النساء فيه عنصر هام لا يقبل التهميش أو الإقصاء.
خامسًا: نحمل قوى الإسلام السياسي بكل فصائله، مسئولية التحرش والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات بشكل خاص والعنف غير المبرر بشكل عام، تجاه المتظاهرين سلميًا في عموم مصر، نظرًا لكونهم أصبحوا هم صناع القرار، والمسيطرون على مقاليد القرار السياسي في مصر، وإن لم يكونوا محرضين بشكل مباشر فإن صمتهم هو مباركة لما يحدث للنساء في شوارع مصر.
سادسًا: نؤكد على أننا نتخذ تدابير وآليات مستحدثة، لمواجهة كافة أشكال العنف الجنسي والتجرؤ على النساء والفتيات، في عموم مصر؛ وخاصة داخل ميدان التحرير ملتزمين بالسلمية، ومستخدمين كافة وسائل التواصل والتوعية للفتيات والنساء.