العالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العالم

كل ما يدور فى العالم
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 هيكل: لا أؤيد نزول الجيش.. ومرسي لديه مشروعية وليس شرعية ومشكلته في تصور أن الرئاسة "سلطة"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 11635
تاريخ التسجيل : 01/08/2012
العمر : 36

هيكل: لا أؤيد نزول الجيش.. ومرسي لديه مشروعية وليس شرعية ومشكلته في تصور أن الرئاسة "سلطة" Empty
مُساهمةموضوع: هيكل: لا أؤيد نزول الجيش.. ومرسي لديه مشروعية وليس شرعية ومشكلته في تصور أن الرئاسة "سلطة"   هيكل: لا أؤيد نزول الجيش.. ومرسي لديه مشروعية وليس شرعية ومشكلته في تصور أن الرئاسة "سلطة" Icon_minitimeالخميس مارس 14, 2013 9:28 pm

قال الكاتب محمد حسنين هيكل إن الرئيس محمد مرسي لا يملك شرعية وإنما مشروعية، وأن مشكلته تتمثل في أنه يتصور أن منصب الرئاسة يعد سلطة، رافضا، في الوقت نفسه، نزول الجيش إلى الشارع في الوقت الحالي.

كما تحدث هيكل عن المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري السابق، والفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع الحالي، موضحا الفارق بينهما، نافيا وجود أزمة بين مؤسستي الجيش والرئاسة في الوقت الحالي.

وأضاف هيكل، في سياق حواره مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة سي بي سي، في أولى حلقات برنامج "مصر أين؟ ومصر إلى أين؟"، أن الوضع الحالي في مصر بعد الثورة ليس سيئا بالدرجة التي يتخيلها البعض، لكنه في الوقت نفسهه ليس أفضل مما سبق، مشيرا إلى أنه على الرئيس محمد مرسي أن يعي أنه تولى المهمة لحل أزمات ومشاكل معقدة.

وتابع هيكل أن المشهد الحالي هو استمرار للشىء نفسه قبل الثورة، بمعنى أن مبارك عندما رحل ترك لنا كأسا مليئة بالمشكلات، والأمر كان يحتاج إلى طبيب يداوي، لكننا لم نأتِ بطبيب بل جئنا بمن يملأ الكوب بالطريقة نفسها، لدرجة أن الفيض سال.

وواصل "أحد أصدقائي من المنتمين للإخوان المسلمين قال لي: لقد صبرتم على مبارك 30 سنة، لماذا لا تصبرون على الدكتور محمد مرسي سنة، فقلت إن الأوضاع كانت شبه ثابتة عندما جاء مبارك، ثم تراكمت المشكلات في عصره وبدأ الكوب يمتلئ ويفيض، لكن مرسي جاء والكوب ملىء، لهذا عليه أن ينسى أنه تولى المسؤولية منذ 6 أشهر فقط، عليه أن يعرف أنه جاء لأن هناك مشكلة معقدة، وأنه إذا استمر في السير بالطريقة نفسها، فالمشكلات ستتفاقم أكثر وأكثر، والمشكلات التي كانت موجودة بالفعل لم يحاول أحد حلها".

مرسي لم يستطع التحول إلى "رئيس"

وأكد هيكل أن الدكتور محمد مرسي لم يستطع التحول إلى رئيس جمهورية، من وجهة نظره، بعد مرور 6 شهور على توليه الحكم، مشبها طريقة إدارته للبلاد بمن لديه حريقا، لكنه يوجه "خراطيم" المياه إلى مكان آخر، وبالتالي فالوضع يتفاقم سوءا.

وقال إنه "كان على مرسي أولا أن يشخص الموقف، ثم يحدد مهمته، فليس من المعقول أن يكون لدي منزل يحترق، وخراطيم المياه توجه إلى مكان آخر، فهذا يعني أن الحريق يزداد، هذا البلد يحتاج كل يوم حوالي 350 مليون جنيه صباحا لسد العجز، إضافة إلى 12 مليون دولار كل صباح لكي يفي باحتياجاته، ولأننا لم نواجه المشكلة، فالأمر تراكم وتفاقم".

وأضاف "أصبحنا نحتاج كل يوم إلى 500 مليون جنيه لسد العجز، و17 مليون دولار كل صباح، فالرئاسة الجديدة لم تفهم أولا أن عليها أن تطفئ حريقا وبعد ذلك "تشوف هاتعمل إيه" والأداء العام لمرسي يجب أن يتغير، لا أريده أن يتصادم مع جماعته لكن عليه أن يقدم بادرة استعداد للتعاون مع المعارضة وحوارا حقيقيا، وآن الوقت أن يقف ويجعل صوته محسوسا".

وأبدى هيكل أسفه لعرض ممثل كندا في الأمم المتحدة التدخل لحل أزمة الرئاسة والمعارضة في مصر في الوقت الحالي، باعتباره وسيطا دوليا، مشيرا إلى أن العالم بأثره يرى حالة الانقسام الذي نعاني منه.

وأوضح أن "نحن أمام أزمة كبيرة جدا، ولا أحد يعرف حلها وهناك طرفان في هذه الأزمة؛ طرف الحكم لديه عقدة اضطهاد، وشعور أن الناس كلهم ضدهم من أول الرئيس نفسه ويطالبون بأن يكون الحساب في نهاية مدته الرئاسية، لكن المشكلة الكبرى أنه غير قادر على وصف مشكلته، وهذا الطرف يمثل التيار الديني لكل ما هو موروث، وما بين تيار مدني يمثل هذا العصر، والاثنان لا سبيل للقائهما إلا بناء على تشخيص جامع لكل ما نعانيه".

وأضاف الكاتب الكبير "ممثل كندا في الأمم المتحدة، قال لي ألا تحتاجون إلى وسيط دولي لأن لقاء هذين الطرفين في حالة استعصاء وكل طرف يشك في الآخر؟ فقلت له غير معقول، وبعد فترة قال لي أحد الأوروبيين ما رأيك في "ثاباتيرو"، رئيس وزراء إسبانيا السابق، لكي يلعب دور الوسيط الدولي، وهذا شىء مؤسف أن يرى العالم كله حالة الانقسام الحاد التي وصلنا لها ويرى أيضا أننا عاجزون عن التفاهم".

وفي سياق متصل، أكد هيكل أن سيناريو الفوضى والغضب وارتفاع معدلات العنف يقلقه، "لكن هذا هو التفاقم الطبيعي لمرض لم يعالج، فتراكمت تداعياته ومخاطره، فكل يوم يمر ونحن على هذا الوضع يعني أن المشكلات ستتفاقم، والأزمة الكبرى في أن الرئيس ولا الحكومة ولا الحزب الحاكم وصّفوا ما يحدث وأكثر ما يقلقني بالفعل حالة الاستقطاب الشديدة التى يشهدها البلد، ففى علم الاستراتيجيات ليست الخطوة الأولى هى المهمة، بل إن الفرق بين العاقل والمجنون يظهر في الخطوة الثانية؛ لأن كل شخص يستطيع أن يبدأ خطوة في اتجاه ما، لكن الخطوة الثانية هي ما تؤثر وهي الأهم".

وتابع "هناك ناس يقولون لي "مرسي لازم يرحل" مثلاً، إذا هذا حدث ماذا ستفعل المعارضة وماذا سيفعل الجيش، فنحن كل ما نفكر فيه مجرد تصرفات عصبية دون أن نعرف ماذا بعد وما الذي يواجهنا، وما الذي يمكن أن نفعله".

وأردف قائلا إنه يجب الالتفات إلى زيارة جون كيري، وزير خارجية أمريكا، إلى مصر، مشيرا إلى أن كيري وجه ثلاثة رسائل مختلفة للرئاسة والمعارضة والطرف الثالث.

وأوضح الكاتب الكبير أن كيري قال للمعارضة: لقد نصحنا الحكومة بأنه لا يمكن لطرف أن ينفرد بالحكم وإن الضمان الوحيد عندكم هو المصالحة، ولديكم من الوسائل ما يمكن أن تحلوا به مشكلاتكم، وقال إن أصحاب رؤوس الأموال المصرية في الخارج لديهم إمكانيات كبيرة، وإذا عادوا بطمأنينة فمن الممكن أن نساعد في موضوع النقد الدولي، وإنه اتصل بالرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء الإنجليزي، وإنه يحاول مع بعض الأصدقاء العرب، لكنكم لا تعطون الفرصة لكي يساعدكم أحد، وإن هذا لن يحدث إلا بالاستقرار السياسي والأمني".

وواصل هيكل حديثه "بينما قال كيري للرئاسة: إنكم لن تستطيعوا الانفراد بالحكم، وإن كل القوى عليها أن تلتقي لأن الوضع أكبر مما تتخيلون، أما الطرف الثالث فلقد قال له إنهم سمعوا من بعض أصدقاء النظام أو من خلال السفيرة الأمريكية لدى القاهرة أن هناك من قال: إذا ضيعتم فرصة الإخوان، وأنتم راهنتم عليهم، فقد تتلقون منهم خطوات غير محسوبة لأنهم ربما يذهبون إلى روسيا أو يلوحون بالكارت الإيراني، ورددت عليهم: روسيا ليست الاتحاد السوفيتي السابق، ولا يمكنكم الحديث عن إيران وإلا ستفقدون أصدقاءكم في الخليج، وتذكروا أن هذا ليس عهد جمال عبد الناصر".

وقال هيكل "لا أعتقد أن كيري قدم دعما لمرسي بمبلغ الـ 250 مليون دولار الذي قدمه، فهناك مقولة مهمة قالها كيري يجب التوقف عندها، وهي: مصر كبيرة جدا لدرجة أنه لا يمكن للعالم أن يسمح بسقوطها، كما أنه لا يمكن للعالم أن يتحمل تكاليف نهوضها، لأنه عندما يساعد فهو يساعد البلد ولا يتكلم عن سقوط النظام".

واختتم حديثه في هذا الصدد مؤكدا "لا أظن أن هذه الرسائل تثبت أن الإخوان وصلوا إلى درجة كبيرة من الثقة في النفس والأداء لدرجة أنهم يلوحون لأمريكا بكروت تهديد، لكنهم ليس لديهم مانع أن يتسرب للأمريكان أنهم يمتلكون أوراقا أخرى، ما يدل على أنهم قادرون على التصرف والتحرك، وأنهم ليسوا رهينة للأمريكان مع أنه صحيح أنهم جاءوا بموافقة أمريكية، لأن الأمريكان مقتنعون بأنهم التيار الوحيد القادر على ضبط الإيقاع في مصر بما يحقق مصالح السلام".

وأضاف أن مرسي تصور أن الرئاسة سلطة، مشيرا إلى أنها هيبة قبل أن تكون سلطة، موضحا "كنا نتساءل: لماذا عندما نزل الجيش بورسعيد هدأت الناس؟، والسبب أن الشعب يبحث عن مستقبل وثقة لا يجدهما، وعندما يشعر بوجود عنصر يثق فيه سيهدأ، هذا ليس شعبا مثيرا للشغب أو عنيفا بل شعب يريد أن يعيش، والنظام الحاكم يضطره لأن يكون عنيفا لأنه يعامله بشكل فظ، ونزول قوات الجيش أعطى للناس طمأنينة".

منح الضبطية القضائية للمواطن "وصفة حرب أهلية"

وواصل حديثه "ما حدث في بورسعيد إشارة مهمة جدا لمطلب الناس، مطلبهم أن يجدوا مرجعية ثقة، وأهالي بورسعيد يشعرون بأهمية قناة السويس ليس لمصر فقط بل للمنطقة كلها، أسوأ شىء أن تواجه أزمة دون أن تجد من تثق فيه؟".

وأكد الكاتب أن منح الضبطية القضائية للمواطن هو وصفة حرب أهلية، وأن الأمور تتجه إلى ما حدث في لبنان قبل ذلك. وقال "عندما سمعت عن منح الضبطية القضائية للمواطن، والله ذهلت لأن هذه وصفة حرب أهلية، وصفة إنشاء أمراء حرب في مناطق سيعز عليك أن تواجهها بعد ذلك بوضوح، وشاهدناها في لبنان، الأمور تبدأ هكذا، والناس تطالب بنزول الجيش، لكن لا بد أن نعرف أنه لا يتحرك نظام أمني بأي طريقة إلا إذا كان لديه غطاء سياسي وشرعي، أنا أرى تجاوزات البوليس، لكن هل هذه التجاوزات من أنفسهم أم لأنهم يعملون تحت غطاء سياسى معين، وإذا تصرف ضابط تصرفاً معيناً وفق أوامر سياسية صادرة إليه، كيف أحاسبه؟ في العالم المتحضر إذا تجاوز ضابط فإن وزير الداخلية يرحل لأنه يمثل الغطاء السياسي".

وتابع هيكل في سياق حواره "إذا تحدثنا عن صندوق الانتخابات الذي يعني شرعية مرسي، فالصندوق نتيجة وليس مقدمة، والصندوق في مصر والعالم الثالث عمره ما دل على شىء، ما لم تكن هناك مقدمات وفهم ووعي قبل الصندوق، إذن نحن في مشكلة".

وأشار الكاتب الكبير إلى أن أخطاء النظام تؤثر على شرعية الحاكم، مضيفا "الشرعية تتآكل أكثر مما تسقط، ويمكن القول إن شرعية النظام الحالي تتآكل بسرعة، لكن السؤال الثاني في الاستراتيجية ماذا سنفعل في الخطوة الثانية؟".

وكشف هيكل أنه ليس من أنصار نزول الجيش للشارع في الوقت الحالي، في ظل المطالبات الشعبية بأن يعود إلى السلطة، مشددا على ضرورة الحفاظ على الجيش لأنه الوحيد المتماسك في المنطقة العربية.

وقال "لست من أنصار أن ينزل الجيش للشارع، فيجب أن نضع في ذهننا ونحن نتكلم عن الجيش كل تعقيدات الموقف وما الذي يمكن عمله؟ وعلينا أن نتذكر أنه آخر جيش متماسك موجود في المنطقة كلها، فالجيش العراقي، والسوري، والليبي، انتهوا، ولم يبقَ في العالم العربي إلا الجيش المصرى الذى يجب أن نحسب ألف حساب قبل أن نقحمه في السياسة، كما علينا أن نتذكر أيضا أنه الحائط الوحيد لضمان حد أدنى من الأمان في هذا البلد، ولذلك لا يجب أن نستعمل هذا الحائط في هذه الأوضاع المهزوزة، ودستوريا قد لا يكون هناك دور للجيش في السياسة العادية لكن قد يكون له دور في صميم السياسة العليا للبلد".

وأوضح "السلطة تطلب أن يكون الجيش في حوزتها بنفس منطق الولاء التقليدي للسلطة المنتخبة الشرعية على فرض أنها شرعية، والآخرون يقولون إن الأمور تغيرت، فالجيش ليس بهذه البساطة أن يستدعى لعمل في الداخل، فالحياة المدنية يجب أن ترتب نفسها لذلك، لكن عندما يتصل الأمر بالأمن القومي، أن لا تنهار هذه الدولة، هنا نتكلم عن دور للجيش، لكن القوى السياسية عليها أن تتحمل مسؤوليتها وتبذل قصارى جهدها".

وأكد هيكل أن الفترة الانتقالية التي تلت رحيل الرئيس السابق محمد حسني مبارك عن الحكم لم تنته حتى الآن، موضحا أن الجيش لم يعمل تحت غطاء سياسي شرعي أثناء توليه الحكم بعد الثورة.

وقال هيكل، في معرض رده على سؤال "هل نحن في مرحلة انهيار الدولة؟"، "علينا أن نتعظ من تجربة الشرطة والتجربة الأولى للجيش في السياسة، ولا بد أن نقول إن المجلس العسكري كان يستحق النقد في بعض الأمور، لكن الأمور استوجبت أن يتعرض لما تعرض له وأسىء فهم موقفه، خاصة أنه لم يكن هناك غطاء سياسي شرعي في المرحلة الانتقالية فـ«اتبهدل»، وعلى فكرة المرحلة الانتقالية «لسه ما خلصتش»، والشرطة أيضا تعمل بدون غطاء سياسي شرعي".

واستطرد هيكل "الجيش لما نزل يوم 28 يناير لم ينزل استنادا لطلب نظام مبارك إنه ينزل، بل أيضا جماهير الشعب طلبت منه أيضاً أن يحميها، وإصرار الجميع على الثورة، وهناك فرق ما بين الشرعية والمشروعية".

وأوضح هيكل "أعتقد أن مرسي ليس شرعيا بل هو لديه مشروعية، لأننا تصورنا أن الشرعية تأتي من مصدر واحد هو الصندوق وتفويضه لشخص معين بأغلبية أصوات استنادا لمبدأ «العقد الاجتماعي» القائم بين حاكم ومحكومين".

وتابع "لكن ليس معنى ذلك أن هذا النظام بلا شرعية. هذا يدعونا للقول إن الشرعية لها مصادر أخرى والتصويت على حاكم لا يكفي في حد ذاته، فنحن يجب أن نصوت على عدل، وعصر، وادخار، واستمرار أجيال، فهل من حق أحد أن يبدد كل موارد البلد، والدستور الموجود شرعيته الوحيدة أنه موجود بقوة السلطة، لكن إذا قال لي هذا عقد اجتماعي حقيقي يحقق مطالب الثورة التي قمنا بها، سأقول له «هذا غير صحيح» وسنضطر عاجلا أو آجلا إلى دستور جديد".

وأجاب هيكل على سؤال "لماذا عادت الناس لتطلب القوات المسلحة مرة أخرى"، بقوله إن القوات المسلحة قامت بخطوة في منتهى الذكاء وهي أنها عادت لثكناتها، وخلقت مسافة بينها وبين ما يجرى وتحتفظ لنفسها بدورها الحقيقي والناس شعرت بهذا الرجوع أنهم غير طالبي سلطة، وبالتالي أصبح لديهم ثقة، وتصرفت القوات المسلحة خلال الفترة الماضية بأداء هادئ وواثق وواع جعل الشعب يثق فيهم أكثر وعادت إليهم الحقيقة الأولى أن القوات المسلحة هي ابنة الوطنية المصرية.

الحديث عن وجود أزمة بين الجيش والرئاسة "مبالغة".. ومازلنا في مرحلة انتقالية

وقال الكاتب محمد حسنين هيكل إن المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري السابق، تعرض للظلم أكثر من اللازم خلال توليه مسؤولية إدارة البلاد بعد رحيل الرئيس السابق، محمد حسني مبارك، مشيدا، في الوقت نفسه، برؤية الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لدور مصر في المنطقة.

وأضاف هيكل، في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي، "لا أريد أن أدافع عن أحد لكني أعتقد أننا ظلمنا طنطاوي أكثر من اللازم، فالسن له اعتبار، والزمن له اعتبار، التجربة لها اعتبار، لكن هذا رجل كان موجودا على رأس القوات المسلحة وأنا أرى أنه رجل أدى دوره بأمانة وفقا لما رأى وما استطاع أن يستوعب، لكن أنت واجهته بموقف شديد التعقيد وهو الثورة، فهذه أول ثورة وقعت في القرن الـ 21، وكانت من نوع جديد مختلف لأن وسائلها اختلفت والعصر نفسه اختلف، وعندما جاء المجلس العسكري في ظل تلك الظروف، تصور أنه على أقصى الأحوال أمامه حل من اثنين إما أن يرى التجربة التركية أو على أسوأ الظروف ماذا فعل ضباط ثورة يوليو 52، نعم حدثت أخطاء منه كثيرة جدا، بعضها بحسن النية وبعضها لاختلاف الزمن والعصر عليه".

وواصل "لست خبيرا بعبد الفتاح السيسي لكنني أتابعه وشفته أكثر من مرة، وما أمامي أنه ضابط وطنى مصري عنده رؤية لدور مصر في هذه المنطقة وهذا العالم وأول مرة شفته فيها حينما كان رئيسا للمخابرات العسكرية وقصدت وقتها أن أقول له «سأسمع ولن أتكلم» وأشهد أنى وجدت رؤية متكاملة لضابط وطني واع عن مصر ودورها".

وحول الفرق بين طنطاوي والسيسي، ذكر هيكل أن "أول فرق، أحدهما عمره 65 سنة والآخر 80 سنة، إضافة إلى أن الجيش في عهد طنطاوى كان موجودا تحت ظروف معينة عندما دخل في العمل السياسي وكان خليطا من بقايا الرغبة في إدارة مؤسسة، ومرة مبارك سألني، «شايف الأمور إزاي؟» فقلت له «الناس تقول أول مرة ييجي لنا رئيس هو في حاله وإحنا فى حالنا»، فقال لي: والله كويس! لكن سياسة نظام مبارك «ما تعملوش حاجة خلي المشكلات تحل نفسها» وهذا انطبق على الجيش «دعونا لا نقدم على مغامرات» وأول مرة ذعرت فيها عندما رفضت سوهاج محافظا قبطيا، والمجلس العسكري وقتها كان رأيه «مش عايزين مشكلات» لكن هذا كان حق وقرار دولة، لكن عبدالفتاح السيسي رأى مفردات العصر ولديه إدراك للحقائق وإن استمرار الجيش سيحدث صداما بينه وبينه الشعب في الظلام والشعب لن ينسحب، فجمع قواته وانسحب وأعتقد أن هذه خطوة من أهم الأشياء التي حدثت فى الفترة الماضية".

أكد الكاتب محمد حسنين هيكل أنه من المبالغة الحديث عن وجود أزمة مكتومة بين مؤسستي الجيش والرئاسة، لافتا إلى أن المعارضة تحاول إسقاط النظام عن طريق الجيش لأنها تعي أنه الوحيد القادر على فعل ذلك، إلا أنه شدد على أن ذلك تفكير خاطئ.

وقال "الطرف المدني لأنه عاجز فإنه يريد أن يحقق بغيره ما لم يستطع أن يحققه بنفسه، لا يستطيع إزاحة النظام لكنه يتصور أن القوات المسلحة هي القوة الوحيدة القادرة على إزاحة النظام وهذا تفكير خاطئ من الأساس. وكأن الجيش وسيلة لحفظ الأمن الداخلي، لا يجب أن تكون دعوات نزول الجيش إلا في الضرورة القصوى".

وأوضح أن "الضرورة القصوى تعني أن يصبح الوطن مهددا والعقود الاجتماعية كلها تصبح مهددة، وكيف ندخل الجيش في صراع سياسي وهو الجيش الوحيد الباقي، لأن المعارضة تريد أن تنفذ به أغراضها الحقيقية أو حكومة تريده أن يبقى في حوزتها".

وقال الكاتب الكبير "لا أعتقد أن هناك خلافا أو صداما سيحدث بين الجيش والسلطة، لكن هناك حساسية من وضع معين فيه قوى مختلفة، شرعية غير مستقلة في الطرف الطبيعي للسلطة".

وأكمل "كسينجر قال إن ما حدث في مصر ليس ثورة كاملة بل بداية طريق ثورة، وقال الدساتير بطريقة «تويتر» 140 حرفا، لكن في الجيش مثله مثل أى مفكر سياسى ووجدت قوتين على الأرض ومنهما واحدة معاها السلطة وواحدة متجه لها الشعب، ممكن أن تقول محتملا أن يحدث ذلك لأن الناس حاسة أن الجيش حاجة والسلطة حاجة تانية وأعتقد أن البلد كلها يجب أن تبذل كل الجهد لكى تتجنب هذا الصدام لأنه ممكن أن يدخل بنا فى حرب أهلية".

واختتم هيكل حديثه في هذا الصدد بقوله "أتمنى ألا يحدث صداما بين الجيش والرئاسة وهناك من يتمنى أن يحدث هذا الصدام وهناك حقائق موضوعية قد تستجلب هذا الصدام".

وشدد هيكل على أنه من الصعب أن يفكر الرئيس محمد مرسي في الإطاحة بالفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، رغم أن هناك بعض الإخوان يرغبون في ذلك.

وفسر "لا أظن أن مرسي فكر في ذلك وصعب جدا، حتى بالنسبة له، وعلى الرغم من أن هناك جزءًا منتمياً لجماعة الإخوان المسلمين يرغب في ذلك، لكنْ هناك جزء آخر منهم مصرى يعلم دور هذه المؤسسة ويرى أن البلد في وسط هذا الإقليم الذي يغلي لا يمكن أن يتصادم مع القوات المسلحة وأعتقد أن لديه "روادع" ذاتية تمنعه من الاقتراب من هذه المؤسسة، وهو يحاول أن يبني شرعية لحكمه ولكن عن طريق التصادم مع الجيش".

وقال "في كلام كثير عن أن مرسي يقترب من الشؤون الاقتصادية للجيش، والجيش المصرى عنده أصول اقتصادية، وفى بعض الأمور قد لا أمانع، والبرتغال دليل عندى على ذلك، والبعض يقول إن الأموال، والمؤسسات التى يمتلكها الجيش تمثل 7% من اقتصاد مصر، لكن إذا كان هذا لاستيفاء حاجيات الجيش المصرى، والمشير أبوغزالة دخل فى وقت من الأوقات فى مشروع صواريخ مشترك مع أمريكا اللاتينية، لأنه كان يشعر أن الحرب القادمة حرب صواريخ، قد يكون خطأ لكننى مستعد أن أفهم أن يكون للجيش بعض المدخرات الخاصة به، والدولة اعتمدت أيضا على هذه المدخرات وأخذت منها 3 مليارات، لكن لا بد من مراعاة أن هذا موضوع يجب الحفاظ عليه وأن يمنع أن يستغل فيما يمكن أن يستغل فيه".

ورد هيكل على سؤال "هل يتوقع أن يرفض السيسي هذا الأمر؟"، بقوله "بل السؤال هو هل يرضى مرسي أن يحرم الجيش من أن يكون عنده وسائله؟ أليس هذا من حق الجيش إذا كانت هذه المؤسسات تخدم أشياء مشروعة وعسكرية؟ أظن أن مرسى سيدرك أهمية هذا الأمر، فهو أخذ منهم 3 مليارات دولار".

وتابع هيكل، للإعلامية لميس الحديدي على قناة سي بي سي، "صحيح ولاء المؤسسة العسكرية ليس للرئيس مرسى بل للوطن، لكن لماذا تريدين أن تجردى مرسى أيضا من أن يكون عنده ولاء للوطن؟ لكن المؤسسة العسكرية فى ولائها للوطن لا يقتضى أن تقفز للتدخل عند أى فرصة، أنا أمنيتى الأولى أن ينجح مرسى ويحمينا من ذلك كله".

واستطرد الكاتب الكبير "حدث تطور تاريخي بين الإخوان والجيش لا دخل لي به، حقائق التاريخ أتت بثورة ليس عندها أفكار أو تنظيم أو قائد، وفجأة أصبح هناك فراغ سياسى والمجلس العسكرى لم يحسن التصرف، الأمريكان وقوى أخرى تصوروا أن الإخوان هم القوة الوحيدة الموجودة، وتحت تأثير الاندفاع أخذوا بالصندوق فقط، وأنا أقول لهم: هذه ظروف خشبية «هذا صندوق خشب»، المأساة أن هناك صداما ما بين القديم والجديد، الموروث والمستقبل، والتاريخ لا يبدأ من هذه اللحظة، وعلاقة التصادم في فترة الستينات تجعلني أقول والله جمال عبد الناصر كان عنده حق عندما اصطدم مع الفريقين الشيوعيين والإخوان لكن فى هذه الثورة وبالظروف الجديدة أنا أمام موروث حاضر والمستقبل لا بد أن يوجد معه".

وقال هيكل، في سياق آخر، إنه لابد من تشكيل ما يسمى بمكتب اتصال، ليكون حلقة الوصل بين الرئاسة والمعارضة، مقترحا أن يتولى عضويته كلا من محمد العوا، عمرو الشوبكي، زياد بهاء الدين، ومجموعة من الشباب العقلاء.

وأوضح هيكل أن هذا المكتب ضروري لأن "الرئيس مرسي في ذهنه الاستئثار بطبيعة الحال، الإخوان بقالها في الزنازين سنين والآن في يدهم السلطة، ولو عملتي إيه مش هاسيبوهالك، الناحية الثانية هناك ناس من يمثل فيهم المستقبل، وعليهم أن يوجدوا مكتب اتصال بدل ما يأتى لي واحد من برة ويقول لي "نجيب لكم ثباتيرو يتوسط".

وكشف هيكل "أذكر أني التقيت الدكتور محمد البرادعي منذ 5 أيام، وجلسنا نبحث عن اسم يصلح رئيس وزراء في الظروف التي نحن فيها".

وعن محاولة أخونة الجيش عن طريق المدارس العسكرية، قال "للأمانة لا أعرف، لكن أتصور أن هناك باستمرار وعيا من القوات المسلحة أن التيارات الحزبية كلها لا تدخل للقوات المسلحة، في إطار حرصها على سلامة الجسم الوطني والدستوري للقوات المسلحة يقتضى أن تكون مبرأة ونظيفة".

وأشار هيكل إلى أن العلاقة العضوية بين الإخوان وحماس "لا تقلقه أبدا"، مضيفا "لماذا نظلم الحقيقة ولماذا نظلم حماس؟ حماس محاصرة، ومعظم الأنفاق هناك مصريون يعملون بها لأنها تجارة كبيرة حوالي من 6010 إلى 700 مليون دولار في السنة".

وأكد في الوقت نفسه أن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون تحرك الجيش في انتظار الضوء الأخضر الأمريكي، مضيفا "أقدر أقول للجيش المصري أن عليه أن يضع فى حساباته كل الاحتمالات، الاحتمال الإسرائيلى، والأمريكى، والعربى، والاحتمال الدولى، لا أريد أن يقفز الجيش ويعمل حاجة غلط من دون وضوح مقدمتها، وأجد منظمة الوحدة الأفريقية تجمد عضويتنا، لا يجب أن تبدو أنها انقلاب عسكرى لصالح أي حد".

وفي شأن آخر، قال "لو نزل الجيش للسياسة مرة أخرى، والأمور اقتضت ذلك، عليه أن يكون الأمن القومى فى ذاكرته وبقاء الوطن هدفه وليس هدف غيره، هنا لا يجب أن يحكم وعليه أن يعرف أن وظيفته ليست وظيفة العصا بل وظيفة المظلة، وعليه أن يبحث عن وسيلة لمؤتمر وطنى شامل ولابد بشكل ما أن يوجد أحد يعمل «مكتب اتصال» ما بين الطرفين المتخانقين «المعارضة والرئاسة، واللى بينهم استقطاب حاد لمنع أى صدام بين الاثنين ولا أحد منهم يمكن أن يحكم وحده، والمشكلات أكبر منهم كلهم، لكن إذا ما نزلوا لا قدر الله فلازم يدعوا لمؤتمر وطنى جامع حقيقى على مستوى القوى الحقيقية الأساسية فى هذا الوطن ويكون له صفة انتخابية لتشكيل مجلس رئاسى مدنى عسكرى".

واختتم هيكل حواره بقوله "الرئيس مرسي يعتقد أنه سيكمل المنظومة بهذه الانتخابات مع أنه لن يكمل المنظومة ولا حاجة وقلنا ذلك على لجنة الدستور، ولم يسمع أحد، نحن داخلين فى قفزات هرب للأمام وهي لا تجدى شيئا، الموضوع أعقد من مجلس النواب والمشكلات أكبر من هذا الكلام الفارغ، فهذا الدستور الذي عمله له مشروعية لا شرعية حتى لو بقى الإخوان، حتى لو بقي مرسي يجب أن يتغير".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://a5barel3alm.yoo7.com
 
هيكل: لا أؤيد نزول الجيش.. ومرسي لديه مشروعية وليس شرعية ومشكلته في تصور أن الرئاسة "سلطة"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ليس لديه مانع من استلهام نموذجها.. هيكل: تركيا أظهرت أن الإسلام السياسى يقدم تجربة ناجحة
» البرادعي: النظام الحالي "فاشي".. ومرسي أعاد الجيش إلى السلطة عبر "بورسعيد"
» "صحافة القاهرة": الأزهر يؤذن لـ"التهدئة".. والثوار لـ"الخلاص".. مصدر عسكرى: نزول الجيش للشارع يرتبط بتطور الوضع الداخلى.. وزير العدل: قانون التظاهر أمام مجلس الوزراء الأربعاء‮
» التوك شو: زعزوع: برامج السياحة الإيرانية لن تشمل أماكن دينية.. الزرقا: من ينتظرون نزول الجيش أقول لهم "عشم إبليس فى الجنة".. حشمت: تأخير الانتخابات ضد الاستقرار وحمزاوى: لا نهرب من صندوق الانتخابات
» رويترز تسلط الضوء على ورقة لرئيس أركان الجيش المصرى الجديد تكشف عن تفكيره..الفريق صدقى كتب قبل 7سنوات: القوات الأمريكية يجب أن تُسحب من الشرق الأوسط.. الديمقراطية تنبع من الداخل ويكون لها شرعية دينية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العالم :: سياسة :: اخبار مصر-
انتقل الى: