لا يكاد أحد يذكر ما حصل في الأسبوع الأخير على صعيد كرة القدم العالمية إلا ويذكر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، ويتحدث ويفتي في مستوى هذا اللاعب الذي لم يقدم الكثير لفريقه برشلونة خصوصا في 3 مباريات كبيرة تعرض خلالها بطل كتالونيا للهزيمة.
ويصطاد البعض في الماء العكر، وللأسف فصيل من جماهير برشلونة العاطفين ينجرفون وراء مشاعرهم فيقعوا فريسة سهلة لهؤلاء الصيادين، وتراهم اقتنعوا أن ميسي تراجع ولم يعد نفسه الأسطورة الذي أسعدهم مئات المرات وأحرز لهم عشرات الألقاب.
ومن يصيد في الماء العكر أيضا ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة للأسطورة الأرجنتينية دييغو ارماندو مارادونا وهو يحمل يافطة موقعة باسمه مكتوب عليها "رونالدو أفضل من ميسي"، وهي يافطة بيضاء جرى تعديل محتواها عبر "الفوتوشوب" لتقول عكس أصلها الحقيقي.
نتذكر عندما قرر المدرب الإسباني الشباب بيب غوارديولا الرحيل عن برشلونة، وكنا في "يوروسبورت عربية" قد نشرنا خبرا عن خلاف بين بيب ورئيس النادي روسيل الذي رفض الوفاء بتعديلات طلبها المدير الفني على قائمة اللاعبين، والآن نعود إلى تلك الأيام، لنؤكد أن غواريولا كان على حق.
فريق برشلونة لم يتراجع حقيقة، وميسي ما يزال هو ميسي نفسه، ولكن كل ما في الموضوع أن طريقة الأداء التي يعتمدها الفريق الكتالوني على الصعيد الفني تحتاج إلى عناصر جديدة تعزز من قوتها وتبعث فيها المزيد من الحلول الفردية والجماعية، خصوصا وأن كافة الفريق الكبيرة عرفت كيف تقضي على فاعلية هذه الطريقة التي أصبحت مكشوفة للجميع.
الفريق الكتالوني بحاجة إلى لاعبين جدد، إثنين أو ثلاثة فقط، مع الإبقاء على ذات التوليفة الرئيسية التي تضم خيرة اللاعبين على مستوى العالم.. فلا بد أن يكون لدى الفريق القدرة على التسديد من بعيد، ولا بد أن يزيد من فاعلية التصدي أو استثمار الكرات العالية، ولا بد أن يمتلك الفريق مهاجم قوي البنية يستطيع الالتحام وتفريغ المساحات داخل منطقة الجزاء.
"التيكي تاكا" طريقة رائعة... ولكنها أصبحت يتيمة فلا أب لها ولا أخ ولا رفيق، وطبعا بلا بدليل .. وفي حال عجز الفريق كما حصل في المباريات الأخيرة عن إختراق مناطق العمق في الفريق المنافس، فإن النتائج ستبقى كارثية، حتى وإن عاد غوارديولا ومعه فيلانوفا.
هذا التهديد الذي يطارد برشلونة، لا يستثني فرقا أخرى مثل ريال مدريد الذي أصبح بحاجة ماسة لمهاجم جديد بدلا من الإعتماد بالكامل على الجناح كريستيانو رونالدو، والذي سبق وتعطل كما حصل مع ميسي.
على العواطف أن تبقى بعيدة، وعلينا العودة إلى واقع الساحرة المستديرة، وعلى أرض الملعب يخشى برشلونة وريال مدريد الخروج من دوري الأبطال.. فما هي الحلول التي سيقدمها رونالدو أمام مانشستر يونايتد وميسي أمام ميلان.. دعونا ننتظر ونستمتع.!