قالت وكالات معونة تابعة للأمم المتحدة اليوم الجمعة إن السوريين يتدفقون عبر الحدود هربا من القتال فى بلادهم وإن حالات الإسهال تفشت فى مناطق ريفية بالقرب من دمشق.
وذكرت مفوضية اللاجئين التابعة للمنظمة الدولية أن أكثر من 170 ألف سورى سجلوا أسماءهم فى أربع دول مجاورة هى العراق والأردن ولبنان وتركيا.
وقال أدريان إدواردز من المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نحو 3500 سورى فارين من المناطق الشمالية، فى حلب وإعزاز وإدلب واللاذقية وصلوا إلى إقليمى هاتاى وكيليس التركيين يومى الثلاثاء والأربعاء.
وأضاف فى إفادة صحفية مقتضبة "طرأ ارتفاع حاد فى عدد السوريين الذين يفرون إلى تركيا".
وقال: "هناك قرابة 65 ألف سورى الآن فى تسعة مخيمات فى تركيا، لكن أسماءهم كلهم لم تسجل رسميا، وهذا يعنى أن نحو 40 فى المئة وصلوا فى أغسطس".
وقال ادواردز إن أكثر من ألف سورى وصلوا إلى الأردن الليلة الماضية، وتعمل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتحسين نسبة عدد الأشخاص إلى عدد دورات المياه - والنسبة الحالية هى 40 إلى واحد - فى مخيم الزعترى الذى يقيم فيه قرابة ثمانية آلاف من بين نحو 47 ألف لاجئ سجلوا أسماءهم فى الأردن.
وتقول وكالات الأمم المتحدة إن الوضع الإنسانى تفاقم فى سوريا مع تصاعد العنف وحرم المدنيون من إمدادات الغذاء والرعاية الصحية وغيرها من المساعدات.
وقالت رئيسة وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى سوريا ماريان جاسر "بالإضافة إلى حلب يدور القتال داخل مدن أخرى وحولها من بينها حمص ودمشق ودير الزور وإدلب ودرعا".
وأضافت فى بيان: "الهلال الأحمر العربى السورى يساعد هؤلاء المحتجزين فى القتال، حيثما يكون ذلك ممكنا بإجلاء المرضى والجرحى وبتقديم مساعدات عاجلة".
ووزع فريق العمل التابع للصليب الأحمر فى الأيام القليلة الماضية مساعدات على 25 ألف نازح يقيمون فى 62 مدرسة فى دمشق ووزعوا، كذلك أغذية وحشايا ومستلزمات صحية فى مدن من بينها حماة وحمص.
ونقلت المفوضية عن منسقة الإغاثة الإنسانية الأقليمية التابعة للأمم المتحدة قولها، إن نحو 1.2 مليون شخص أصبحوا مشردين داخل سوريا وإن الكثيرين منهم يقيمون فى مدارس أو مبان عامة أخرى.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية فى الأمم المتحدة فاليرى أموس فى ختام زيارة لسوريا أمس الخميس، إن ما يصل إلى 2.5 مليون شخص بحاجة للمساعدات فى البلاد حيث تحارب قوات الرئيس بشار الأسد مقاتلين من المعارضة يريدون الإطاحة به فى انتفاضة اندلعت قبل 17 شهرا.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن تفشيا لحالات الإسهال حدث بين سكان جزء من محافظة ريف دمشق بسبب تلوث إمدادات المياه بالصرف الصحى.
وقال ريتشارد برينان مدير قسم إدارة مخاطر الطوارئ فى المنظمة لرويترز "هناك 103 حالات اشتباه بالايكولاى فى جيب واحد فى ريف دمشق.. وهذا بسبب تلوث إمدادات المياه.
"سمعنا عن جيوب أخرى (لمرض الإسهال) فى مناطق أخرى بريف دمشق لكن ليست لدينا تفاصيل".
وقالت فاضلة شايب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إن 61 طفلا تحت سن العاشرة من بين الحالات المئة والثلاثة التى اكتشفت بين العاملين فى مجال الصحة فى مستشفى متنقل، وأضافت: "تم تنبيه السلطات المحلية وتتخذ إجراءات".
وقال برينان إن الأطفال يكونون على وجه الخصوص عرضة لأمراض الإسهال التى تتطلب علاجا يشمل المضادات الحيوية.
وأضاف فى إفادة صحفية مقتضبة: "نعلم من السلطات السورية أن ما يقدر بنحو 38 مستشفى و149 عيادة إما تضررت لدرجة كبيرة أو دمرت الأمر الذى يفاقم من سوء حالة توصيل الرعاية الصحية".
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن خبراءها يعملون على صيانة شبكات المياه فى حلب ودمشق وريف دمشق ودير الزور وحمص.
وذكر برنامج الأغذية العالمى أنه أوصل كميات من الغذاء إلى مئة ألف شخص فى حلب منذ بداية شهر يوليو تموز.
وقالت اليزابيث بيرز المتحدثة باسم البرنامج "رغم الصعوبات والعنف فإننا نتوقع الوصول إلى 25 ألفا هناك فى الأيام المقبلة"، وأشارت إلى أن الهلال الأحمر العربى السورى يوزع إمدادات برنامج الأغذية العالمى.
وقال مسؤول حفظ السلام فى الأمم المتحدة أمس إن الحكومة السورية والمقاتلين: "اختاروا طريق الحرب" فى حين أنهت المنظمة الدولية تفويض بعثتها للمراقبة فى دمشق بينما لا يزال الجمود بين القوى العالمية قائما بشأن كيفية الحد من الصراع الدامى.