الخميس، 28 فبراير 2013 - 14:09
إعداد ريم عبد الحميد و إنجى مجدى
Add to Google
واشنطن بوست:
د. على جمعة: أشعر بالأمل والتفاؤل لمصر وشعبها برغم الصعاب..
قال د. على جمعة، مفتى الديار المصرية، إنه رغم ما يقوله العديد من الناس عن أن مصر تخوض وقتا عصيبا، إلا أنه يريد أن يعبر عن مشاعره الحقيقية بالأمل والتفاؤل لبلدنا وشعبنا.
وقال جمعة فى مقاله بصحيفة واشنطن بوست: "لقد مضى عامان فقط بعد ثورة 25 يناير، وشهد هذان العامان بالفعل تحديات ومصاعب جمة ـ ورغم أنه يبدو أننا لا نزال نكافح، فإننى أعتقد أنه لا بد من أن نتعاون معا لجعل مصر قوية ومستقرة ومستقلة. ورغم أنه سيظل هناك خلافات بين الأحزاب السياسية وقطاعات المجتمع، فإن هذه نتيجة طبيعية لنظام ديمقراطى ناجح حقا".
ودعا المفتى كل القادة السياسيين لتنحية مصالحهم الفردية جانيا، وأن يعملوا سويا ويضعوا مصالح البلاد وشعبها فى المقدمة. وأكد أن هذا الاستقرار السياسى سيمهد الطرق لنمو فى الاقتصاد وتنمية قطاعات متنوعة فى الحياة الاقتصادية لمصر.
وتابع د.جمعة قائلا: إن المؤسسة الدينية الإسلامية فى مصر أيضا لم تذهب بمنأى عن التغييرات والتطورات الهائلة التى أحدثتها الثورة. فواحد من المطالب الكبرى للثورة كان استعادة المساءلة والشفافية فى جميع المؤسسات الكبرى فى مصر. وقد مكن هذا المؤسسة الدينية، التى يرمز إليها بمؤسستها الوسطية وهو الأزهر، للاستفادة بإبعاد نفسه بقدر ما عن الدولة نفسها ويصبح أكثر استقلالا، وهى خطوة، يقول فضيلة المفتى إنه توقعها قبل بضعة سنوات بالعمل على استقلالية دار الإفتاء عن وزارة العدل. ونتيجة لهذا الاستقلال الأكبر، فإن الأزهر ساهم بدوره التاريخى فى المشهد الدينى فى مصر. وهذا الاستقلال المزدهر سمح لنا فى الأزهر بوضع خطط محددة لتعزيز مكانته والوصول إلى جميع أنحاء العالم. وتضمن هذا خطط لإطلاق قناة فضائية لنشر الرسالة الحقيقية للإسلام المعتدل من سلطة الإسلام المصرى، وعندما تبدأ القناة بثها، ستقدم خدمة كبير فى مواجهة الآراء المضللة التى تملأ القنوات الفضائية المتعددة اليوم وتنصرف عن المعنى الحقيقى للإسلام.
ويمضى فضيلة الفتى قائلا: "لعل النتيجة الأكثر أهمية لهذا التطور هو استعادة مجلس هيئة كبار العلماء الشهيرة. فهذه الهيئة الآن فى طريقها لتصبح كيانا كاملا له ميثاقه وقوانينه الخاصة. وهى الآن الهيئة العليا فى الشئون الإسلامية فى مصر وفقا للدستور الجديد، وهى فى مأمن من التدخل الحكومى وتوجهات الأحزاب السياسية.
ونتيجة لذلك، اكتسبت ثقة الشعب المصرى، وهذا سيمكنها من توسيع دورها ليس فقط فى مصر ولكن فى جميع أنحاء العالم". وأوضح المفتى أنه عضو فى هيئة كبار العلماء، وقال: أستطيع القول بصدق كامل إن الأعضاء الـ 26 للمجلس عازمون على تحويله إلى مؤسسة ذات مستوى عالمى.
واعتبر د. على جمعة أن العملية الحرة والمحترفة لانتخاب المفتى القادم أحد المؤشرات على أن هيئة كبار العلماء لها ولاية مستقلة دون أى تدخل من الخارج. وأكد المفتى على أن هذا الإجراء هو علامة بارزة فى المؤسسة الدينية ويمنح المفتى نفسه فرصة كبيرة لإدارة دار الإفتاء بحرية وبالطريقة التى يراها مناسبة.
وتحدث د. جمعة أيضا عن مشيخة الطرق الصوفية بين المؤسسة الدينية، ووصفها بالخزان الكبير للروحانية والتدين فى مصر، وقال إنها تعد دعامة مهمة للمؤسسة الدينية، وتغرس بانتظام الروح والإنسانية. وقال جمعة: يسرنى القول إن هذه المؤسسة أيضا تتبع النهج وتخطط للقيام بتغييرات واضحة مثل تنمية البنى التحتية وتنظيم الطرق الصوفية حتى تستطيع أن تستمر فى لعب دورها الحيوى فى الحياة الدينية فى مصر. ولهذا، أمضى أيامى الأخيرة فى منصبى كمفتى مصر بشعور كبير بالتفاؤل والحماس والثقة فى قدرة مصر على النمو فى الإيمان والرخاء.
وختم جمعة مقاله قائلا، إن هدفه كان دوما أن تنمو دار الإفتاء كمؤسسة مستقلة لها نظامها الخاص من الإدارة والميزانية، وحياة فكرية نابضة تتواصل مع الناس من كل قطاعات المجتمع لدفع رسالة الإسلام السلمى إلى المجتمع. وقال إنه من دواعى فخره القول بأنه نجح إلى حد كبير للغاية فى تحقيق كل هذه الأهداف النبيلة. وقال إنه ليس لديه شك فى أن الإدارة القادمة ستتفق معه على أن هذه أهداف جديرة بالفعل وستبذل قصارى جهدها لتعزيزها لمصلحة مصر والإسلام.
الإدارة الأمريكية أمامها فرصة أخيرة لمساعدة سوريا
تحدثت الصحيفة فى افتتاحيتها عن الفرصة الأخيرة لواشنطن لمساعدة سوريا، وقالت، إن وزير الخارجية جون كيرى يرفع سقف التوقعات بأن إدارة أوباما ستتخذ قريبا إجراء لمساعدة المعارضة السورية، وقال إن الرئيس الأمريكى يقيم بدقة الخطوات التى سيتم اتخاذها.
وأضاف أن واشنطن عازمة على ألا تجعل المعارضة السورية معلقة فى مهب الريح تتساءل عما إذا كان الدعم قادم وأين هو؟. وترى الصحيفة أن كيرى تحدث بهذه اللهجة لأنه كان عليه أن يفعل. فقوات المعارضة السورية ضاقت ذرعا بالرفض الأمريكى لإمدادها بالأسلحة والأموال والتدريب الذى يحتاجونه لإنجاز هدف الولايات المتحدة بإسقاط نظام الأسد، حتى أن المعارضة هددت بعدم المشاركة فى مؤتمر أصدقاء سوريا.
لكن وعود كيرى تمثل اختبارا مهما لمصداقيته ومصداقية الرئيس، كما تقول الافتتاحية.. ولو فشلت الإدارة الأمريكية الآن فى التحرك بشكل حاسم لكسر الجمود فى سوريا، فإنها قد تخسر ما قد يكون آخر فرصة للشراكة مع قوات أكثر اعتدالا تتحدى الأسد وتوجيه البلاد نحو نظام جديد يمكن أن يدعمه الغرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطوات التى يمكن أن تقوم بها الإدارة الأمريكية فى هذا المجال تحدث عنها فرديدريك هوف، الذى كان مستشارا للشأن السورى فى الخارجية الأمريكية فى الفترة الأولى للرئيس أوباما، والذى قال فى ورقة بحثية له منشورة على موقع المجلس الأطلنطى، إن الولايات المتحدة يجب أن تبنى علاقات وثيقة ناجحة مع عناصر منتقاة بحرص فى الجيش السورى الحر، وتقدم لهم على الأقل التدريب والدعم الاستخباراتى والمعدات غير القاتلة، كما أن الأسلحة الثقيلة ستكون عنصرا أساسيا أيضا.
وأشار هوف إلى أن رفض تقديم المساعدات العسكرية يعنى تجاهلا بحقيقة أن الرجال المزودين بالسلاح سيكونون مؤثرين للغاية فى تحديد مستقبل سوريا.
كما دعت الصحيفة إلى ضرورة أن تركز الاستراتيجية الأمريكية على مساعدة المعارضة على تأسيس حكومة بديلة كاملة على الأراضى السورية والاعتراف بها باعتبارها الحكومة الشرعية، لأن هذا من شأنه أن يضفى الصبغة الشرعية على تقديم الأسلحة ويسمح للجيش الأمريكى بحماية السوريين بهجمات جوية أو بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ لو كان هذا ضروريًا لوقف استهداف النظام السورى للضواحى المدنية بالصواريخ.
الأسوشيتدبرس
تجاهل مرسى لحادث المنطاد يظهر لامبالاته بصناعة السياحة الحيوية للبلاد..
أشارت وكالة الأسوشيتدبرس إلى غضب العاملين فى قطاع السياحة بمحافظة الأقصر بسبب صمت الرئيس الإسلامى محمد مرسى حيال حادث المنطاد الذى أودى بحياة 19 سائحا مما يمثل نكسة جديدة لصناعة السياحة الراكدة منذ الثورة.
وقالت الوكالة، إن مرسى لم يتحدث علنا حتى الآن بشأن هذه المأساة، والبعض يأخذ هذا على أنه ليس فقط عدم إحساس بأسر الضحايا ولكن لا مبالاة بصناعة السياحة الحيوية للبلاد، لاسيما فى هذا الوقت الذى تواجه فيه البلاد تراجع خطير فى احتياطات النقد الأجنبى.
ونقلت عن صلاح زكى، صاحب أحد الفنادق فى الأقصر، قوله: "كان يجب على مرسى أن يأتى إلى مكان الحادث سريعا. العالم كله يراقب وهو لا يزال نائما، كما لو أن البلد بلا حكومة".
ورغم ظهور مرسى على الهواء فى اجتماع مع القادة السياسيين للحديث عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، لكنه لم يشر إلى الحادث. وأضاف زكى: "إنهم لا يعبأون حتى لو أغلقت كل الفنادق، إنهم يهتمون فقط بصناديق الانتخابات"، مشيرا إلى الإخوان المسلمين.
فورين بوليسى
كيرى بحاجة لتوضيح أن واشنطن لن تستقبل مرسى الربيع المقبل إذا استمرت الاضطرابات فى مصر..
انتقدت مجلة فورين بوليسى استمرار السياسيات الأمريكية تجاه مصر على نهجها القديم القائم على ضمان التزام النظام بمعاهدة السلام مع مصر بغض النظر عن الوضع الداخلى.
وقال مايكل وحيد حنا، المحلل بمؤسسة القرن فى مقالة بالمجلة، إن هذا النهج السياسى الضيق الذى لا تزال تتعامل به الولايات المتحدة مع مصر يقوض ظهور سياسات بناءة فى مصر ويسىء فهم المصالح الوطنية المصرية. كما أنه دفع واشنطن بالفعل لتركيز اهتمام كبير على علاقاتها بالإخوان المسلمين وهو ما يتجاهل غالبا الديناميات السياسية الأوسع فى مصر.
ويشير المحلل الأمريكى إلى أن الحكومة المصرية الحالية تعتقد فى أهميتها الإستراتيجية وأنها تحظى بدعم واضح من الولايات المتحدة والمجتمع الدولى. لكن بينما يتحدث الكثيرون عن صفقات سرية بين الولايات المتحدة والإخوان المسلمين، فإن هذا ليس له أساس فى الواقع.
ويوضح أن الإدارة الأمريكية ربما ارتكبت بعض الأخطاء فى تعاملها مع النظام الإسلامى الجديد فى مصر والتى أدت بدورها إلى هذه التصورات، فبسبب رضائها عن دور الرئيس محمد مرسى فى عقد هدنة بين إسرائيل والحركة الإسلامية المسلحة "حماس" المسيطرة على قطاع غزة، فهمت واشنطن ببطء خطورة الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس عقب ساعات من إشادة الإدارة الأمريكية له.
وهذه الأخطاء تبلورت عندما استقبلت واشنطن فى قلب هذه الأزمة عصام الحداد، مساعد الرئيس لشئون العلاقات الخارجية والتعاون الدولى. وهو ما أثار الانتقادات وفهم الأمر على أنه علامة على الدعم الخارجى للإخوان المسلمين فى مواجهة النضال السياسى للمصريين الساعين لتأسيس دولة ديمقراطية.
ويخلص حنا مؤكدا أن الولايات المتحدة بحاجة لتأكيد التزامها بدعم الشعب المصرى وإعادة تقييم العلاقة الأوسع للمساعدات وترتيب الشروط القابلة للتطبيق. ويشير إلى أن نفوذ واشنطن باق، لافتا إلى أن القادة الحاليين لمصر يتلهفون إلى تأكيد قبولهم وشرعيتهم دوليا ويلقون بثقلهم معتمدين على الدعم والمساعدات الخارجية، لاسيما من المؤسسات المالية الدولية.
ومع استعداد وزير الخارجية الأمريكى الجديد جون كيرى، لزيارة مصر مطلع الأسبوع المقبل، فإنه من المهم أن يوضح كيرى للنظام المصرى أنه فى ظل الظروف الحالية فإن البيت الأبيض لا يمكنه استضافة مرسى، كما هو مخطط له الربيع المقبل.
وربما تكون الولايات المتحدة على حق فى ادعائها أنها لا تدعم حزبا سياسيا معينا فى مصر وإنما العملية الديمقراطية، يقول الكاتب، لكن تصرفاتها مؤخرا لا تدل على ذلك. والأهم من ذلك أنه من خلال الإشارة بقبولها غير المشروط لمرسى وحكومته، فإن الولايات المتحدة شجعت الممارسات التى تهدد بشدة نجاح تحول مصر من الحكم الاستبدادى.
ويتابع حنا أن الخيار النهائى بشأن التعامل مع تجاوزات الإخوان المسلمين يقع على المصريين أنفسهم، لكن على أقل تقدير يتعين على الولايات المتحدة أن تمتنع عن تشجيع الممارسات المزعجة التى أظهرها الإخوان فى وقت قصير ومضطرب منذ وصولها للسلطة.
ويختم محذرا أن إعادة عقد صفقة مع نظام استبدادى خيارا لم يعد مطروحا، فالخضوع للأنماط القديمة لن يؤدى سوى للمخاطرة بمصالح الولايات المتحدة ويشجع بالطبع على استمرار الوضع غير المستقر الحالى فى مصر.