حالة الاحتقان السياسي التي يمر بها الشارع العربى، في مصر وتونس ولبنان واليمن والبحرين والأردن.. لم تمنع القنوات الفضائية من عرض برامج اكتشاف المواهب التي تحمل صبغة ترفيهية في المقام الأول إلي جانب حالة التشويق التي تبدو في المنافسة بين الأصوات الشابة التي اتخذت منها محطة للوصول إلي هدفهم، وهو النجومية.
رغم ما يتردد من اتهامات لهذه البرامج من أن 99٪ منها لم يقدم للساحة الغنائية نجماً واحداً يشار إليه علي أنه خريج هذه الفضائيات، ولكن رغم ذلك هناك آلاف من البشر يتقدمون إلي هذه البرامج من أجل الحلم، هناك انهيارات وتشنجات عصبية وبكاء هستيرى يحدث لمن يكتب له الاستمرار.. إنه حلم النجومية الذي يداعب الخيال ويسير فيه الشباب إلي أن يتحول الحلم إلي كابوس مزعج.
لكن الآلاف التي تذهب بمحض إرادتها إلي تلك الاختبارات وكم البرامج التي أصبحت علي أغلب الشاشات العربية يؤكد أن هذه القنوات تراهن علي أمر مربح.
والدليل أن الشهر الماضى بدأ عرض النسخة الأولى من برنامج «إكس فكتور» بنجومه إليسا وحسين الجسمى وكارول سماحة ووائل كافورى، والذي تعرضه الـ .C.B.C المصرية إلي جانب قنوات روتانا، وغداً الجمعة تبدأ النسخة الثانية من برنامج «آراب أيدول» أو «محبوب العرب» بنجومه راغب علامة وأحلام ونانسى عجرم وحسن الشافعى، ويعرض علي قنوات MBC والحياة، كما تنطلق أيضاً النسخة التاسعة من ستار أكاديمى ويعرض على LBC الفضائية اللبنانية والنهار المصرية. ويجرى الإعداد للنسخة الثانية من برنامج The voice ونجومه كاظم الساهر وشيرين وصابر الرباعى وعاصى الحلانى.
وكما هو ملاحظ من عدد البرامج، والقنوات التي تسعى لدخول السباق يؤكد أنها تحولت إلي ظاهرة تنافس المسلسلات التركي خاصة أن الإثارة موجودة، فكل شعب عربي يراهن أولاً علي أبنائه ولو خرجوا يراهن علي أسماء أخرى. وهذا ما يعطيها الإثارة التي تشجع القنوات علي عرضها لأن كثافة المشاهدة ترتفع بشكل كبير، وبالتالى الإعلانات والرعاة يطرقون الأبواب، وإلي جانب هذا العائد من المكالمات التليفونية من الجماهير، وبالتالى تستطيع القنوات أن تغطى حجم الإنفاق الكبير، لأن النجوم الموجودين في البرامج يتعاملون بلغة الملايين، والتي لم تعد شركات الكاسيت تمنحها لهم، وبالتالى فهم وجدوا ضالتهم في هذه البرامج.
فنجوم الصف الأول في عالم الغناء عدا عمرو دياب ومحمد منير وتامر حسني هم أعضاء لجان التحكيم في هذه البرامج، وهناك كلام أن هناك مفاوضات أجريت مع هذه الأسماء لكنهم رفضوا، فالأول وهو عمرو يعد لبرنامج ينطلق من خلال الأكاديمية التي يملكها، والملك محمد منير يرفض فكرة وجود مطرب علي مقعد المحكم، وتامر مشغول بأمور أخرى.
إذاً فالنجاح الجماهيرى يساوي أرباح القنوات، لكن هل هذا النجاح الجماهيري يساوي نجاحاً فنياً؟.. الإجابة ماضى هذه البرامج، وكلام خبراء الغناء يقول إن الساحة الغنائية لم تستفد منها، بدليل أن عشرات الأسماء خرجت من هذه البرامج، ولم يكتب لها الاستمرار، وهي الآن تجلس في منازلها. الكل يتذكر محمد قماح، وما أحدثه من ضجة، ومحمد عطية، وشذى حسون، وجوزيف عطية، وأحمد الشريف، هذه الأسماء في عداد الموتى فنياً، وهذا يؤكد الوضع المؤلم لأبناء هذه البرامج.
وهناك من العاملين في هذه الفضائيات المنتجة للبرامج يقولون إن المشكلة في أساسها وسببها تراجع حالة الإنتاج في العالم العربى، وأن البرامج تقدم ما لديها من إمكانيات لصالح الصوت الشاب، ولكن الظروف لا تساعدنا في الوصول بهم إلي القمة، وهذا الكلام يتناسب مع ما أكده المنتج محسن جابر بأنه ينوى تقديم برنامج ضخم لاكتشاف المواهب، ولكنه ينتظر وضع حل للقرصنة، لأنه لا يريد أن يصنع صوتاً تكون نهايته مع نهاية آخر حلقة من البرنامج.
ويقف بعض الملحنين ومنهم الموسيقار الكبير محمد علي سليمان علي الضفة الأخرى ملوحاً بأنه ضد هذه البرامج، لأن العائد منها صفر، فهي كما يقول تفعل أشياء كثيرة إلا اكتشاف الأصوات، فأنت تسمع غناء قد يكون سليماً أو نشازاً، لكنك في النهاية لا تدعم المواهب، فما فائدة صوت موهوب لا يري النور، ويرى محمد علي سليمان أن الربح هو غرض تلك القنوات، والدليل هذا الإبهار في تقديم البرنامج، وكنت أتمنى أن ينفق ربع ما ينفق علي الديكور، وأجور لجان التحكيم علي المواهب، أتصور أن الأمر كان سيختلف كثيراً، وأتمني من القائمين علي هذه البرامج أن يعطونى نموذجاً لصوت استكمل مشواره مع الغناء بعد انتهاء البرنامج، فهم يلعبون علي أحلام الشباب.
وفي النهاية يبقي السؤال المطروح: هل ساهم النجوم الكبار الذين يجلسون علي منصات التحكيم في التلاعب بأحلام هذه المواهب كما قال الخبراء؟ الإجابة لدي كاظم وشيرين والجسمى وإليسا وكارول سماحة ونانسى وراغب علامة.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - "إكس فكتور" و"آراب أيدول" و"ستار أكاديمي" منافسة علي جثث المواهب الشابة