كشف الدكتور جمال نصار المستشار الإعلامى للمرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين تفاصيل استقالته من عضوية المؤتمر العام لحزب الحرية والعدالة وأكد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه كان يفكر فى الاستقالة منذ فترة طويلة ثم اتخذ قراره بعد ممارسات عديدة آخرها تراجع مؤسسة الرئاسة عن قرارها السابق بعدم الطعن على الحكم الصادر من محكمة القضاء الإدارى بوقف إجراء انتخابات مجلس الشعب.
وروى نصار القصة الكاملة لاستقالته، حيث أكد أنه كان يفكر فى إعلان استقالته على الهواء مباشرة أثناء استضافته على قناة العربية أمس، للتعليق على الطعن ضد حكم وقف إجراء الانتخابات لكنه تراجع بناء على طلب من الدكتور حلمى الجزار أمين حزب الحرية والعدالة بالجيزة.
وأضاف: "اتصلت بالدكتور حلمى الجزار وناقشته فى تراجع رئاسة الجمهورية عن عدم الطعن على حكم القضاء الإدارى ولمست حالة من الاستياء لديه تجاه القرار فأبلغته بأننى سأعلن استقالتى من الحرية والعدالة عبر شاشة قناة العربية لكنه طلب منى ألا أفعل فاستجبت لرغبته وأعلنت استقالتى عبر حسابى الشخصى على تويتر".
وأكد نصار أن كل من تحدث معهم من أعضاء الإخوان والحرية والعدالة أبدوا استياء واضحا من تراجع مؤسسة الرئاسة عن عدم الطعن على حكم وقف الانتخابات كما شدد على أنه لم يكن يتوقع أن يكون أداء مؤسسة الرئاسة سيئا إلى هذا الحد وقال: "عندما أعلنت مؤسسة الرئاسة أنها لن تطعن على الحكم كنت مطمئنا أن هناك فرصة لكى تراجع الرئاسة نفسها لكن للأسف فوجئت بهم يطعنوا وكنت أتمنى ألا يعلنوا عدم نيتهم اللجوء للطعن إذا كانوا يدرسون هذا الأمر بالفعل"، مشيرا إلى أنه أراد أن ينأى بنفسه ومن ثم أعلن استقالته من الحرية والعدالة.
وأضاف: "لدى اعتراض على أداء مؤسسة الرئاسة بشكل عام واتباعها سياسة استبعاد الكفاءات حتى داخل الإخوان بالإضافة إلى أن مصر تمر بازمة حقيقية ولابد أن تمد الرئاسة يدها للجميع بكل صدق لأن الموقف شديد الخطورة وإن لم ينتبه الجميع لذلك سوف نخسر جميعا وسوف يخسر المواطن المصرى البسيط الذى منح ثقته لرئاسة الجمهورية".
وأكد نصار أنه كان ينتظر تفعيل تصريحات الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة بعد انتخابه مباشرة لرئاسة الحزب حينما صرح بأنه سيطرح مبادرة للم الشمل وأضاف: "مر الوقت ولم أر أى مبادرة للم الشمل ولم أر أحدا يتدخل بشكل واضح".
وردا على تصريحات عدد من قيادات الإخوان الذين طالبوه فيها بتحميل جبهة الإنقاذ مسئولية ارتباك المشهد السياسى فى مصر قال نصار: "إنا على يقين أن الجميع يتحمل المسئولية لكن من يتحمل المسئولية بدرجة أكبر هو من يمتلك أدوات السلطة فى يده".
وشدد نصار على أنه لازال يحتفظ بعضويته داخل جماعة الإخوان المسلمين وأنه يدين لإخوانه بالفضل مستشهدا بقول الإمام الشافعى "الحُر من راعى وداد لحظة وانتمى لمن علمه لفظة" مشيرا إلى أن كل ميسر لما خلق له.
كان نصار أعلن استقالته أمس من حزب الحرية والعدالة وقال فى تدوينة قصيرة عبر حسابه الشخصى على شبكة "الفيسبوك":" بعد صراع داخلى لفترة ليست بالقصيرة ولسوء أداء حزب الحرية والعدالة فى لم الشمل وعدم وعى مؤسسة الرئاسة بالمخاطر التى يعانى منها الشعب المصرى أعلن استقالتى من عضوية المؤتمر العام بحزب الحرية والعدالة وأتمنى لهم التوفيق والسداد لخدمة مصر ورفعتها وأسأل الله أن يعيننى على المساهمة فى لم الشمل باستقلالية تامة عن أى حزب".