بوينس آيرس - بعد فترة طويلة من الراحة، تعود الحياة مجددا إلى تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وتشهد التصفيات الجمعة أربع مباريات في الجولة الحادية عشر من التصفيات بهذه القارة والتي تقترب بشكل كبير من لحظة الحقيقة التي ستحسم فيها البطاقات الأربع التأهل المباشر من هذه القارة إلى النهائيات وكذلك صاحب المركز الخامس الذي يخوض دورا فاصلا في صراع التأهل.
ويحمل النجوم الكبار مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والكولومبي راداميل فالكاو غارسيا والتشيلي أليكسيس سانشيز على كاهلهم القدر الأكبر من المسئولية لقيادة منتخبات بلادهم إلى نهائيات المونديال.
ويحظى هؤلاء النجوم بمراقبة ومتابعة قوية من جماهيرهم التي دأبت على متابعتهم عن بعد خلال مشاركتهم مع الأندية التي ينشطون فيها بالقارة الأوروبية.
ويستضيف المنتخب الأرجنتيني، متصدر جدول التصفيات ، نظيره الفنزويلي صاحب المركز الرابع والذي يبدو قريبا من التأهل أيضا لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ.
وقال خافيير ماسكيرانو نجم برشلونة الإسباني والمنتخب الأرجنتيني: "المنتخب الفنزويلي حاليا يختلف تماما عما كان عليه قبل عشر سنوات، لديه الآن لاعبون بارزون يحترفون في الخارج، يجب أن نواصل مسيرتنا في حصد النقاط من أجل التأهل لنهائيات كأس العالم في أقرب وقت ممكن".
ويفتقد المدرب أليخاندرو سابيلا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني في هذه المباراة بالعاصمة بوينس آيرس جهود كل من آنخل دي ماريا للإيقاف وسيرخيو أغويرو للإصابة.
ويحل مكان اللاعبين في هجوم الفريق كل من والتر مونتيو وإيزكويل لافيتزي.
ويستمتع مونتيو بامتياز نادر في اللعب بجوار زملاء يتمتعون بموهبة رائعة حيث يلعب في سانتوس البرازيلي إلى جوار نيمار دا سيلفا نجم هجوم المنتخب البرازيلي كما سيلعب الجمعة إلى جوار الأسطورة ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني وقائد المنتخب الأرجنتيني.
وكان المنتخب الفنزويلي دائما هو المرشح الأقوى للخروج من التصفيات صفر اليدين قبل تصفيات بطولات كأس العالم الماضية حيث تأتي كرة القدم في المرتبة الثالثة أو الرابعة بين أكثر الرياضات شعبية في فنزويلا.
ولكن الوضع لم يصبح هكذا الآن، وفي بداية التصفيات في أواخر 2011، تغلب المننتخب الفنزويلي على ضيفه الأرجنتيني 1- صفر في بويرتو لاكروز.
وفي مباراة أخرى الجمعة ، يستضيف منتخب أوروغواي منتخب باراغواي المتأزم حيث يحتل المركز التاسع الأخير في جدول التصفيات وتبدو فرصه ضعيفة في بلوغ النهائيات التي تستضيفها البرازيل منتصف العام المقبل رغم مشاركته في آخر أربع نسخ لبطولة كأس العالم.
ورغم المستوى المتواضع لمنتخب باراغواي في التصفيات الحالية، لن تكون المهمة سهلة لمنتخب أوروغواي صاحب المركز الرابع في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا والفائز بلقب بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2011).
وقال لويس سواريز مهاجم ليفربول الإنكليزي ومنتخب أوروغواي: "ستكون المباراة معقدة وصعبة وستكون فرصنا في التأهل على المحك".
وبهر سواريز وزميله المخضرم دييغو فورلان وباقي لاعبي الفريق العالم كله بالعروض الذي قدموها في مونديال 2010 وكوبا أميركا 2011 ولكن الفريق لم يحصد سوى نقطة واحدة من آخر أربع مباريات خاضها في التصفيات.
ولذلك، يحتاج أبطال القارة إلى استعادة مستواهم وتوازنهم ليس فقط في التصفيات الحالية وإنما استعدادا لبطولة كأس القارات التي تستضيفها البرازيل من 15 إلى 30 حزيران/يونيو المقبل وتشارك فيها منتخبات البرازيل وإسبانيا وإيطاليا ومنتخبات أخرى.
ويستضيف المنتخب الكولومبي، صاحب المركز الثالث نظيره البوليفي الذي يعاني في المباريات التي يخوضها خارج بلاده بينما يمثل اختبارا صعبا لأي فريق يحل ضيفا عليه في العاصمة لاباز التي ترتفع لأكثر من 3600 مترا فوق مستوى سطح البحر.
بينما تجمع المباراة الأخرى الجمعة أيضاً بين منتخبي بيرو وتشيلي حيث يسعى كل منهما إلى إعادة تشكيل وإنعاش مسيرته في التصفيات.
ويشارك المنتخب البرازيلي في النهائيات دون خوض التصفيات بصفته ممثل الدولة المضيفة للبطولة مما يضمن لهذه القارة خمسة مقاعد على الأقل في مونديال 2014 وقد يرتفع العدد إلى ستة مقاعد في حالة نجاح صاحب المركز الخامس في التصفيات في عبور الدور الفاصل مع المنتخب صاحب المركز الخامس في التصفيات الأسيوية.
وبعدما خاض كل منتخب في التصفيات الحالية ثماني أو تسع مباريات، ما زالت الفرصة قائمة أمام جميع الفريق لبلوغ النهائيات خاصة وأن الفارق بين منتخب باراجواي متذيل جدول التصفيات ونظيره الفنزويلي صاحب المركز الرابع لا يتجاوز خمس نقاط.
ويتصدر المنتخب الأرجنتيني جدول التصفيات برصيد 20 نقطة ويليه منتخبات الإكوادور (17 نقطة) وكولومبيا (16 نقطة) وفنزويلا وأوروجواي وتشيلي برصيد 12 نقطة لكل منهم وبوليفيا وبيرو برصيد ثماني نقاط لكل منهما وباراغواي (سبع نقاط).