ناقش الرئيس محمد مرسى، أمس، خلال اجتماعه بكل من الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، واللواء رأفت شحاتة، رئيس المخابرات العامة، عدداً من القضايا، أبرزها قضية سد النهضة، وتداعياته وسلبياته المتوقعة على مصر، حيث استمع الرئيس لوجهة نظر وزير الدفاع ورئيس المخابرات. كما طرحت فى نهاية الاجتماع قضية سيناء، والقبض على خاطفى الجنود الـ7 خلال الشهر الجارى. وكشف مصدر عسكرى رفيع المستوى لـ«الوطن» عن أن الفريق السيسى قدم عدداً من المقترحات الهامة، على رأسها أن تشكل القوات المسلحة لجنة من خبرائها، لمعرفة أضرار سد النهضة، وتولى «الدفاع» و«المخابرات» الملف، وطالب «مرسى» بعدم اتخاذ قرارات إلا بمشاركتهما.
وأضاف المصدر أن وزير الدفاع أكد للرئيس قدرة القوات المسلحة وكافة المؤسسات السيادية، مثل المخابرات العامة، وبالتنسيق معها، على الضغط على إثيوبيا، دون توجيه ضربة عسكرية تضر بمصالح مصر مع دول أخرى، مؤكداً تمسك مصر بحقها، وأن كافة الخيارات مفتوحة، لكن مصر تضع الحلول الدبلوماسية أولاً، ثم أى حلول أخرى تحفظ حقها.
وفد «سيادى» يزور إثيوبيا قريباً.. ولجنة عسكرية لمتابعة الأضرار.. و«السيسى» و«شحاتة» يتابعان الملف مع «الخارجية».. وتقرير مخابراتى: إسرائيل وراء الإسراع ببناء السد
ووضع وزير الدفاع عدداً من الحلول، على رأسها البدء فوراً فى تشغيل محطة تحلية المياه فى الضبعة، بهدف تحلية مياه البحر الأحمر والمتوسط، وأن تزيد القوات المسلحة من عدد هذه المحطات خلال الفترة المقبلة، إلى جانب إرسال وفد عسكرى رفيع المستوى إلى إثيوبيا، ومعه عدد من مسئولى جهاز المخابرات، لبحث حل الأزمة.
وأكد المصدر العسكرى أن وزير الدفاع اتفق مع رئيس جهاز المخابرات على أن يكون هناك تنسيق كامل بين مصر والسودان وجنوب السودان، واقترح اللواء رأفت شحاتة إرسال وفد إلى دول حوض النيل، بهدف الضغط عليهم وكسب مزيد من الدول بجانب مصر والسودان، خاصة أن رئيس المخابرات قدم تقارير تؤكد أن إسرائيل وراء محاولات الإسراع فى بناء سد النهضة.
وأوضح المصدر أن وزارة الدفاع ستتولى ملف حوض النيل، بجانب المخابرات العامة ووزارة الخارجية، وستشكل غرفة عمليات تتابع الموقف، وترفع التقارير للرئاسة مباشرة، بهدف معرفة ما تريده إثيوبيا. وطالب وزير الدفاع ورئيس المخابرات «رئاسة الجمهورية» بعدم اتخاذ أى قرارات إلا بمشاركتهما، حتى تكون هناك وسائل ضغط على إثيوبيا، والتأكيد على أن مصر من أكبر الدول فى منطقة الشرق الأوسط ولا يمكن تهديدها، مع الحفاظ على علاقات مصر مع الدول الأخرى، دون أن تخسر أى دولة أو تتأثر علاقاتها بها.
وكشف المصدر العسكرى، لـ«الوطن»، عن أن الصين أكدت خلال اتصالات مع مصر أنها تقف بجانب مصر، وستتوقف عن دعم إثيوبيا لحين التوافق مع مصر، وهو ما اعتبره المصدر «ضغطاً» من جانب أكبر الدول المانحة لإثيوبيا، وأنه بذلك تتبقى دول أخرى مانحة مثل إيطاليا، يمكنها الضغط، موضحاً أن دعم الصين حدث بعد اتصالات مع المسئولين المصريين.
وتطرق اجتماع الرئيس مع وزيرى الدفاع والداخلية، ورئيس المخابرات، إلى سيناء والعمليات التى تشهدها حالياً، حيث أكد وزير الداخلية أن وزارته تقوم بتتبع خاطفى الجنود الـ7، وأنها ستلقى القبض عليهم خلال فترة قصيرة.
وكشف المصدر العسكرى الرفيع عن أن القوات المسلحة وضعت فى أولوياتها، بجوار استمرار عمليات تطهير سيناء، القبض على الخاطفين، ثم البدء فى عمليات موسعة للقضاء على البؤر الإجرامية والعناصر الجهادية التكفيرية، وهو ما أوصت به المخابرت الحربية فى التقارير التى رفعتها إلى وزير الدفاع، والتى ناقشها مع رئيس الجمهورية.