توالت ردود أفعال القوى السياسية على الوثيقة التى نشرها موقع ويكليكس ونسبها للرئيس السابق محمد حسنى مبارك، حول مطالبته للرئيس السودانى بإنشاء قاعدة عسكرية بالخرطوم لمواجهة أى سدود مائية تقام فى إثيوبيا، وأكد خبراء أن هذه المعلومات بعيدة عن الواقع رافضين الخيار العسكرى لمواجهة الأزمة المصرية الإثيوبية.
اللواء مختار قنديل الخبير العسكرى أكد لـ"اليوم السابع"، أن الرئيس السابق محمد حسنى مبارك كان له مشاكل عديدة مع إثيوبيا ولم تكن علاقته قوية بالسودان لذا فإن المعلومات التى نشرها موقع ويكليكس غير حقيقية ولا تقترب من الواقع.
وأشار قنديل فى تصريحات، إلى أن الحل العسكرى سيضر مصر فكلنا يعلم أن إسرائيل تقف بشكل كبير وراء إنشاء هذا السد وفى حالة الحرب على إثيوبيا ستقوم إسرائيل بالرد على مصر بطائرات عليها العلم الإثيوبى وليس الإسرائيلى بل وسيكون الرد عند ضرب سد النهضة بضرب السد العالى.
وأكد قنديل، أن الخلافات بين الدول الشقيقة لا يمكن حلها بالخيار العسكرى بل يجب أن يكون هناك خيار آخر للتدخل وحل الأزمة من خلال المفاوضات أو غير ذلك.
ولفت قنديل، إلى أن مصر ليس لها قواعد عسكرية فى السودان أو فى أى دولة أخرى وهى معلومات مؤكدة وكانت هناك مشاكل بين مصر والسودان حول معبر برى فى حلايب وشلاتين فهل من الممكن أن تقبل السودان بإنشاء قاعدة عسكرية .
وأوضح الخبير العسكرى، أن الرئيس الراحل السادات حينما فكر فى الحرب على إسرائيل قام بعمل تهيئة لهذه الحرب قبل البدء فيها بعام كامل، لذا فإنه حتى لو كان الخيار العسكرى مطروحا فيجب أن يكون هناك أطروحات دولية لدعم الموقف المصرى.
وأكد أحمد فوزى الأمين العام للحزب المصرى الديمقراطى، أن مبارك كان رجلا عسكريا وبالتالى فإن التفكير فى الحل العسكرى لديه كان واردا ومن الممكن أن يكون قد طرح هذا الخيار بالفعل، مضيفا أنه بشكل عام من الممكن أن الوضع الحالى قد يقبل التلويح بالحل العسكرى علنا فقط ولكن يجب ألا يكون ذلك هو الاستراتيجية التى تفكر بها مؤسسة الرئاسة لحل الأزمة الحالية بل ينبغى أن تكون هناك طرق أخرى للحل منها الدبلوماسية الشعبية فالحرب مع دولة أفريقية ستكون خسارة بالنسبة لمصر ولإثيوبيا معا.
من جانبها، قالت هبة ياسين، المتحدث الإعلامى باسم التيار الشعبى المصرى، إن حوار رئاسة الجمهورية مع بعض القوى السياسية، والذى تم إذاعته على الهواء مباشرة، أمس الاثنين، كفيل أن يستعدى إثيوبيا، موضحة أن وثائق ويكليكس لا يعتد بها إلا بوثيقة رسمية.
وأضافت المتحدث الإعلامى باسم التيار الشعبى المصرى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أننا بحاجة إلى فريق عمل على قدر من الخبرة ولا يستهان به للعمل على حل أزمة إثيوبيا، مؤكدة أن الحل ليس عسكرياً.
وشددت ياسين على أن إدارة أزمة أثيوبيا وسد النهضة على قدر من المسئولية واستخدام أسلوب حكيم واقتداء بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذى مازلنا نعيش على ذكراه حتى الآن فى أفريقيا، ولابد من استخدام الدبلوماسية الشعبية والقوة الناعمة المصرية.
بدوره، قال حامد جبر، القيادى بحزب الكرامة والتيار الشعبى المصرى، إنه إذا صح الخبر الذى نشره موقع ويكيليكس بأن الرئيس السابق حسنى مبارك طلب من نظيره عمر البشير إنشاء قاعدة عسكرية جنوب الخرطوم لضرب أى سد تقيمه إثيوبيا على النيل، والرئيس السودانى وافق على إنشاء قاعدة لـ"الكوماندوز المصرى" فى مدينة "كوستى"، فلابد من التعامل مع الخبر بتحفظ شديد تلافيا للأخطار السلبية التى نتجت عن اجتماع الرئاسة مع الأحزاب بالأمس، موضحاً أن تلك الأمور ستؤدى فى النهاية إلى تشكيل رأى عام مضاد لموقف مصر من دول حوض النيل.
وأضاف "جبر"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن كل ما نريده تقديم رؤية تكاملية اقتصادية تساعد فى حل مشكلة سد النهضة، وعدم التحدث عن تدخل عسكرى على الإطلاق، قائلاً: "فلندع الأمور التى يختص بها العسكريون والأجهزة التابعة لهم بالعمل بعيداً عن الأضواء والثرثرة والرأى المعلن، ويجب أن نقول إننا ضد التدخل فى شئون الدول الأخرى، وعدم تهديدها بإثارة النزعات الطائفية والعرقية".