ناقش الاجتماع الأول لآلية العمليات خطة العمل بين تركيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بالتطورات في سوريا، كما بحث كافة الخيارات لإنشاء منطقة عازلة، والخيار العسكري ضد سوريا، كما تم التأكيد على الدور التركي في الأزمة السورية، ورسم أعضاء الوفدين خارطة الطريق لمرحلة ما بعد الأسد.
وترأس الوفد التركي في الاجتماع، الذي عقد -الخميس- في مقر وزارة الخارجية التركية في العاصمة أنقرة على مدى ست ساعات، السفير خالد جفيك مساعد وكيل وزارة الخارجية ومسئول شئون الشرق الأوسط، وعن الجانب الأمريكي السفيرة إليزابث جونز مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية، وباشتراك دبلوماسيين وعسكريين وممثلي أجهزة المخابرات التركية والأمريكية بهدف تبادل المعلومات الاستخباراتية واتخاذ جملة تدابير جديدة على الحدود مع سوريا.
وناقش المجتمعون إمكانية إنشاء منطقة عازلة بحال زيادة الهجرة الجماعية من سوريا إلى الأراضي التركية وإيصال المساعدات الإنسانية لهم داخل سوريا.
ووضعت الوفود التركية والأمريكية "خارطة طريق" مشتركة لإنهاء الهجمات ضد المدنيين السوريين بالسرعة الممكنة، إضافة إلى مناقشة العراقيل التي تقف أمام خطة المرحلة الانتقالية التي اتفق عليها بمباحثات جنيف.
ونقل الجانب التركي عدم ارتياحه من الفوضى التي ولدت بعد فراغ السلطة في سوريا، خاصة سيطرة أعضاء منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية على جزء من الأراضي في شمال سوريا التي ستشكل تهديدا على أمن وسلامة واستقرار تركيا، وتم تبادل الآراء حول كيفية معالجة وملء فراغ السلطة الذي قد يدفع المجاميع العرقية والمذهبية السورية إلى أتون حرب أهلية وسيتم العمل على رسم خطة تنفيذية لتجاوز تلك المصاعب.
وأكد الجانب التركي أهمية تولي تركيا دورا مهما في سوريا بعد عملية التحول الديمقراطي التي ستعيشها سوريا من بعد نظام الأسد.
واتفق الجانبان على ضرورة اتخاذ كافة التدابير اللازمة ضد المنظمتين الإرهابيتين "منظمة حزب العمال الكردستاني وتنظيم القاعدة والمجاميع الإسلامية المتطرفة" الذين يحاولون التمركز في مناطق شمال سوريا استفادة من فراغ السلطة، ومن أجل ذلك سيتم تشكيل درع استخباراتي يضم نخبة من الكادر الاستخباراتي الأمريكي الذي عمل في كل من العراق وباكستان وأفغانستان، وإذا استدعى الأمر سيتم التسلل للأراضي السورية لجمع المعلومات الاستخباراتية من داخل سوريا.
وأكد الجانب الأمريكي وقوفه بقوة مع تركيا ضد المنظمة الانفصالية "بي كيه كيه"، حيث أكد الطرفان ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية وعدم السماح لتجزئتها، كما اتفقا على ضرورة توحيد صفوف المعارضة السورية للإسراع بإسقاط نظام بشار الأسد.
ومن المقرر أن يبدأ العمل على اتخاذ مختلف أنواع التدابير لإزالة مخاطر استخدام الأسلحة الكيمياوية من قبل النظام السوري، ومن أجل ذلك سيتم تبادل المعلومات الاستخباراتية السريعة بين الطرفين التركي والأمريكي، وعلى أن يتم وضع رادارت قاعدة (اينجرليك) بحيز العمل ضد أي هجوم صاروخي كيمياوي من قبل سوريا ضد تركيا.
وحسب المعلومات الواردة من مصادر أمريكية، سيغادر وفد من السفارة الأمريكية في بغداد إلى أربيل لإجراء مباحثات مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني وأكراد سوريا لرسم خارطة الطريق لعدم السماح لزيادة تأثير منظمة حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا.
يذكر أن "الآلية التنفيذية" وضعت خطواتها بهذا الاجتماع على طريق الواقع الملموس فيما يتعلق بالشأن السوري، وكان قرار تأسيس تلك الآلية بين تركيا والولايات المتحدة بشأن سوريا قد اتخذ خلال قمة اسطنبول بين وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها أحمد داود أوغلو في 11 أغسطس الماضي.