"دول الإخوانجية كلها مراقص وبارات، وما هاجمتوهم وإلا الضرورات تبيح المحظورات".. "إذا لم يتوقف الإخوان عن العبث بالخليج فليس أمام الخليج إلا هدم الإخوان"، بهذه التغريدات الإلكترونية على حسابه على "تويتر"، واصل ضاحى خلفان، قائد شرطة دبى هجومه الحاد على جماعة الإخوان المسلمين ورئيس جمهورية مصر العربية المنتخب منها الدكتور محمد مرسى.. عبارات قد تفجر بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين البلدين.
استمرار هجوم خلفان الذى لا شك يعبر عن توجه فصيل سياسى فى الإمارات بالإضافة لكونه أحد ممثلى الحكومة الإماراتية يثير التساؤلات حول مدى إمكانية تأثير هذه التصريحات المعادية والمستمرة على العلاقة بين البلدين، خاصة فى ظل وجود تراكمات سابقة تتعلق باستقبال الإمارات لبعض من رجال النظام السابق، منهم وزير التجارة والصناعة السابق رشيد محمد، بالإضافة إلى وجود الفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر فى انتخابات الرئاسة والذى وضع على قوائم المطلوبين.
وكشفت مصادر دبلوماسية بوزارة الخارجية لـ"اليوم السابع" اتجاه الوزارة بعد عودة وزير الخارجية السفير محمد كامل عمرو من طهران لبحث ملف تطاول "خلفان" على مصر خلال الأشهر الماضية وإعداد تقرير مفصل عنه لرفعه إلى ديوان رئاسة الجمهورية بناء على طلبه لوضع جدول إجراءات تتخذها مصر بشكل رسمى لوقف تلك التصرفات التى يقوم بها "خلفان"، والتى أكدت المصادر أنها تصرفات فردية غير مسئولة.
ولم يكتف خلفان بهجومه على جماعة الإخوان المسلمين فقط وإنما امتد هذا الهجوم ليطول الرئيس المصرى المنتخب محمد مرسى، حيث قال فى أخرى تغريداته أمس تعليقًا على زيارة الرئيس محمد مرسى لإيران وتعقيبا على كلمته أمام قمة عدم الانحياز فى طهران: "إن لإمارات حرة والكويت حرة، والإخوانجى يكفينا الله من شره وكتب خلفان: "الإمارات تسير والغربان ينعقون!! عاشوا الغربان!!، الإمارات تمشى والإخوانجية زائغين".
وأشار إلى أن الإمارات ستنتصر على جماعة الإخوان المسلمين فى مصر قائلا: "والله إن الصورة تتضح يا إخوانجية، إنكم مقهورين من الإمارات"، ومؤكدا أن الخطاب ممل، وأن مرسى يتكلم عن سوريا فى الوقت الذى يسمح للسلاح بالمرور عبر قناة السويس ليذبح بشار الثوار، وأكد السفير عبد الرءوف الريدى، رئيس شرف المجلس المصرى للشئون الخارجية، أنه لا يجوز لأى شخص مهما كان منصبه التطاول العام على أى دولة خصوصا مصر، معتبرا أن مثل هذه التصريحات التى أطلقها "خلفان" على حسابه الشخصى لـ"تويتر" تخرج من إطار الآراء الشخصية إلى انتهاك للعرف العام، وانتقاد الدول، بل إن استخدام بعض المصطلحات يصل إلى حد الخروج عن الأخلاق.
وتابع الريدى قائلا: "هذه ليست المرة الأولى التى يحدث فيها مثل هذه الانتقادات الحادة لمصر، والتى تخرج فى الأساس من انتقاده لجماعة الإخوان المسلمين، ونحن لسنا ضد النقد، ولكن بلغة محترمة وتتناسب مع قدر كل من الدولتين، ولكنه شخص "غاوى" مثل هذه التصرفات، متسائلا ماذا نفعل له؟" .
أما عن موقف وزارة الخارجية من تصريحات قائد شرطة دبى، فأكد السفير عبد الرءوف الريدى رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية أن المسئولين بالوزارة يجب عليهم تقدير مثل هذه التصريحات وحجم تأثيرها على العلاقات المصرية الإمارتية وحجم الشخص الصادر عنه التصريحات.
وطالب جمال زهران، عضو مجلس الشعب السابق، الحكومة الإماراتية بضرورة التدخل لوقف تصريحات خلفان المعادية لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وقال إن هجوم خلفان على جماعة الإخوان فى مصر غير مبرر، إلى جانب أنه يعد نوعا من التدخل فى السياسية الداخلية لمصر.
وأضاف أنه لا يمكن أن نعتبر أن تصريحات خلفان تعكس رأى الشعب والدولة الإماراتية بشكل عام، إلا أنه فى الوقت نفسه لا يمكن أن نتجاهل أنها تمثل رأى فصيل سياسى وحكومى فى الإمارات، ولهذا لا بد من التدخل لإيقافها من جانب النظام السياسى الإماراتى.
وأضاف أن استمرار هذه التصريحات إلى جانب شعور الشعب المصرى بأن الإمارات كانت إحدى محطات تهريب الأموال المصرية من خلال استقبالها لبعض رموز نظام مبارك قد يساعد على المدى الطويل إلى توتر العلاقات بين البلدين إذا لم يتم اتخاذ خطوات لتهدئة الأوضاع.
وأوضحت مروة وحيد، الخبيرة فى الشئون الخليجية، إن هجوم اللواء خلفان المستمر على الجامعة قد يؤدى إلى حدوث خلاف فى وجهات النظر لكن لن يصل إلى حد توتر العلاقات بين البلدين.
وأضافت وحيد لـ"اليوم السابع" قائلة، إنه ليس من مصلحة أى دولة من دول الخليج، أن يحدث توتر فى العلاقات بينها وبين مصر، لافتة إلى أنه فى حالة أن تتخذ مصر موقف تجاه هذه التصريحات فمن الممكن أن تبدأ الحكومة الإماراتية فى التحرك، واعتبرت تصريحات خلفان لا تعبر بالضرورة عن التوجه السياسى للحكومة الإماراتية، لافتة إلى أنها تعكس الخلافات السياسية بين خلفان وجماعة الإخوان المسلمين، لكنها لا يمكن أن تكون توجه النظام السياسى فى الإمارات.
وأوضحت أن الحكومة الإماراتية تتعامل مع هذه التصريحات حتى الآن على كونها توجها شخصيا، متوقعة أنه فى حالة تطور الأمر فإن النظام فى الإمارات لن يترك الأمور للوصول لمرحلة التوتر بين البلدين وسيسعى للتدخل لتهدئة الأوضاع.