صدّ الجيش السوداني هجوما لمقاتلين من الحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال) في ولاية جنوب كردفان على الحدود مع جنوب السودان وذلك قبل أيام من استئناف البلدين محادثاتهما بشأن تأمين الحدود المتنازع عليها، وفق ما أوردت وكالة السودان للأنباء أمس السبت.
ونقلت الوكالة عن الجيش السوداني قوله إن 'متمردين شنّوا هجوما على القوات الحكومية في منطقة رشاد في جنوب كردفان يوم الخميس الماضي'.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد إن 'القوات المسلحة تصدت لهجوم محدود من قبل فلول الجيش الشعبي بولاية جنوب كردفان على نقطة إنذار تعمل على تأمين مدينة رشاد بولاية جنوب كردفان'.
وأضاف سعد أن عددا من المدنيين أصيبوا عندما ارتطمت سيارة بلغم زرعه المتمردون على طريق قرب رشاد يوم الجمعة.
وسبق أن أعلن مقاتلون من الحركة الشعبية لتحرير السودان عن قتلهم أربعة من جنود القوات الحكومية، واستيلائهم على أسلحة وذخيرة خلال اشتباكات مع القوات السودانية.
وذكرت الحركة في بيان لها يوم الجمعة أنها 'دمرت مخزنا للمعدات العسكرية واستولت على جهاز اتصال طويل المدى وسلاح كلاشنكوف وثمانية صناديق ذخيرة مدفع'.
وبررت الحركة الهجوم بأنه جاء 'ردا على ما قامت به قوات ومليشيات المؤتمر الوطني' (حزب الأغلبية الحاكمة في السودان).
استئناف المفاوضات
ومن المتوقع أن يستأنف السودان وجنوب السودان في أديس أبابا الأسبوع الجاري المفاوضات بشأن القضايا العالقة بين البلدين وعلى رأسها أمن الحدود. وكانت المفاوضات تأجلت بسبب وفاة رئيس وزراء إثيوبيا ميليس زيناوي.
ومن بين أكثر القضايا المثيرة للخلاف اتهام الخرطوم لجوبا بدعم مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان في جنوب كردفان ومتمردين آخرين، في وقت ينفي فيه جنوب السودان هذا الاتهام، ولكن دبلوماسيين يقولون إن هذه الاتهامات موثوق بها.
ويتوقع أن يتعرض البلدان لضغوط من الوسطاء للتوصل لاتفاقية جزئية بشأن أمن الحدود حتى يتمكنا من استئناف تصدير النفط المهم لكل من البلدين.
وأوقف جنوب السودان، الذي لا يملك منافذ بحرية، إنتاجه النفطي في يناير/كانون الثاني إثر نزاع مع الخرطوم بشأن مقدار ما يجب أن تدفعه جوبا من رسوم نظير مرور نفطها عبر أراضي السودان.
وقد انفصل جنوب السودان بعد تصويت سكانه بأغلبية كاسحة في استفتاء في يناير/كانون الثاني 2011 لصالح الانفصال والاستقلال عن السودان، وذلك بعد حرب أهلية استمرت عقودا بين الشمال والجنوب سابقا.