افتتاح أكبر مجمع إسلامى خدمى بالوراق وإمبابة يعالج الفقراء ويرعى المسنين ويحفِّظ القرآن.. رئيس المجمع: المشروع كان حلمًا وتحوَّل لحقيقة.. ومحافظ الجيزة: المشاريع الخيرية تبنى الأمة

بعد مرور أكثر من 10 سنوات من العمل لإنشاء أكبر مشروع إسلامى خدمى طبى فى منطقتى الوراق وإمبابة بالجيزة أُسدل الستار اليوم بافتتاح المشروع الذى يهدف لعلاج الفقراء والمرضى من الأطفال والنساء والمسنين وغيرهم، على أعلى مستوى من الخدمة الطبية وبأسعار رمزية.

المشروع الذى تكلف أكثر من 10 ملايين جنيه، والذى تعاقب عليه عدد من محافظى الجيزة والأجيال، انتهى العمل به وتم افتتاحه اليوم، ليقدم مجموعة من الخدمات الإسلامية والطبية، منها دار للأيتام ودار مسنين ومستشفى متكامل، ومعمل تحاليل وقسم للأشعة، وقاعات "ندوات ومناسبات وعقد قران"، ومركز للصناعات الصغيرة، كما تشمل التخصصات "الباطنة والأطفال والنساء والولادة والأسنان والقلب والمخ والأعصاب والأنف والأذن والحنجرة والجلدية والرمد والعلاج الطبيعى والعمليات الصغرى والعمليات الكبرى"، وأيضًا يوجد قسم خاص للحضانات على أعلى مستوى للأطفال المبتسرين والأطفال حديثى الولادة.

ومن جانبه قال المحاسب طارق سعيد حسنين، رئيس مجلس إدارة جمعية عمر بن الخطاب "صاحبة مجمع الروضة الشريفة الخيرى": إن العمل بدأ فى المشروع منذ عام 1989 وتم استلام الأرض للمشروع منذ عام 2001، واشترك فيه العديد من العائلات وعلى رأس المشاركين صاحب المشروع - رحمه الله - الحاج إمام الفندى، ومعه الحاج أحمد عامر، وأحمد أبو الحسن، وسرور الصباح، وعائلة عمار، ومنها الشيخ مدحت عمار، وإبراهيم رمضان وغيرهما.

وأوضح سعيد أن تكلفة المشروع تجاوزت 10 ملايين جنيه، حيث تمثل قيمة التذكرة للاستشارى 15 جنيهًا والكشف العادى 10 جنيهات بالإضافة إلى الخصومات الهائلة على العمليات، لافتًا إلى أن أصعب الأشياء التى واجهتم هو التراخيص التى استغرقت عامين كاملين للحصول عليها.

وأضاف سعيد أن هناك مشروعًا آخر يعكف عليه الجميع خلال الفترة المقبلة، وهو عمل وحدة غسيل كلى بالإضافة إلى هذه الخدمات، مطالبًا كل القادرين من أبناء مصر بمساعدة الفقراء وإنشاء مثل هذه المشاريع الخيرية لكى تنهض مصر.

فى حين قال سيد حسنى، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية عمر بن الخطاب، القائمة على المشروع: إن هناك ما يقرب من 5 آلاف أسرة من الأسر الأكثر احتياجًا ستستفيد من المشروعات الصغيرة والمنتجة، بالإضافة إلى أسِرَّة المرضى من كبار السن والمبتسرين.

وقال الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة: إن مثل هذه المشاريع الخيرية نموذج إيجابى لمعاونة القادرين والأغنياء لغير القادرين فى وقت لا يمكن للمحافظة أن تقوم فيه بتلبية احتياجات جميع المواطنين، وفى العام المنصرم كانت ميزانية الدولة 121 مليون جنيه بما فيها رواتب الموظفين، وتمت إضافة ما يقرب من 280 مليون جنيه، فى وقت مازال لدينا فيه احتياجات كثيرة من مياه وصرف صحى ومدارس.

وتعهد عبد الرحمن للحاضرين بأنه على استعداد تام هو وأجهزته التنفيذية لمد يد العون فى أى وقت لأى مواطن لتقديم خدمة أفضل للمواطنين، كما أنه ينبه على الأجهزة التنفيذية بتسهيل إجراءات تراخيص مثل هذه الأعمال الخيرية دون الإخلال بالاشتراطات الهندسية.

جاء ذلك فى حضور كلٍّ من هالة الطودى، مديرة مديرية التضامن بالجيزة، وجمال كامل، رئيس حى شمال، وطارق سعيد حسنين، رئيس مجلس الإدارة، وعدد من قيادات حزب الحرية والعدالة وحزب النور، ومنهم سيف مدحت عمار، وأيمن صادق، عضوا مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة، وخالد بدر، نائب رئيس حى شمال الجيزة، ومحمود على مسئول بالشركة الإيطالية، وعدد كبير من أعضاء الجمعية وأهالى المنطقة.

واستشهد عبد الرحمن بنموذج من الأعمال الخيرية عندما كان وكيلاً لكلية الهندسة بجامعة القاهرة، حيث كان يأتى إليه طلاب لا يملكون المصاريف، فى حين كانت هناك طالبة لا يعلمها أحد وضع والده لها وديعة تقدر بمليون جنيه، كانت تقوم بمساعدة زملائها دون أن يعلموا ودون أن تعلم هى.

وقالت هالة الطوبى، مديرة الشئون الاجتماعية: إن المديرية لن تتوانى عن تقديم أى مساعدة للجمعيات النشطة ومنها جمعية عمر بن الخطاب لتنمية المجتمع المحلى التى أشرفت على إنشاء أكبر مجمع خدمى طبى استغرق 10 سنوات.

فيما دعا الشيخ مدحت عمار القيادى بحزب النور الحضور إلى ضرورة الترحُّم على أرواح كل من ساهموا فى المشروع، ووافتهم المنية دون حضور الافتتاح، ومنهم: الشيخ أحمد أبو الحسن، وإمبابى الفندى، وإبراهيم رمضان، وأشاد عمار بالمشروع داعيًا القادرين والأغنياء من أهالى إمبابة إلى تكرار مثل هذه المشاريع.

فيما قال الشيخ محمد عبده، مستشار شيخ الأزهر، إنه تابع هذا العمل منذ 7 سنوات وسينقل أنباء هذا الصرح العظيم والإنجاز الكبير لشيخ الأزهر للعمل على تكراره فى الفترة المقبلة.

وأكد أيمن صادق، عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة، أن الدولة وحدها لا تستطيع أن تحقق جميع طلبات الشعب ورغباته، ففى العالم الخارجى والدول الخارجية تتحمل الدولة 60% من قيمة المشاريع، فيما يتحمل المواطنون 40%، ونحن نعيش مرحلة العطش للخدمات التى تحتاج إلى تكافل بين الجميع لتنمية المجتمع.