وضع المهندس خالد مرتجى عضو مجلس إدارة النادي الأهلي، حسن حمدي رئيس النادي في موقف مُحرج للغاية بعدما تقدم باستقالة رسمية كشفت العديد من الكواليس والمؤامرات التي تُحاك ضد النادي وسط صمت تام من قبل رئيس الأهلي.
استقالة مرتجى أصبحت مثل الحجر الذي وضعه عضو مجلس الإدارة في المياه الراكدة لتحريكها، فالجميع داخل الشارع الرياضي بصفة عامة وبين جدران القلعة الحمراء على وجه الخصوص باتوا يعلمون جيدا أن حسن حمدي يُدير الأمور داخل النادي وفقا لأهوائه الشخصية وعلاقاته ومصالحه وليس من أجل الدفاع عن حقوق النادي.
وما يُفسّر ذلك هو رفض حمدي اتخاذ أية قراراته تجاه بعض المسئولين الذين أدانهم مرتجى بالمستندات في مذبحة بورسعيد يأتي في مقدمتهم هاني أبوريدة عضو المكتب التنفيذي بالإتحاد الدولي لكرة القدم والمرشح لرئاسة اتحاد الكرة المصري.
حسن حمدي بات في موقف مؤسف للغاية بين أعضاء النادي وجمهوره بعدما تأكد الجميع من إن رئيس النادي يدافع عن أبوريدة ولا يدافع الأهلي.
فقد كشف له كثيرون - ومنهم مرتجى - أن المرشح لرئاسة إتحاد الكرة المصري لعب دورا مؤثرا في تخفيض عقوبات النادي المصري حيث تآمر مع إتحاد الكرة والنادي البورسعيدي، ومع ذلك لم يُحرّك حسن حمدي ساكنا بل فاجأ الجميع في النادي بعدما أكد أن "صوت" الأهلي في انتخابات إتحاد الكرة سيكون لأبوريدة!.
الدلائل تُشير إلى أن رئيس الأهلي يعيش أوقاتا عصيبة في القلة الحمراء بسبب مجاملة أصحابه على حساب النادي، وعدم وقوفه بجانب حقوق الشهداء وضحايا مذبحة بورسعيد، ولعل ذلك ما كان سببا في هتافات جماهير الألتراس المستمرة طوال الأيام الماضية: "يسقط .. يسقط حكم حسن حمدي"!، وطالب الألتراس برحيل حسن حمدي الذي "باع" حقوق الشهداء من أجل علاقاته الخاصة بأبوريدة وأعوانه.
في المقابل، فالإلتراس ينظر لاستقالة خالد مرتجى، على إنها انتصار لمسؤول يدافع عن حقوق ناديه في وجه الباطل، ووصفوه بالمسؤول الشريف الذي لا يخشى في الحق لومة لائم حتى لو اضطره ذلك للدخول في صدام مع حسن حمدي، في وقت يخشى فيه باقي أعضاء المجلس مجرد التحفّظ على ما يقوله حمدي ويكتفون بالكلمة الشهيرة "موافقون.. موافقون ".
وقدم الألتراس الشكر لمرتجى لإصراره على الدفاع عن حقوق الشهداء والتصدي لـ"جبروت" حسن حمدي وأعوانه، وقالوا: "الرجال المحترمون يظهرون وقت الشدة.. شكرا للمحترم خالد مرتجى.. وزير خارجية الأهلي، وليذهب باقي أعضاء مجلس الأهلي للجحيم!".
مرتجى الذي يُعد أبرز أعضاء لجنة الأندية بالإتحاد الدولي لكرة القدم التي يترأسها الأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني ، "دق" المسمار الأخير في نعش حسن حمدي بالأهلي، فقد أصبحت أيام رئيس النادي في القلعة الحمراء معدودة، وسيكون رحيله بمثابة "سوء الخاتمة" لتصرفاته وقراراته وأفعاله التي لم تُرضي يوما الشهداء، ولم يحاول خلالها إلا "مُحاباة" أصدقاؤه!.