شدد وزير الخارجية، محمد كامل عمرو، على أن سيناء وأمنها شأن مصري خالص، ولا شأن لمجلس الأمن بهذا الموضوع نهائيا، وأن سيناء تخضع لكامل السيطرة المصرية، ولا شأن لأي محفل دولي بهذا الموضوع. جاء ذلك ردا على سؤال "الوطن" في اجتماع وزير الخارجية مع المحررين الدبلوماسيين، حول ما إذا كانت مصر قد رصدت تحركا أسرائيليا في مجلس الأمن لإثارة الوضع في سيناء، بعدما تقدمت بخطاب لرئيس مجلس الأمن قبل أشهر تحذر من الوضع الأمني هناك.
وأضاف عمرو أن مصر أعلنت موقفها تجاه الخطاب الإسرائيلي في حينه، و"قلنا ولا زلنا نؤكد أن مجلس الأمن غير معني بأي شيء يخص سيناء، لأنه يتدخل حال تهديد السلم والأمن الدوليين، والوضع في سيناء لا ينطبق عليه هذا التوصيف، ومصر قادرة على التعامل معه".
وأكد أن اجتماعات الجمعية العامة المقبلة ستشهد تحركات مصرية مكثفة على العديد من الأصعدة، مشيرا إلى أنه يجري الإعداد لمشروع قرار لمواجهة ظاهرة ازدراء الأديان، وأن هذا القرار سيكون متطورا عن القرار الذي تمكنت مصر والمجموعة العربية من استصداره قبل سنوات، مع ظهور أزمة الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم).
وكشف عن أنه يجري الآن الإعداد لعدد من القمم الثنائية، يجريها الرئيس محمد مرسي على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة، مشيرا إلى أن الوضع في سوريا سيكون مطروحا أيضا، حيث من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الرباعي الإقليمي، الذي يضم مصر والسعودية وتركيا وإيران، لاستكمال مباحثاتهم التي جرت في القاهرة قبل أيام، في إطار مبادرة الرئيس محمد مرسي، وفي هذا الخصوص أوضح عمرو أن مصر أحاطت السعودية علما بما جرى خلال اجتماع القاهرة، والذي لم تشارك فيه السعودية.
وردا عما يتردد حول وجود غضب سعودي من وجود إيران ضمن الرباعي، قال وزير الخارجية إننا لم نلحظ وجود أي غضب سعودي من وجود إيران.
وحول ما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية من تسريبات عن اجتماع القاهرة، بأن مصر وافقت على بقاء بشار الأسد في السلطة، قال وزير الخارجية إن موقف مصر واضح ومعلن للجميع، وأن ما تسعى له مصر الآن هو إيقاف حمام الدماء في سوريا، وأن مصر لن ترد على وسائل الإعلام هنا أو هناك، لأنها تسعى لتحقيق هدفها، كاشفا عن أنه أبلغ الإيرانيين رسالة واضحة، مفادها أن الجميع ينظر لهم الآن باعتبارهم جزءا من المشكلة في سوريا، وعليهم أن يحاولوا أن يكونوا جزءا من الحل، وأنه تم إثارة دعمهم العسكري لنظام الأسد، وأوضحوا أن تعاونهم العسكري مع سوريا ليس وليد اللحظة، ولكنه بدأ منذ ثلاثة عقود.
وعما إذا كانت مصر قد تلقت تهديدات من الولايات المتحدة بقطع أو حجب المساعدات الاقتصادية، نفى عمرو وجود أي تهديد أمريكي في هذا الخصوص، بل أكد أنه على العكس، موقف الإدارة كان واضحا أمام الكونجرس بأهمية العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن، وأضاف أن الجميع يعلم أن هذه المساعدات لصالح الطرفين، ولصالح الاستقرار والسلام في المنطقة، مؤكدا أن السفيرة الأمريكية أبلغته شكرها على جهود الحكومة المصرية في احتواء الموقف المشتعل بسبب الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم).
وأوضح أن وزارة الخارجية تتابع مع السفارة المصرية في واشنطن التكليفات الرئاسية الخاصة بالتحرك القانوني تجاه الأزمة، وقال إن السفارة ما زلت تدرس مع خبراء في القانون الأمريكي المسألة برمتها لتحديد التحرك المناسب.
وأعلن عمرو أن التحركات الدبلوماسية المتشعبة وحركتها السريعة في الأيام الماضية يسيطر عليها في الأساس البعد الاقتصادي، وقال إننا نسعى لجذب استثمارات العالم، ولكن مصر لا تحصل على "حسنة" من أحد، فهي كنز للمستثمرين، والجميع يدرك ذلك ويرحب في الوقت نفسه بعودة النشاط والحركة الدبلوماسية لمصر.
ولفت إلى أن زيارة الرئيس مرسي للبرازيل لم تلغَ، ولكن تم تأجيلها لموعد لاحق، مشددا على أهمية هذه الزيارة لما تملكه البرازيل من تجارب طموحة في نواحي متعددة، تسعي مصر للاستفادة منها