استقبل فى ساعة مبكرة من صباح اليوم، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، نظيره فى الانتخابات الرئاسية، ورئيس حزب المؤتمر، عمرو موسى، بمنزله فى التجمع الخامس، فى لقاء هو الأول بعد مناظرتهما الشهيرة قبل الانتخابات الرئاسية، والتى اعتبرها الكثير أنها السبب فى انخفاض شعبتيهما، حتى حصل المرشحان السابقان لرئاسة الجمهورية، على المركزين الرابع، والخامس.
وصل عمرو موسى، الذى يقطن بجوار أبو الفتوح فى التجمع الخامس إلى منزل الأخير فى حدود الساعة التاسعة صباحًا بمفرده، دون وجود أحد من أعضاء حملته، واستقبله أبو الفتوح فى الطابق الأول بفيلته، حيث يوجد مكتبه، وقابل أبو الفتوح موسى بالأحضان والترحاب الشديد، وتناولا الشاى فقط، وناقشا اللقاء الأزمات الحالية، التى تواجهها اللجنة التأسيسية للدستور، وكل ما يتعلق باللجنة، دون الحديث فى أى تحالفات انتخابية خلال الفترة القادمة.
كما اتفق المرشحان السابقان لرئاسة الجمهورية، على أن الدستور المصرى يجب أن يعكس الحالة السياسية فى مصر دون تطرف ولا مبالغة ولا فرض أى لون معين على الآخر داخل الجمعية التأسيسية.
وأكد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وكيل مؤسسى حزب مصر القوية، على ضرورة عدم المساس بالمواد الخاصة بمبادئ الشريعة الإسلامية، وكذلك وضع المؤسسة العسكرية بالدستور الجديد، ويظل صياغتهما كما هى بدستور 71، مضيفًا أنه تم تجاوز شكل التأسيسية الآن، ولكن الاهتمام يكمن فى المواد التى تصدر عنها.
وأوضح أبو الفتوح، أننا تجاوزنا الآن تشكيل الجمعية التأسيسية، ولكننا نهتم أكثر بما يصدر عنها من مواد للنقاش، قائلا "نرفض أى مواد صادرة ليست مبنية على توافق مجتمعى من جميع القوى والتيارات السياسية، خصوصًا المواد الخلافية".
وقال أبو الفتوح، إن حزب مصر القوية، يرفض حالة الاستقطاب، مضيفًا: "إننا نرفض الدخول فى حالة الاستقطاب الحادثة حاليا، وأنهم سيشاركون بوضوح بوضع آرائنا المستقلة، فيما تم إصداره من مسودات".
وثمن أبو الفتوح الجهود المبذولة من قبل أعضاء اللجنة التأسيسية حتى الآن، وشدد على أن دور الأغلبية فى الجمعية التأسيسية هو إصدار صيغة نهائية توافقية للمناقشة المجتمعية تراعى طموحات جموع المصريين.
من جانبه، أكد عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، أنه تحدث مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، عن إمكانية التنسيق والتواصل فى ضوء السعى لتحقيق توافق فى الساحة السياسية، وتناقش معه حول الجمعية التأسيسية للدستور وما يجرى فيها من مواقف حالية.
وأضاف موسى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، عقب اللقاء، أنهما اتفقا على ضرورة أن يعكس الدستور المصرى الحالة السياسية فى مصر، دون تطرف ولا مبالغة ولا فرض أى لون معين على الآخر داخل الجمعية التأسيسية للدستور التى تؤدى عملها حاليا ويشارك فيها عدد كبير من أصحاب الرأى.
وأشار الأمين العام السابق للجامعة العربية، إلى أنهما اتفقا على التواصل خلال الفترة القادمة، وسيكون هناك تشاورات بينهما فى الأمور السياسية المختلفة خلال الفترة القادمة.
وعلم "اليوم السابع"، أن لقاء المرشحين لم يتناول الحديث فى التحالفات الانتخابية، التى يتم تشكيلها الآن من قبل عمرو موسى وحمدين صباحى، والدكتور محمد البرادعى، مشيرة إلى أن لقاء عمرو موسى بأبو الفتوح جاء بناء على رغبة الجمعية التأسيسية للدستور فى السماع لجميع القوى السياسية الموجودة على الساحة المصرية، والسماع لمختلف الآراء بصورة أكبر وأوسع، لإخراج دستور يعبر عن الجميع.
وأضافت المصادر، أن أبو الفتوح حذر عمرو موسى من خطورة أن يهيمن طرف معين على التأسيسية، وألا يجب إصدار المواد التى عليها خلاف من قبل الجمعية، والقوى السياسية تبدى رفضها عليها، لأنها لو صدرت ستحدث أزمة كبيرة فى المستقبل القريب، ونحن فى غنى عنها، مشددا على أن هناك ارتباكا فى عدد من المواد التى يتم التصريح عنها فى وسائل الإعلام ثم يتم التراجع عنها مرة أخرى، ونفاجأ فى النهاية أنه لم تكن هناك مواد تم الانتهاء منها بالفعل ولا توجد سوى اقتراحات قدمها البعض دون الخروج بالنص النهائى.
وقالت المصادر، إن اللقاء بين المرشحين شمل حالة الاستقطاب الحادثة الآن فى مصر بين القوى السياسية، ووجود حالة انقسام خاصة بين التيارات المدنية، والإسلامية، حيث أكد أبو الفتوح أن موقفه من هذه الحالة الاستقطابية بأنه لن يدخل طرفًا فيها بأى شكل من الأشكال، وأنه سيعبر عن آرائه وآراء حزب مصر القوية بشكل مستقل عن الجميع، وهو ما يرونه الأصلح، مشيرا إلى أنه يرفض الدخول فى هذه الحالة.