"كان بيعشق الوحدة وبيحب الطبيعة.. هو عصبى شويه بس قلبه أبيض وطيب وحنين وخيره على الكل".. تلك الكلمات البسيطة والمعبرة هى أولى الكلمات التى خرجت من لسان اثنين من العمال العاملين بالقرية السياحية التى توفى على أرضها النجم الراحل دنجوان السينما المصرية الفنان أحمد رمزى، حيث قطعا مسافة طويلة متتبعين خطوات جنازة الراحل من المستشفى وحتى مثواه الأخير، حيث دفن فى أحد المدافن البسيطة وسط أهالى الساحل الشمالى والعلمين، ممن اعتبروه واحداً منهم، حسبما أكدت ابنة الراحل التى أشارت إلى أن السر وراء وصية والدها بدفنه فى الساحل الشمالى هو أنه عشق طبيعة وسحر الساحل الشمالى، وارتاح لمعاملة سكان الساحل الذى لم يلق منهم سوى كل حب وخير وترحاب، وذلك حسبما أكد أحد شيوخ العلمين، والذى قال إنه جمعته صداقة قوية بالنجم أحمد رمزى، تلك الصداقة التى تكونت على أساس الصدق والحب والتقدير، حيث أشار إلى أن النجم رمزى استطاع أن يحصد حب أهل الساحل الشمالى كلهم، لأنه كان يودهم كثيرا، وكان صاحب واجب، حيث كان يشاركهم فى أفراحهم وفى أحزانهم.
وهو الأمر الذى استطاع أن يقوى علاقته بأهل الساحل والعلمين، ولعل ذلك الأمر هو ما يفسر العدد الغفير الذى حضر جنازة الراحل من أهل العلمين والساحل الشمالى، على خلاف الغياب الكبير للفنانين ولنقابة الممثلين والسينمائيين ممن غابوا عن مشهد الجنازة، إلا الفنان أحمد السقا، الذى تصدر المشهد الجنائزى، وحضر منذ الساعات الأولى قبل صلاة الجنازة، وصلى الجنازة فى أول صفوف المصليين، وحمل النعش مع حفيده وأحباء رمزى من أهل العلمين حتى مثواه الأخير، كما لم يكتف بذلك فقط، وإنما ساعد فى دفن جثمان الراحل أحمد رمزى يداً بيد مع القائمين على الدفن بالمقابر.
وسط الجنازة وأثناء دفن جثمان رمزى لا تسمع سوى همهمة أحبائه بكل خير، حيث أوضح عمدة العلمين محمود مهيوب أن الراحل عاش أكثر من عشر سنوات صيفاً شتاءً فى الساحل الشمالى، لما لمسه من حب من أهالى العلمين وترحاب به، لأنه كان إنسانا صادقا وأصيلا.
بعد الجنازة لا ترى سوى دموع محبيه ومشيعى جنازته ممن رقدوا خلفه لإلقاء النظرة الأخيرة على "الدنجوان الفتى الشقى" أحمد رمزى عاشق الوحدة والطبيعة.