• ليالى الفن والحب مضت ولن تعود.. والوحدة صعبة علىّ وشريط ذكرياتى ملك لى فقط لهذا لا أفكر فى كتابة مذكراتى
• صداقتى بفاتن حمامة وعمر الشريف لم تنقطع لحظة واحدة منذ جمعنا فيلم "أيامنا الحلوة"
رحل دنجوان السينما المصرية أحمد رمزى، تاركا خلفه تراثا سينمائيا ضخما، بعدما فضّل الهروب بماضيه من صخب القاهرة إلى هدوء الساحل الشمالى، ليتأمل ويفكر ويستعيد شريط ذكرياته مع الفن والسينما والحياة.
شاءت الأقدار أن تلتقى «اليوم السابع» بالنجم الكبير قبل رحيله بشهرين، وتنقب معه فى ذاكرة الماضى الذى يحمله بين جوانحه وفكره، وأفصح فى حديثه عن ماضيه وذكرياته ورؤيته السياسية حول ثورة يناير، وما أعقبها من أحداث.
◄◄ شريط سينمائى طويل تحمله بذاكرتك وبين عينيك، فهل ترغب ذات يوم فى كتابة أحداثه ليصبح عملا تليفزيونيا تتعلم منه الأجيال؟
- بصراحة لا أفكر مطلقا فى كتابة مذكراتى، أو قصة حياتى، حيث إننى مارستها بكل ما فيها، من فرح وشجن ودموع وضحكات، وكلما أتذكر شريط حياتى مع نجوم الزمن الجميل يزداد يقينى أن ليالى الفن والحب مضت ولن تعود، وأود أن أحتفظ بها فى قرارة نفسى، ومع خيالى فقط.
◄◄ بمناسبة ذكرك نجوم الزمن الجميل، هل هناك جسر من التواصل ممتد بينك وبينهم فى الوقت الحالى؟
- نعم بالطبع، هناك أواصر صداقة ممتدة بينى وبين أصدقاء شبابى وأيام مرحى، ودائما على اتصال برفيق دربى النجم العالمى عمر الشريف، والنجمة فاتن حمامة التى لا تنقطع الاتصالات بيننا، للاطمئنان على بعضنا البعض، وأحيانا نسترجع زمن الشباب الذى مضى بلا رجعة، وأود أن أوضح أن صداقتى بفاتن وعمر لم تنقطع لحظة واحدة منذ أن عملنا معا فى فيلم «أيامنا الحلوة» الذى جمعنى بأصدقاء عمرى.
◄◄ بصفتك شاهدا على العصر كيف كنت ترى اشتعال الغيرة الفنية بين فاتن حمامة وفنانات جيلها بعدما لُقبت بسيدة الشاشة العربية؟
- فاتن حمامة من أعظم فنانات جيلها، ونالت لقب سيدة الشاشة العربية بأعمالها السينمائية المتميزة، والجمهور هو من أعطاها هذا اللقب، والغيرة نبعت من جانب فنى، لكن فاتن لم تلتفت أبدا لما يتردد من فنانات جيلها، ولم تحمل حقدا لأحد.
◄◄ هناك أقاويل يصل عمرها 40 عاما للوراء، تقول إنه كان هناك صراع دائر بينك وبين النجم الراحل رشدى أباظة، فما صحتها؟
- أبدا على الإطلاق، بالعكس كانت تربطنى برشدى أباظة علاقة صداقة طيبة، استمرت حتى وفاته، وهناك شائعات كثيرة انطلقت فى تلك الفترة ليس لها أساس من الصحة، كشائعة غيرة رشدى أباظة من فريد شوقى وغيرها، وجميعها غير صحيحة على الإطلاق.
◄◄ عندما تشاهد أفلامك السينمائية القديمة ما الشعور الذى ينتابك وقتها؟
- شعور بالحنين، ويدور بخيالى شريط من الذكريات الطويلة التى جمعتنى بأبطال العمل ومؤلفه ومخرجه، وأسترجع ذكريات عمرها 60 عاما، عندما بدأت التمثيل وكنت لا أتوقع أبدا أن أحظى يوما بهذه النجومية على الإطلاق، ولعلى أتذكر أن فيلم «ابن حميدو» أكثر فيلم حقق إيرادات فى تاريخ أعمالى السينمائية.
◄◄ برّأت العندليب من زواجه بالسندريلا أكثر من مرة فهل كنت تمتلك أدلة البراءة، وهل ما حدث فى حفل «قارئة الفنجان» له علاقة بجمهور السندريلا وفريد الأطرش كما تردد؟
- الأمر لا يحتاج إلى أدلة، لأن عبدالحليم حافظ كان بمثابة الأخ لى، وأعرف أدق تفاصيله الشخصية، وكذلك سعاد حسنى كانت صداقتنا قوية جدا، وأؤكد أنهما لم يتزوجا مثلما أشيع، وكذلك شائعة قتل سعاد حسنى ليست صحيحة لأنها انتحرت بالفعل، بعدما تجاهلها عدد كبير من أصدقائها أثناء محنتها، وهو ما أدى إلى كرهها لنفسها وللحياة فانتحرت، وبالنسبة لما حدث فى حفل «قارئة الفنجان» فلم أكن وقتها بالقاهرة، وهاتفت عبدالحليم للاطمئنان عليه بعدما علمت الخبر من وسائل الإعلام، ولا أعتقد أن يكون جمهور السندريلا أو الأطرش وراء تخريب الحفل.
◄◄ لحظات الوحدة قاسية وتحيط بك فى كل جوانب المنزل، فهل تنوى ترك فيلا الساحل الشمالى وتعود لمنزلك بالقاهرة؟
- لا، خاصة فى تلك الفترة المليئة بالاضطرابات والاعتصامات، وأنا أميل إلى الهدوء والطبيعة، لذا فضّلت العزلة عن صخب الحياة فى القاهرة والعيش هنا بالساحل الشمالى كما ترى، وبالنسبة للوحدة فهى صعبة طبعا، خاصة على إنسان مثلى عاش حياته «بالطول والعرض» كما يقولون، وفجأة أصبحت وحيدا.
◄◄ وكيف تقضى يومك هنا؟
- أقضى يوم عادى جدا، أستيقظ من النوم وأتناول كوب القهوة الفرنساوى كعادتى، وأمشى قليلا فى حديقة الفيلا وقت الظهيرة، حيث دفء الشمس ونسمات الطبيعة، ثم أتناول وجبة الغداء، وعادة ما تكون ساندوتشات أعدها بنفسى، وأحيانا «شوربة فراخ»، وعند المساء أجلس أتفرج على التليفزيون، ثم أتوجه للنوم.
◄◄ ما نوعية الأعمال التى تجذبك لمتابعتها، وهل المسلسلات الدرامية لها نصيب من تلك المشاهدة؟
- أنا لا أتابع الأعمال الدرامية مع كامل تقديرى لها، لأنها تتطلب المتابعة يوميا، حسب بنائها الدرامى، وأنا أخضع لمزاجى عند المشاهدة، حيث أفضل متابعة الأفلام العربية القديمة، والأفلام الفرنسية القديمة أيضاً، ولا أتابع غيرها.
◄◄ بعد رحلة فنية طويلة تصل لأكثر من نصف قرن، كيف يرى أحمد رمزى شكل السينما المصرية الآن؟
- أريد أن أطرح سؤالا فى هذا الشأن وهو: أين السينما المصرية الآن؟، ببساطة «مفيش سينما»، فأيام عهد جمال عبدالناصر كنا نقدم 120 فيلما مصريا فى العام الواحد، رغم حالة الكساد والحرب التى كانت تمر بها البلاد، أما الآن فعدد الأفلام المصرية التى تقدم فى السنة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وللأسف صناعة السينما حاليا ذهبت إلى بلاد عربية أخرى لم يسمع عنها أحد، بعدما كان لا يمكن أن ينطق أحد كلمة سينما غيرنا، وأنا لم أدخل دور عرض لمتابعة فيلم واحد طوال السنوات الأخيرة.