لم يمارس العمل السياسى، لكن التحديات والأزمات التى مرت بها مصر، طوال السنوات الماضية، كانت حاضرة دوما فى اهتماماته، وشغلت تفكيره، وطغت فى أوقات كثيرة على اختياراته الفنية.
هو صاحب «رأفت الهجان» الذى نجح، من خلال أدائه لتلك الشخصية الوطنية، أن يدخل قلوب المصريين، من باب القدوة الحسنة، كما يرى أن تلك القدوة غابت منذ رحيل جمال عبدالناصر، حتى اليوم.
يستمد محمود عبدالعزيز سعادته من سعادة الآخرين، إذا فرحوا يكون سعيداً، وإذا كانوا مهمومين حزن لهم وانشغل بهمهم.. يلخص ذلك بقوله: «جنة من غير ناس ما تنداس».
«الوطن» التقت الفنان القدير ليفتح لنا خزانة حكاياته ونتعرف منه على آرائه فى كثير من القضايا والمواقف، وتطلعاته وآماله لمصر بعد الثورة ورأيه فيما وصلنا إليه من تغيير فى بنية المجتمع سياسيا واجتماعيا وثقافيا.
■ بداية.. ما حدود علاقتك بالرئيس السابق حسنى مبارك؟ وهل قابلته قبل الثورة أم لا؟
- قابلت «مبارك» منذ سنوات طويلة، عندما كنت فى ضيافة حاكم عربى، وكان هو موجودا هناك، فانتظرت حتى انتهى لقاؤهما، وذهبت لمصافحته، وعندما رآنى قال لى: «إيه ده؟ انت بتعمل إيه هنا؟»، فلم أجد إجابة لسؤاله، ورد الأمير قائلاً: «محمود عبدالعزيز صاحبنا»، وخلال هذه المناسبة عرفت أن الرئيس السابق كان ينام فى التاسعة أو العاشرة، وأنه طلب من الحاكم العربى «سويت» مقابلاً له لعمر سليمان، وقال له: «لازم يكون فيه نفس السجادة، وإذا كان فيه ترابيزة تبقى نفس الترابيزة ونفس لون الستائر».
ولا أنسى له موقفه معى وأشكره عليه، عندما كنت مريضاً، اتصل بى، وقال لى: «ما تقوم بقى انت عامل فيها عيان؟»، واتصال رئيس جمهورية بفنان ليطمئن عليه هذا فى حد ذاته موقف لطيف منه، رغم أننى كنت أعالَج على حسابى الخاص، وليس على نفقة الدولة.
المصريون فقدوا القدوة منذ أيام جمال عبدالناصر.. ونريد تجربة للنهضة مثل ماليزيا
■ بحكم علاقتك القوية وقربك من بعض الحكام العرب.. كيف كانت علاقة «مبارك» بهم؟
- منذ أكثر من 17 عاما، عندما قابلت «مبارك» عند حاكم عربى، قال لى هذا الحاكم: «والله يا أستاذ محمود يجب أن تدعو له -يقصد الرئيس السابق- فهو رجل عظيم»، وعندما نظرت له قال: «إيه مش عاجبك كلامى؟» فقلت له: «لا أنا ما سمعتش حاجة»، فحكى لى هذا الحاكم أن الرئيس تحدث معه عن ابنه جمال، والهجوم الذى تعرض له فى سنوات حكمه الأخيرة، وقال إن مبارك قال له: «قلت لجمال: طالما ما بتخطفش اللقمة من بق حد اعمل اللى انت عايزه»، طبعا أنا أول ما سمعت الكلام ده سكتّ، فسألنى الحاكم العربى: «إيه مش عاجبك الكلام؟» قلت له: «سموك لو فيه صول، مش رئيس جمهورية، قال لابنه الكلام ده، وعايش فى قرية، هيطيح فى القرية كلها»، فقال لى الحاكم العربى: «يوم ما يفكر مبارك أن يورث الحكم لابنه البلد دى هتقوم فيها ثورة». وأنا كنت أعرف هذا لأن جمال مالوش شعبية، وغير مقبول من الشعب المصرى، وليس لديه كاريزما، كما أنه يوجد فى مصر ملايين مثل جمال، وشباب حاصلون على درجة دكتوراه، وأنا أعرف ناس بيقطّعوا جبنة فى سوبر ماركت وحاصلين على درجة الدكتوراه، ومنذ وقت طويل، كانت هناك إعلانات فى الجرائد تقول: «مطلوب ممرضون وممرضات ويفضل عدم تقدم الأطباء»، وهذا معناه أن هناك أطباء يتقدمون للعمل كممرضين، وذلك لزيادة دخل الممرض على الطبيب.
وبعدين مبارك كان خايف جدا بسبب النبوءة التى قيلت له على يد أحد العرافين فى أمريكا، وأصبح مثل الخائف من العفريت، بسبب هذه النبوءة؛ لذلك كان معتقدا أنه يوم ما يعين نائب له سيترك الحكم، وفعلا يوم ما عين نائب رئيس جمهورية ترك الحكم، وخُلع.
■ ما رأيك فى إعلام ما بعد الثورة؟ وهل صحيح أن له دورا فى الفوضى التى نعيشها الآن؟
- تقول لى إيه رأيك فى السياسة، والمشكلة وحلها، أنا ماقدرش أقولك رأيى فى المشكلة ولا رأيى فى السياسة، لأنى لست خبيراً ميتافيزيقياً، لكن شايف إن القنوات الفضائية مثلا تستضيف الناس التى تطل علينا على شاشات الفضائيات، وتقول نفس الكلام، ثم تنتقل من قناة لأخرى وبين الاستوديوهات، وشايف إن الشعب نفسه كمان لازم يغير ثقافته ولا يتلقى أى شىء على أنه حقائق مسلم بها، وهى عملية صعبة لأن الكيان كله به مشكلة.
كل قناة وكل مؤسسة فى الإعلام تحاول أن تجلب مكاسب، بلا شك، ومن الممكن أن يكون الحدث تافها جدا فتضخمه، وهذا ما يُحدث قلقا، خاصة أننا فى جو غير مستقر، ولسنا فى دولة الناس أخذت حظها فيها من العلم والثقافة والفلوس اللى فى البلد، أو فى رغد من العيش.
■ هل كنت تتوقع بعد تنحى مبارك أن نتحدث عن الفوضى، التى تحدث هو عنها فى أحد خطاباته الشهيرة؟
- بعد التنحى كنت متفائلا بشدة، بأن البلد سيكون أفضل طبعا، وأتمنى أن يكون أفضل، وكنت متفائلاً بالشباب الذى سيقود المسيرة، وكنت أنتظر كلاما علميا وأملا وتفاؤلا من هذا الشباب الذى كان مليئا بالثقة والرغبة فى التغيير، كلام كان من السهل تنفيذه، ولا أعلم ماذا حدث، هل هو تواطؤ أم بطء شديد، وللأسف اللى كان بيسرق ظل يكمل سرقته، واللى عايز يغطى حاجاته بيغطى حاجاته، واللى عايز يدفن الأشياء اللى عملها بيدفنها ويحرقها، واللى عايز يكشف مؤامرة بيكشفها.
فى هذه الفترة بعد التنحى، سمعنا عن طائرات تغادر بفلوس لتهريبها، حكى لى ضباط فى المطار وقائع من هذا النوع، وطائرات خاصة رحلت بأسر بأكملها، وسمعنا أرقام بالملايين عمرنا ما سمعنا عنها، لكن كان نفسى نتكلم الآن على حاجة فى الفن بعد الثورة، والتطور الملحوظ فى مصر والعمل فى الهيئات بطريقة جديدة ومنظمة ومختلفة عن عصر مبارك، وعن النظام الجديد والتغيير الذى وصلنا له.
■ كيف تقيم أداء الرئيس محمد مرسى حتى الآن؟
- محمد مرسى رئيس لكل المصريين، والمفروض أن يكون رئيساً للجميع وليس لمجموعة أو فئة معينة من الشعب، فأنا غير منفصل عن بلدى، وأرى أنه من المفروض أن يتحدث الرئيس مرسى بنفسه، فيما يتعلق بموقعه، لكن ما يحدث أن كل واحد بيقول حاجة، كما لو كان الجميع -من تيار معين- هم من يحكمون البلد، فأرى آخرين يتحدثون، وحزب الحرية والعدالة يقول سنفعل كذا وكذا، ونجد أيضا من يقول «الفن حرام»، وآخر يقول سوف نوقع معاهدة كذا، فهل هؤلاء هم من يحكمون أم الرئيس مرسى؟
وأنا أعتقد أن الدكتور محمد مرسى رجل «جيد» ومتعلم ودكتوراه وأمريكا.. يعنى لديه فكرة عن الحياة والناس.
الفنان محمود عبد العزيز فى حواره مع الكاتب الصحفى مجدى الجلاد
■ وهل ترى أننا بعد انتخاب الرئيس بدأنا السير فى الطريق الصحيح، أم لم نبدأ بعد؟
- الرؤية غير واضحة حتى الآن، وإحساسى أن الدكتور محمد مرسى شخصية جيدة، لكن التركيبة التى حوله بتفكرنى بالحزب الوطنى، وكل واحد فيهم كما لو كان إلها، وكأنه متحكم فى مصير البشر، وهذا ما يقلقنى، ولو هذا الراجل بعيد عمن حوله من الممكن أن يفعل شيئا للبلد، مرسى رجل يخشى الله ويا ريت يعمل حاجة لمصر، إحساسى به كده، لكن هل هو كده؟ هشوف الإحساس ده مطبق ولا لازم ياخد الإذن الأول، دى معادلة صعبة، ومصر بتقع، وكلنا بنقول كده وشايفين زيادة الأسعار، خصوصا على الغلابة اللى بتفرح انها ترزق بأى شىء علشان تطعم أولادها، لكن مع الزيادة الحالية والمتوقعة لا يجدون رغيف العيش وكله بيخطف أى حاجة يقابلها، علشان يستطيع العيش، لذلك إصلاح حال البلد نريد له تجربة مثل تجربة ماليزيا، ولا بد من وجود قدوة وهدف للمصريين، لأنهم للأسف فقدوا القدوة منذ أيام جمال عبدالناصر، لم تكن هناك سرقة ولا أغذية فاسدة وكان المصريون يجتمعون على حب البلد، وبالظبط زى ما الناس تعلقت بمسلسل رأفت الهجان لأنه كان قدوة ونموذجا مشرفا.
■ لكن من المفترض أن يكون الرئيس عازما على تحقيق تلك النهضة، وتنفذ الحكومة، ثم يأتى دور الشعب.. أليس كذلك؟
- بالفعل أنا لا أستطيع أن أضغط على أى شخص لا يملك قوت يومه وأقول له اتعلم، ولا يستطيع أن يأكل وأقول له لا بد أن تكون ثقافتك عالية، لكن يمكن توعيته بدوره وواجبه وحقوقه، لا بد أن يتم تغيير الفكر نفسه، تفكير شعب كامل، وأضرب هنا المثال بالمرور، فمن كثرة الازدحام فى الشوارع تشعر وكأن هناك حادثة على الطريق، لكن تكتشف بعد الانتظار طويلا أنه مفيش حاجة، وأن ما يعطل المرور هو قائد سيارة يمشى من أقصى الشمال لكى ينتقل لأقصى اليمين، وكل يوم على هذا الحال.
■ كيف تراقب تصرفات الناس فى الشارع، خاصة مع ضيق الحال الذى يعانيه المصريون؟
- أكيد أى إنسان عموما، والفنان بصفة خاصة، هيصعب عليه الناس، وربنا هو الأعلم أننى أعمل على قدر استطاعتى فى أوجه كثيرة من الخير، دون انتظار مكافأة أو أى حاجة من أحد، لكن بيصعب علىّ الشباب جدا، بسبب شعورهم بأنه مفيش أمل، والقنبلة الموقوتة اللى اسمها البطالة.
الفنان يستمد إحساسه بالحياة وإحساسه إنه عايش من الوجوه المحيطة به، ولما تنزل الشارع وتجد الناس مكشرة وحزينة، فإن كل هذا ينعكس عليك، وعندما تدخل منزلك وتجد البواب ينظر إلى كيس الفاكهة اللى معاك، بنظرة معينة، لأنه لا يستطيع شراءها لأولاده فهذا شىء محزن، فأنت تستمد السعادة من البشر المحيطين بك، وهذا شىء مهم، ولا يوجد شخص يخلق السعادة لنفسه دون أن يكون من حوله سعداء، و«جنة من غير ناس ما تنداس».
الرئيس محمد مرسى شخصية جيدة.. ولكن «التركيبة» التى حوله «بتفكرنى بالحزب الوطنى»
■ هل تعتقد أن هناك مخرجا لأزمات المصريين؟ وما تصورك للمرحلة المقبلة؟
- لو كنت خبيرا استراتيجيا، كنت هاعرف أقول، لكن أنا رأيى الذى أقتنع به وأكرره كثيرا أن مصر مذكورة فى القرآن والكتب السماوية جميعا وشعب مصر من الشعوب الجميلة، إحساسى أن مصر قادمة والثورة حدث تاريخى وأن القادم بعدها سيكون أفضل، لكن لا بد أن توجد بيننا وحدة وطنية متماسكة، ولا نريد العودة لعهد الحزب الوطنى وأن توجد قوى سياسية ومجتمعية متوازنة، إحنا لسنا فى حاجة إلى أن نقطّع فى بعض، أنا مثلا أقرأ لكتّاب أثق فى فكرهم مثل جمال الغيطانى وأحمد رجب، وأرى أنه يجب أن يؤخذ برأيهما، فأحمد رجب مثلا ما بيهزرش، رغم أن كلماته مضحكة، لكن كلماته ينطبق عليها قول المتنبى «ضحك كالبكاء»، والغيطانى أنا أثق فى كتاباته، من زمان وأرى أنه لا يوجد أى مقصد منها غير الحق ونابعة من الشخصية الأصيلة الموجودة فيه.
■ بحسك الفنى والإنسانى، ما أكثر إحساس يصلك من المصريين أثناء تعاملك معهم؟
- بكل تأكيد الكل خائف، الخوف هو السمة الغالبة الآن على الشعب المصرى، من أسبوع كنت فى الإسكندرية مع عدد من رجال الأعمال من أصدقائى، قالوا لى أول مرة نشعر أن الأحوال هتبدأ تتحسن، وبعد عدة أيام وقعت أحداث السفارة الأمريكية والفيلم المسىء للرسول، عليه الصلاة والسلام، وتعطلت الدنيا مرة أخرى، وأنا أعتبر أن موضوع الفيلم عمل صهيونى بحت، خصوصا أن رئيس المخابرات الإسرائيلية تحدث بعد الثورة بستة أشهر وقال إنه فخور بما أنجزه فى مصر من خلل ودمار، وإنه دائما سيكون هناك قلق فى مصر، وأعيب على المصريين أنهم لم يقرأوا أو يستوعبوا الدرس.
محمود عبد العزيز
■ هل ترى أن مصر لديها إمكانيات تؤهلها لتصبح من الدول المتقدمة عالميا؟
- إحنا سافرنا أمريكا وأوروبا، وزرنا بلاد أجنبية كتير، وشفنا مثلا بلد قائم على بحيرة، وبلد قائم على تمثال واحد موجود فيه، وتجد غرفة مترين فيها تمثال كان عايش فيها شخص مشهور، وله قيمة فى فرنسا، لكن شوف بلد زى بلدنا دى ربنا أعطاها تقريبا كل شىء، وجمال الطبيعة، من نهر وبحيرات، وآثار، وجو، وشلالات، وحضارة، وصحراء. عايزين إيه أكتر من كده؟ بلد ممكن تعيش فيها بجنيه، ولو عايز تصرف لغاية ألف جنيه فى اليوم هتصرف، يوجد جميع المستويات اللى ممكن تعيش بها، تستطيع أن تشرب كوب شاى بنصف جنيه وساندوتش فول بنصف جنيه، وهو أمر غير موجود فى أى بلد فى العالم.
الغريب أن المشكلة الآن يلخصونها فى «المرأة»، وكأنها الحل لكل أزمات مصر، إزاى نغطى إيديها وصوابعها وأظافرها وعينيها، ومانشغلهاش وتقعد فى البيت، مصر لن تتقدم بهذه الطريقة، ولا أعرف ما النتائج التى يمكن أن تترتب على ذلك.
■ هل رؤيتك عن تلك المستويات الاجتماعية المتباينة التى يمكن أن يحتويها المجتمع المصرى عبارة عن وجهة نظر، أم لمستها فى الواقع، من خلال عملك فى فيلم «إبراهيم الأبيض» مثلا الذى تناول مشاكل العشوائيات؟
- أنت فى بلد الناس اللى فيها تعبانة ومجهدة. وفيها اللى عايشين فى عشش. عندما كنا نصور فيلم «إبراهيم الأبيض»، الناس قالت وقتها معقول اللى فى الفيلم ده بيحصل فى مصر؟ أيوه هذا كان من الواقع، وما جاء به الفيلم يحدث فى مصر فعلا، ويوم ما صورنا الفيلم، المخرج وضع 28 نوعا من الأسلحة والسنج والأسلحة البيضاء والمطاوى، من الواقع، وكل سلاح له استخدامه، يوجد سلاح يتم دهنه لاستخراج الرصاصة، وهناك سلاح بعد أن تضرب به لا يشعر المضروب إلا بعد أن تنفجر الدماء من جسمه، و«بونية» متركب عليها شفرة مسنونة فوق البونية الحديد، بمجرد أن يضرب بها ينتهى الإنسان فى لحظة ويموت. وكل واحد له ضربة وعلامة معينة، وفى هذه المناطق يعرفون بعضهم بطريقة الضربة، معروف أن شخصا بعينه يضرب فى منطقة الأذن والآخر فى منطقة الرأس وآخر فى منطقة الرقبة.
الخوف هو السمة الغالبة على الشعب الآن.. ومن يحكمون يلخصون أزمات مصر فى «تغطية يد المرأة ووجهها وقعدتها فى البيت»
■ المعارك تغيرت الآن وأصبحت لا تعتمد على الجسم؟
- نعم، فالجسم ليس كل شىء فى المشاجرات فى المناطق العشوائية، ممكن يضربوا بالمياه المغلية، التى يوضع فيها عسل أو سكر لكى تسلخ جلد الجسم كله، ويكون معرضا للبكتيريا. وتوجد منطقة اسمها «أبوأتاتة»، كل يوم الشرطة تجد 3 أو 4 جثث فيها، ومعروف أن أصحاب الجثث من المنطقة نفسها، «لكن الداخل فيها مفقود»، ولا تستطيع سيارة دخول هذه المنطقة، فإذا كانت الشرطة لديها معلومات وتريد أن تحضر شخصا من داخل هذه المنطقة، يحدث كما حدث فى الفيلم بالضبط، يدخلون المنطقة وهم يرتدون ملابس عادية، ثم يتسلقون على سلالم المنازل المبنية من خارج العقارات، ولا يوجد باب، وتقف الشرطة على سلالم هذه العقارات، وعندما يحضر الشخص المراد القبض عليه يتم إلقاء شبكة عليه، ثم يدخل الضابط ويقوم بإمساكه وضربه على رأسه، وأغلب الأسماء الموجودة فى هذه المناطق هى النمر والفهد والقرد والفار، والتجارة الرائجة هناك هى البانجو والحبوب، وعندما تشاهد الأطفال وهم يجرون فوق السيارات وفى إشارات المرور، تشعر كأنك أمام لاعب أولمبى يمكنه إحراز بطولات.
■ وهل أهالى المناطق العشوائية جناة أم ضحايا؟
- ضحايا طبعا، هم ضحايانا كلنا، وضحايا نظام فاسد، ونرجو من الرئيس الجديد، الذى يراعى الله، أن ينظر إليهم.