تبدأ الجامعة العربية خلال الفترة المقبلة فى اتخاذ خطوات فاعلة لحماية الآثار السورية من أعمال الدمار والسرقة والنهب التى تتعرض لها منذ أكثر من عام ونصف تزامنا مع بداية الثورة السورية، الأمر الذى تفاقم فى الشهور الأخيرة مع زيادة العمليات العسكرية بين الجيش النظامى السورى والجيش السورى الحر.
وتقدم العراق بطلب عاجل للوزراء العرب خلال اجتماع دورتهم الـ15 صباح اليوم الأربعاء بمقر الجامعة العربية للتحرك بشكل سريع لحماية الآثار السورية قبل فوات الأوان لحمايتها، وتم اعتماد طلب العراق وسيتم رفعه لاجتماع وزراء الخارجية العرب.
وكشف وزير السياحة هشام زعزوع أن الجامعة العربية بدأت فى اتخاذ تحركات فعالة لحماية الآثار السورية من الدمار الذى لحق بها خلال أحداث الثورة السورية، موضحا أن العراق – انطلاقا من أنه مر بتجربة مماثلة - قدم للوزراء مناشدة تم الاستجابة الفورية لها بوضع تحركات عربية سريعة لمنع العبث بالتاريخ السورى، مؤكدا أنه المجلس الوزراى اتخذ قرارا برفع الأمر بصفة عاجلة لوزراء الخارجية العرب لوضع مشروع قرار ورفعه إلى مجلس الأمن الدولى لحماية الآثار السورية لأنها ملك للشعب السورى وحده ولا يحق لأحد العبث به.
ومن جانبه أكد وزير السياحة الأردنى ورئيس المكتب التنفيذى لوزراء السياحة العرب نايف الفايز، على هامش مشاركته فى اجتماع وزراء السياحة العرب، أنه تم خلال الاجتماع مناقشة الحالة المأساوية التى تتعرض لها الآثار السورية مؤكدا أنه سيكون هناك دفعة عربية خلال الفترة المقبلة لحماية هذه الآثار والتعاون المشترك أمام هذه الأزمة، مؤكدا أن هذا الأمر لن يكون عربيا فقط بل تتجه الجامعة العربية للتعاون مع كافة الأطراف الدولية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأوضح أنه سيتم مخاطبة كل الدول فى أنحاء العالم لمتابعة موضوع التهريب والسرقة التى تتعرض لها الآثار السورية.
وكانت أنباء قد ترددت عن سرقة 3 شعرات وجزء من ضرس الرسول، من علبة داخل صندوق زجاجى مفرغ من الهواء، وموضوع فى مقام صغير من المسجد الأموى الذى يعد أكبر وأقدم مساجد حلب، وأسفرت الاشتباكات التى استمرت نحو ثلاثة أيام عن تدمير جزء كبير من الجامع واحتراق معظم محتوياته، والمسجد المدرج على قائمة "اليونيسكو" للتراث العالمى هو بناه قبل 1300 عام الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك، ليكون شبيهًا بمسجد آخر بناه أخوه الوليد، وهو الجامع الأموى بدمشق.
وكان سكان حلب يسمونه "جامع زكريا" أيضا، لأن "عضوا من جسد النبى زكريا مدفون فيه"، كما يقولون، وفى المسجد ما يطلقون عليه اسم "الحجرة النبوية" التى يعود تاريخها إلى العصر العثمانى.