قال الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز إن "هجوم رفيق حبيب مستشار الرئيس محمد مرسي، على وسائل الإعلام، ووصفها بالعلمانية، وأنها تحصل على دعم مالي من الخارج، هي إحدى حلقات مسلسل ردئ لقمع حرية الإعلام المصري"، مشيراً إلى أن ما يرتكبه الإعلام من أخطاء، يماثل ما ترتكبه مؤسسة الرئاسة والحكومة، وبقية الأطر الفاعلة في مصر، من أحزاب وقوي سياسية.
وأكد عبدالعزيز لـ"الوطن" أنه هناك محاولات لتحميل الإعلام كامل المسؤولية عن التردي العام في الأوضاع الراهنة، مضيفاً: "لا شك أن هناك تعتيما وغموضا في تمويل الإعلام المصري، لكن هذا التعتيم والغموض يطال أيضا تمويل بعض الجماعات والأحزاب السياسية"، قائلا:" "اللّي بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب"، على حد تعبيره.
كما أكد عبدالعزيز أن الجماعة الإعلامية المصرية تدرك تماماً حجم الأخطاء التي تقع فيها، وهو ما يجعلها في وضع أفضل من الآخرين؛ وذلك لأنها تسعى إلى تقيم أخطاءها ومعالجتها أولا بأول، قائلا: "هناك أكذوبة كبيرة تقول إن الإعلام في مصر مجال خالص لسيطرة الليبراليين والعلمانيين"، مؤكداً أن الواقع غير ذلك تماما، لافتا إلى أن عدد وسائل الإعلام ذات التمويل والطبيعة الدينية يتزايد باستمرار، والفضاء الإلكتروني يتقاسمه الليبراليون والجماعات الإسلامية.
وأوضح عبدالعزيز أن التيار الديني يحتكر إعلام المنابر بلا منازع، مشيراً إلى استغلال منابر المساجد المنتشرة في أعماق البلاد لتحقيق أهدافهم السياسية، مطالباً بضرورة أن يتوقف أتباع التيارات الدينية التي تمارس السياسية، عن الهجوم على الإعلام المصري؛ لأن الجمهور يدرك أن تلك الهجمات لا تستهدف إصلاح الإعلام، وإنما تستهدف قمعه وتقييده، وتسخيره لمصلحة تيار معين.
يذكر أن الدكتور رفيق حبيب، مستشار الرئيس محمد مرسي ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة اتهم وسائل إعلام، وصفها بالعلمانية، بأنها تحصل على دعم مالي من الخارج، خشية حدوث تحولات كبرى فى مصر بعد الثورة، معتبرا أن النظام السابق كان "علمانيا".
وقال حبيب فى تصريحات له، نشرها على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك: "من الواضح أن تركيبة الإعلام في عهد النظام السابق جعلته تحت قبضة النظام والنخب العلمانية ورجال الأعمال أصحاب التوجه العلماني، لذا فالغلبة في وسائل الإعلام للتوجه العلماني.