طالب عدد من قيادات الصحفيين الدكتور رفيق حبيب، مستشار الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة، بتقديم وثائق تثبت صحة كلامه واتهاماته لعدد من وسائل الإعلام، بتلقى تمويل خارجى، وتقديم بلاغ للنائب العام، ووصفوا تصريحاته بـ«المسيئة والهابطة القريبة إلى الهذيان».
كان مستشار الرئيس قد اتهم وسائل إعلام سماها «علمانية» بأنها تحصل على دعم مالى من الخارج، خشية حدوث تحولات كبرى فى مصر بعد الثورة، معتبرا أن النظام السابق كان «علمانيا»، وقال فى تصريحات له، نشرها على صفحته الرسمية بموقع «فيس بوك»، أمس الأول: «من الواضح أن تركيبة الإعلام فى عهد النظام السابق جعلته تحت قبضة النخب العلمانية ورجال الأعمال ذوى التوجه العلمانى، وبعد الثورة تزايدت وسائل الإعلام المنحازة للبديل العلمانى بصورة واضحة، ما يعنى أن المال تكدس بالفعل لدى العلمانيين، وأن الدعم المالى الخارجى يأتى إليهم، وأن ذلك الغرب يخشى حدوث تحولات كبرى فى مصر بعد الثورة؛ لأن النظام السابق المستبد كان فى جوهره علمانيا، ما يجعل الحفاظ على النزعة العلمانية ضروريا لبقاء النظام السابق».
وقالت عبير السعدى، عضو مجلس نقابة الصحفيين: «الاتهامات التى يوجهها حبيب خطيرة وتستلزم أن يقدم فيها وثائق؛ لأنه يؤدى إلى حالة استعداء فى المجتمع، ونحن كنقابة صحفيين نطلب منه إيضاحات وتحديد الاتهامات وتقديم بلاغ للنائب العام باسم هذه الوسائل ونسخة منه لنقابة الصحفيين، مع استعداده لتحمل المسئولية القانونية حال ثبوت أن هذه الاتهامات غير دقيقة، خصوصا أنه لا يمكن استغلال عيد الأضحى فى إطلاق هذه الاتهامات التى لها عقوبة من الله».
وتساءلت: «هل يتحدث حبيب بصفته مستشارا للرئيس أم نائبا لرئيس حزب الحرية والعدالة؟»، ودعت الحزب إلى أن يصدر بيانا يوضح فيه موقفه من حرية الإعلام، خصوصا فى ظل هجوم كثير من قياداته على الإعلاميين.
وأبدى جمال فهمى، وكيل نقابة الصحفيين، اندهاشه من التصريحات، قائلا: «لا أتصور أن يهبط بوعيه لهذا المستوى، فلا يمكن أخذها بجدية لأنها أقرب للهذيان»، وأضاف أن من المستحيل تعميم وصفه على وسائل الإعلام، لأنها منقسمة لأكثر من اتجاه، ما يعنى أن تلك الاتهامات مرتدة على أصحابها.
وأشار إلى أن الجماعة لا تفهم سوى أن المواقف التى يتخذها البعض «مدفوعة الأجر»، معتبرا أن الاتهامات المرسلة لا يوجد أسهل منها ويمكن تطبيقها على حبيب شخصيا، مشددا على أن منابر الإعلام الحر هى من مهدت للثورة، حين كان يلوذ قيادات الجماعة بالصمت الجميل، حسب قوله، معتبرا أن مثل هذه التصريحات لا ينبغى أن تكون موضوعا للجدل.
وقال الكاتب الصحفى صلاح عيسى، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة: «تصريحات الاتهامات بتمويل من الخارج تسىء لمن يطلقها، خصوصا أنه كان يستخدمها النظام السابق ضد الإخوان»، مطالبا الأحزاب والنقابات بأن تتصدى لمثل هذه الاتهامات، خصوصا حين تخرج من مستشار للرئيس ونائب رئيس الحزب الحاكم.
وقال يحيى قلاش، المتحدث باسم الجبهة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير: «أربأ بالدكتور رفيق حبيب إطلاق مثل هذه التصريحات، التى بها عداء كبير لحرية الصحافة والتعبير وتكرس لدولة فاشية وإقصائية». وأوضح أنه آثر أنه يكون بوقا لأفكار قيادات الجماعة وحزبها السياسى، مستنكرا ترويجه لصفات مثل العلمانية والليبرالية على أنها توجهات معيبة.