قال محمد برغش نقيب الفلاحين وعضو المجلس الاستشارى السابق، إن الفلاح المصرى يعيش أسوأ أيامه بعد ثورة 25 يناير، وإنه سيحارب لتحقيق مطالبه، حتى لو اضطر لنزول الشارع، وإسقاط الدستور الجديد إذا لم يرفع عنه الاضطهاد والتمييز.
واتهم، فى حوار لـ«الوطن»، الدكتور محمد مرسى والمثقفين، بأنهم أهانوا الفلاح المصرى من خلال الجمعية التأسيسية التى ألغت نسبة 50% عمال وفلاحين فى المجالس المنتخبة بجميع أشكالها.
* من المسئول عما تسميه «اضطهاد» الفلاحين فى مصر؟
- الدكتور محمد مرسى والمثقفون، عندما أهانوا الفلاح المصرى من خلال الجمعية التأسيسية التى تسعى لإلغاء نسبة الـ50% عمال وفلاحين فى المجالس المنتخبة بجميع أشكالها، وسنحارب حتى إسقاط الدستور حتى لو اضطررنا لنزول الشارع.
* وما علاقة إلغاء النسبة بالاضطهاد الذى تتهمهم به؟
- العمال والفلاحين يمثلون 77% من الشعب المصرى، والمسودة الأولى للدستور خلت من جميع الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لهم، كنا قديماً نهاجم سياسيات الرئيس السابق تجاه الفلاحين فمن نهاجمه الآن؟، وأقول للدكتور مرسى الزراعة قرار سياسى، ولن تكون فى قمة ازدهارها إلا إذا أولتها الدولة اهتماماً خاصاً، فمصر بلد زراعى وليس تجارياً، لأن التجارة لن تؤمن مصر من الجوع.
* لكن الزراعة لم تزدهر رغم وجود النسبة طيلة السنوات الماضية؟
- بنك التنمية والائتمان الزراعى هو السبب، لأنه لا يهمه سوى النمو على حساب الفلاحين البسطاء، الفلاح المصرى الآن مطارد ويعيش ليله وسط الحقول هرباً من السجن والديون، التى وعد رئيس الجمهورية برفعها، ولكن كلام الليل مدهون بزبدة.. يطلع عليه النهار يسيح، وسياسات هذا البنك ساهمت فى إذلال الفلاحين وتعاملت معهم كأنهم حرامية وقطاع طرق وبلطجية.
* كيف يتحقق فى رأيك حماية الفلاحين والاهتمام بهم؟
- الحكومة فى البداية رفضت مطالبنا بإنشاء نقابة للفلاحين، حتى لا يحصلوا على مكانة سياسية، والفلاحون غضبوا من الرئيس محمد مرسى لأنه لم يجلس مع الفلاح فى عيده وجلس مع رؤساء الجمعيات الزراعية، والزراعة الآن تتعرض لمؤامرة خارجية لتصدير الفقر للفلاح، بدأت ببيع الشركات القومية لتصنيع البذور والأسمدة الوطنية، مما اضطر الفلاح للجوء إلى البذور الإسرائيلية غير الصحية لزراعة أرضه، وهناك أيدٍ خبيثة تعبث بالفلاح، رغم أن مصر لن تؤمَّن إلا به، ولابد أن ينظر الرئيس إلى الزراعة على أنها تنمية وليست نمواً، ورحم الله الرئيس محمد نجيب الذى قال: الفلاح كريم فى أرضه.. عزيز بين أهله»، الآن يحدث العكس، فالرئيس مرسى لا يصطحب من يمثل الفلاحين فى جولاته الخارجية، بينما يصطحب معه رجال أعمال ومستثمرين، ولو عظم قدر الفلاح عند الرئيس لكان هناك مستشار فلاح للرئيس.
* وماذا عن حزب «مصر الخضراء» الذى تسعى لتأسيسه؟
- هناك محاولات لإعاقتنا عن إنشاء حزب للفلاحين، من خلال إجبار أعضاء الحزب على عمل توكيل شخصى لكل عضو، بدلاً من ضم 4 أعضاء فى كل توكيل، مما يحملنا 4 أضعاف التكلفة.
وفكرة إنشاء الحزب جاءت انطلاقاً من المصلحة العليا لمصر وللفلاحين والعاملين والعلماء والباحثين المصريين فى مجال الزراعة والمهتمين بها، لأنه سيكون أهم روافد لدعم الاقتصاد المصرى، الذى يعتمد بالأساس على الزراعة والصناعات القائمة عليها.
* هل مؤسسة الرئاسة دعتكم لحضور اجتماع مع «مرسى» لبحث مشاكل الفلاحين؟
- هذا لم يحدث إطلاقاً رغم العديد من الطلبات التى تقدمنا بها، لكن مؤسسة الرئاسة تجاهلتها، ولم توجه دعوة واحدة لنا إلا من خلال الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء، وجلسنا للتحدث عن مشاكل الفلاحين ولم يتحقق منها شىء حتى الآن، والغريب أن مؤسسة الرئاسة استبعدتنى من حضور احتفال عيد الفلاح، رغم أننى كنت عضواً بالمجلس الاستشارى ممثلاً للفلاحين، فالرئيس مرسى يتخذ موقفاً مناهضاً لأعضاء المجلس، ولم يطبق مقولته بأنه رئيس لكل المصريين، والدليل استبعاده للمختلفين معه فى الرأى.
* ما تعليقك على المظاهرات التى تدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية؟
- هناك بعض من قوى الإسلام السياسى تريد تطبيق الشريعة على حسب فكرها، وهذا مرفوض شكلاً وموضوعاً وسيكون لنا قول آخر معها إذا استمرت على ذلك النهج.
* كيف ترى تحركات القوى المدنية فى الجمعية التأسيسية ورفضهم لمسودة الدستور؟
- أرى أنهم يسيرون فى الطريق الصحيح، وأطالبهم باتخاذ موقف موحد من الدستور القادم ورفض كل المواد التى تنتهك حرية المواطن المصرى اقتصادياً واجتماعياً، لأنهم يحملون أمانة المصريين فى أعناقهم.