وجيه صبحى باقى سليمان، قبل الرهبنة وتواضروس بعد الرهبنة، وتواضروس الثانى بعد اختياره بابا الإسكندرية كانت الصدفة والمشيئة الإلهية هى العامل الأكبر فى اختياره لمنصب البابا الـ118، وكانت يد الله قبل يد الطفل بيشوى جرجس صاحبة هذا الاختيار.
فاليوم هو يوم ذكرى ميلاد الأنبا تواضروس الذى ولد فى 4 نوفمبر 1952، والمعروف أن الأنبا تواضروس هو تلميذ الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريراك، وبكلمة القدر تحول التلميذ والابن للأب.
البابا الجديد كان أسقفا عام لإبراشية البحيرة، حصل على بكالوريوس صيدلة الإسكندرية 1975 بكالوريوس الكلية الإلكيريكية زمالة الصحة العالمية بإنجلترا 1985 -العمل قبل الرهبنة، وكان مديرا مصنع أدوية بدمنهور (وزارة الصحة). وبدأ رحلته مع الرهبنة فى 31-7-1988 بدير الأنبا بيشوى.
وعن صفات البابا الجديد من خلال لغة حواراته السابقة قالت رغداء السعيد، خبيرة لغة الجسد، لـ"اليوم السابع" إنه شخصية بسيطة بشوشة وهادئة، يظهر ذلك فى نبرة الصوت المنخفضة، أثناء حواره مع الأنبا بولا المتحدث باسم اللجنة الانتخابية خلال حواره مع المرشحين لكرسى البابوية قبل أسبوعين، فهو شخصية بصرية أيضا، يشرح بمرادفات للوصف كثيرة، كى تصل المعلومة، وترتفع عينه للأعلى أثناء الحديث ليتذكر بوضوح ذكرياته.
وأضافت أن الغالب على شخصيته "الاتزان"، ويظهر ذلك فى هيئة جلوسه، ووضع الكوعين على مسند الكرسى وحركة يده وعندما يسكت أثناء الحديث، فهو يرتب أفكاره جيدا بعدها، ويسترسل بمنتهى السلاسة، وهذا النمط يفكر كثيراً قبل اتخاذ القرار، ويزن الأمور جيدا، فهو محاور جيد ومستمع جيد، وظهرت أستاذيته فى دروس مدارس الأحد على لغة جسده فى وقفات ما بين سرد المعلومة، وحركة رأسه لأسفل والعين لأعلى للمتحدث، للتأكد من وصول المعلومة بدقة.
وفى حواره مع الأنبا بولا، لم تتحرك يده كثيرا، ولم تقل الكثير، ولكن ظهرت حركة مهمة، وهى كف اليد المفتوح عند التحدث، وهذا فى لغة الجسد يدل على الوضوح، وما يقال من الداخل يخرج بوضوح وعدم كتمان.
وكان الأنبا "تواضروس"، طالب خلال جولات القداس الجماعى للمرشحين للكرسى البابوى من الأقباط عدم الالتفاف إلى الشائعات التى تشتت جمعهم ووحدتهم، نافيا وجود أى صراع بين المرشحين على المقعد البابوى، وقال فى كلمته فى القداس الجماعى بكنيسة "مارمرقص" بمدينة دمنهور، إن الكنيسة المصرية تقدم نموذجا رائعا ليس للمجتمع المصرى فحسب، ولكن لكل كنائس العالم بما تمثله من توافق وتماسك.
وأوضح تواضروس أنه منذ رحيل البابا شنودة ظن البعض أن الكنيسة ستدخل فى صراعات وجبهات لكن العكس هو الصحيح فروح المحبة هى التى تسيطر على الجميع، ووجه تواضروس التحية إلى الأنبا باخوميوس قائمقام الكنيسة المصرية، والذى وصفه بالمايسترو، الذى أدار تلك المرحلة بكل حكمة واقتدار، وكذلك كل أعضاء المجمع المقدس وأعضاء لجنة الانتخابات البابوية.
والأنبا تواضروس أسقف البحيرة، ولد بتاريخ 4 نوفمبر عام 1952 بالمنصورة بالدقهلية، من برج العقرب، يتميز على المستوى الشخصى، بأنه شخصية «عشرية» وصديقة ويهتم بالآخرين، ورغما عن ذلك يتملكه أحيانا شعور بالغربة، لذا يبحث عن المجموعة والأصدقاء ويكون مخلصا جدا لهم، وبالرغم من ذلك قد يصدمه البعض ويحبط من صداقته لهم، وكذلك هو شخصية متواضعة ولا تفهم كثيرا قدر محبة الذات أو الأنانية التى تكون لدى الآخرين.
أبرز اهتمامات شخصيته هى الرغبة فى المعرفة وقد يجد معنى راقيا جدا فى شىء بسيط قد يراه الآخرون غير مهم، فهو يتمتع بذهن حاد جدا ونشط ودائما ما يبحث عن مدى أوسع ذهنيا حتى يتألق.
يتسم بأنه غير دبلوماسى فى الحوارات الفلسفية ربما لأنه شخصية تتسم «بالانفعالية» ويتعامل بقلبه ومشاعره فى كل شىء، وعليه أن يستمع لوجهات نظر الآخرين، خاصة أن اختلافه وانفعاله اليوم ينساه غدا، لديه أفكار وآراء قوية فيما يخص العدل وتحقيقه ثقافيا، هو شخصية جادة ومحددة الهدف وقوى الإرادة وتضع العمل قبل أى شىء.