اعلن التلفزيون الجزائري في إحدى نشراته مساء اليوم الأحد وفاة عميد المدربين الجزائريين الشيخ عبدالحميد كرمالي عن 81 سنة بعد صراع مع المرض.
كان للخبر مفعوله السحري حيث انتشر بالشارع الكروي الجزائري كالنار في الهشيم وتدوالته مختلف المواقع وشبكات التواصل الإجتماعي بالنظر إلى قيمة الرجل بالوسط الرياضي الجزائري بفضل تاريخه مع منتخب جبهة التحرير الوطني سليل منتخب 82 ، وكذا الأندية التي اشرف عليها أبرزها وفاق سطيف ومولودية الجزائر والمنتخب الجزائري بمختلف فئاته حيث توج مع المنتخب الأول باللقب الإفريقي للأمم عام 1990 الوحيد حتى الآن للجزائر.
غير أنه سرعان ما خرجت عائلته بمدينة سطيف (300 كلم شرقي) لتكذب النبأ مؤكدة أن "الشيخ" لا يزال على قيد الحياة على الرغم من تدهور حالته الصحية.
وكان كرمالي خضع قبل أيام لفحوصات عميقة بمشفى مدينة سطيف قبل أن يغادره، أول أمس السبت، ويعود إلى ذويه.
يشار إلى أن كرمالي الذي ارتبط كثيرا مع وفاق سطيف وتوج معه بعديد الألقاب اعتزال التدريب منذ أقل من عشر سنوات، لكن ذلك لم يمنعه من متابعة نشاطات الدوري وفريقه المفضل وفاق سطيف على وجه التحديد.
وكان كرمالي لعب لنادي مدينة سطيف "أتحاد سطيف" خلال الفترة الإستعمارية قبل أن يجرب حظه في الإحتراف بفرنسا حيث لعب لاندية مولهاوس وكان وليون قبل أن يغادر الدوري الفرنسي في أبريل 1958 بقرار من قيادة جبهة التحرير الجزائرية رفقة عدد كبير من اللاعبين الجزائريين النشطين بالدوري الجزائريين، ابرزهم رشيد مخلوفي وعبدالحميد زوبا وأخرين، ليلتحق ورفاقه بتونس، خفية، لتأسيس منتخب جبهة التحرير الوطني كان الوجه الرياضي للثورة الجزائرية.
ودرب كرمالي عديد الأندية المحلية بينها إتحاد سطيف ثم وفاق سطيف ومولودية الجزائر وأخرى بتونس والإمارات.
كما قاد منتخب الشباب إلى دور الثمانية بمونديال الشباب الذي أقيم عام 1979 بطوكيو قبل أن يسقط برباعية أمام منتخب الأرجنتين بقيادة الفتى دييجو مارادونا. وهو الوحيد من بين مدربي الجزائر من قاد "الخضر" للتتويج بلقب إفريقي الوحيد حتى اليوم.
ويعد كرمالي اسطورة التدريب بالجزائر وبمدينة سطيف بعد صديقه وابن مدينته وزميله بمنتخب جبهة التحرير الوطني الأسطورة مختار لعريبي الذي توفي العام 1989 بعد عام من قيادته ناديه وفاق سطيف للتتويج بلقب كأس إفريقيا للأندية البطلة وهو في الدرجة الثانية من الدوري الجزائري.