اعترِض الأنبا الدكتور إكرام لمعي على طريقة اختيار البابا بالقرعة الهيكلية، والتي تُـجرى بمعرفة طفل صغير معصوب العينين، ويقول: "المفروض أن يحسم منصب البابا عن طريق الانتخابات المباشرة من خلال أعضاء المجمّع المقدس، وليس بالقرعة الهيكلية"، مشيرا إلى أن "هناك مطالب بتغيير اللائحة المعمول بها، والتي طبِّـقت على انتخاب البابا شنودة الثالث عام 1971، والذي ظل جالساً على الكرسي البابوي 41 عاماً (1971 – 2012)، رغم أنه حلَّ ثانيا في الانتخابات بعد الأنبا صموئيل، أسقُـف الخدمات، الذي حصل على أعلى الأصوات وقتها".
ويرى لمعي، في تصريح خاص لـ swissinfo.ch، أن "القرعة الهيكلية أمْـر غير عِـملي. فالبابا القادم، سيُـدير شؤون الأقباط في الكنيسة، ومن ثَـمَّ، يجب أن يتم اختياره بإرادة الناس المتمثلة في أعضاء المجمّع المقدّس أو المجلس الملي، والتي تحسمها الانتخابات التي تُـجرى بشفافية وعبْـر الصندوق، على مرأى ومسمع من الناس"، موضحا أن "القرعة الهيكلية لا يوجد ما يؤيِّـدها في الكتاب المقدس، ولكن تمّ اللجوء إليها لرفع الحرج عمّن قاموا بانتخاب البابا".
وفيما رأى لمعي أن عملية اختيار البابا بالقرعة الهيكلية "لا يوجد ما يؤيِّـدها في الكتاب المقدّس"، علَّـق الأنبا الدكتور يوحنا قلَّـته على مبدأ القرعة الهيكلية قائلاً: "لا يسعني إلا أن أقول إذا غاب العقل، غلبت الأسطورة"، أما الدكتور القس كمال يوسف فرد بقوله: "نحن نحترم تقليد الكنيسة الأرثوذكسية، لكننا في الوقت نفسه، نؤمن بأن الله يرشدنا إلى الخير، ونحن نعيش عصر الديمقراطية في أبعد حدودها"، مطالبا البابا القادم بإعادة النظر في لائحة 57 التي يتم على أساسها اختيار البابا، لكونها "لم تعد مناسبة للعصر الذي نعيشه، خاصة بعد ثورة 25 يناير المجيدة"