المشير طنطاوى يكشف أسرار رحيل المخلوع وكواليس إدارة المرحلة الانتقالية فى مذكراته قريبا.. «طنطاوى» يؤكد لأصدقائه أنه سيبدأ فى كتابة شهادته خلال حفل زفاف ابنة اللواء ممدوح عبدالحق

أكدت مصادر مقربة من المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى السابق، أنه بدأ يفكر جديا فى كتابة مذكراته، خاصة أن هناك عددا كبيرا من أصدقائه والمقربين منه طالبوه بالإقدام على هذه الخطوة المهمة لتأريخ فترة الثمانى عشر يوما منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك، وما استتبعها من أحداث وكواليس بين أروقة قصر الرئاسة.
وأشارت المصادر إلى أن المشير حسين طنطاوى أكد لأصدقائه من العسكريين والشخصيات العامة خلال حضوره حفل زفاف كريمة اللواء ممدوح عبدالحق عضو المجلس العسكرى السابق، والذى أقيم الأسبوع الماضى، أنه بالفعل بدأ يفكر بقوة فى كتابة مذكراته فى ظل تصاعد مطالبات أصدقائه وزملائه العسكريين السابقين.
وقالت المصادر إن «طنطاوى» كان متحفظا للغاية فى الإجابة عن أسئلة الذين حضروا حفل الزفاف عن رأيه فى الأوضاع الحالية التى تمر بها البلاد، مؤكدا أن مصر بخير وستعبر كبواتها بقوة، موضحا أن مذكراته ستشمل رصدا دقيقا خلال فترة الثمانية عشر يوما منذ انطلاق شرارة ثورة 25 يناير وحتى قرار تنحى مبارك، والاتصالات والمشاورات وما دار خلال الاجتماعات سواء فى قصر الرئاسة حينها أو خارجها، وموقف القوات المسلحة التى انحازت تماما للشعب فى ثورته، وما دار أيضا من اتصالات بين أفراد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لحظة بلحظة لمتابعة تطور الموقف.
وأفادت المصادر قريبة الصلة من «طنطاوى» أن المشير، فى مذكراته سيرصد بدقة القرارات المهمة، والاتصالات مع كل القوى السياسية فى الداخل، ومع زعماء وحكومات العالم، والخطط والتهديدات التى واجهها أثناء قيادة المجلس العسكرى للبلاد، ومدى تحمله لهذه العواصف الخطيرة للعبور بالمرحلة الانتقالية إلى بر الأمان.
وأوضحت المصادر أن المشير ألمح إلى أن كتابة مذكراته ستكون بإحدى وسيلتين، الأولى تدوين النقاط الرئيسية، على أن يصيغها صحفى كبير، أو أن يسجلها راو، على أن يتم تفريغها وصياغتها أيضا على يد صحفى كبير.
وأضافت المصادر أن المشير طنطاوى سيتخذ قرار كتابة مذكراته أسوة بالقادة العسكريين الكبار الذين كتبوا مذكراتهم للتاريخ، من بينهم اللواء سعدالدين الشاذلى، والفريق عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث فى حرب أكتوبر، وعبدالغنى الجمسى وزير الدفاع فى نهاية عصر السادات، والفريق أول محمد فوزى وزير الحربية الأسبق.
ومن جانبه أكد اللواء محمد على بلال الخبير العسكرى والاستراتيجى أن أى ضابط بالقوات المسلحة، إذا أراد أن يكتب مؤلفا أو مذكرات أو أعمالا يدخل فيها النشر بصفة مباشرة أو غير مباشرة سواء كان فى الخدمة العسكرية أو خرج منها، فلابد أن تتم مراجعة تلك الأعمال من قبل القوات المسلحة.
وأوضح بلال لـ«اليوم السابع» أن المشير حسين طنطاوى إذا قرر كتابة مذكراته فلابد أن يراجعها فى إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع لفحصها، ثم هيئة عمليات القوات المسلحة، قبل تداولها أو عرضها فى الأسواق.
وأشار الخبير العسكرى إلى أن هذا الأمر عرف مستقر فى القوات المسلحة منذ فترة طويلة، ويتم العمل به خوفا من أن يتم ذكر أى أحداث قد تمس القوات المسلحة، سواء بإفشاء معلومات قد تؤثر عليها أو إبراز وقائع تثير جدلا أو لغطا فى الرأى العام، الأمر الذى يستوجب معه ضرورة مراجعة تلك الأحداث بشكل دقيق من الأجهزة السابق ذكرها بالقوات المسلحة، أيا كانت الرتبة العسكرية التى تقلدها صاحب تلك المذكرات أثناء أو بعد خروجه من الخدمة، لما لذلك من علاقة مباشرة بالأمن القومى.