فى وسط مكان يفصل بين الوادى والضاحية فى أرض الفيروز، حيث يقع على الجانب الأيمن وسط المدينة ومن الناحية الأخرى يحده قرية عاطف السادات، تلك القرية التى شهدت مقتل 3 منتمين إلى جهاز الشرطة، وبعدها محاولة لقتل العقيد سليم الجمال مفتش الأمن العام بمحافظة شمال سيناء، الطريق مقفر يخلو تماماً من المارة، ولا يحتوى سوى على مجموعة من الورش ومحلات الدهانات، المكان الذى بات بؤرة للموت، يقول عنه هانى، أحد العاملين بورشة سمكرة بالقرب من مكان الحادث، إن المكان صار بقعة خصبة لأن يقوم أى فرد بتنفيذ عملية إرهابية، والفرار دون حساب، «المكان كان مفتوح، وهما أكيد بيبقوا عارفين كده وعاملين حسابهم».
يكمل هانى، الذى بلغ عقده الثالث، أنه أثناء الهجوم الذى وقع على أثره 3 جنود من الشرطة، كان الوقت يقترب من الساعة الثانية ظهراً، حيث قدمت سيارة ملاكى صغيرة بها 4 أفراد أتوا من ناحية الكوبرى الذى تمر عليه السيارات من قلب المدينة إلى الوادى، وفى نفس التوقيت كانت تمر وردية للشرطة بها عدد من المجندين، ثم جاءت السيارة بسرعة، وبدأ اثنان يلبسان جلاليب بيضاء فى فتح النيران من سلاح على قوات الشرطة.
يؤكد أن نفس هذا المشهد لم يختلف كثيراً عما وقع مع مفتش الأمن العام، وأن هؤلاء كانوا على علم بوجود المفتش هنا، فهو كان يأتى إلى المكان منذ وقوع الحادث الخاص بمقتل الثلاثة مجندين، لاستكمال تحقيقات النيابة، ويترك سيارته بجوار مغسلة السيارات «أبوالحسن» المجاورة إلى الورشة التى يعمل بها، فأتى 3 أشخاص على نفس الهيئة وقاموا بفتح النيران على الضابط وفر الجنود الذين كانوا معه هرباً داخل المغسلة، وقد حاول الضابط مقاومتهم قبل أن يقع مصاباً بطلق نارى فى رقبته وآخر فى بطنه.
يقول جهاد أحمد، أحد أهالى المنطقة: «الناس هنا بتنام من المغرب»، ويصف أحوال قاطنى المنطقة بأن الخوف أصبح مسيطراً عليهم، وما إن يجن الليل على المدينة، حتى يعم الشوارع حالة من السكون التام، التى تدفع الأهالى إلى منع إخراج الأولاد والزوجات، لا سيما بعد انتشار عمليات خطف لأكثر من سيدة فى الأسابيع الماضية، على حد وصف جهاد، يشير إلى شؤم المكان الذى استقبل نفس محاولة القتل لمفتش الأمن العام، الذى كان القدر فى نصيبه هذه المرة.
يكمل جهاد حديثه قائلاً: «إن الشرطة والجيش طالبا حاملى السلاح بتسليم أسلحتهم»، وتساءل: «كيف يسلم الناس أسلحتها وهم يعيشون فى هذا الوضع السيئ وغير آمنين على أهلهم»، مشيراً إلى أن كل الحادث الآن لا يعود بشكل رئيسى إلى الأهالى، حيث كانت البلدة هادئة تماماً عقب الثورة، ولم تقع أى جريمة قتل أو اختطاف لأحد، مؤكداً أن مثل هذه الحوادث مدبرة ومخطط لها، من قبل مجموعة مأجورة لصالح أشخاص مجهولين، على حد رؤية جهاد، الذى يصف هؤلاء المجهولين بأن من مصلحتهم غياب الشرطة وتجدد الفوضى، مشدداً على أن الأهالى لن تسمح بذلك فهم يريدون عودة الأمن كما كان عليه فى الماضى، وقال إنه يجب أن يعاملهم الأمن معاملة حسنة، حيث كانت قوات الأمن فى الماضى تعامل الأهالى معاملة سيئة وتلفق لهم التهم، ولكن الآن الوضع أصبح مختلفاً.