قال الدكتور أحمد عكاشة، العالم المصرى فى مجال الطب النفسى، أن أى شعب لا يستطيع أن ينهض دون صحة نفسية.. والمصريون كلهم فى حالة عصبية من أول رئيس الجمهورية، وحتى المواطن البسيط، وبالتالى فلن يستطيع أحد إدارة أى أمر على وجه أمثل.
وأضاف، عكاشة، خلال محاضرة ألقاها اليوم الثلاثاء، بمركز القاهرة للدراسات الإستراتيجية وأدارها معه الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى، أن الثورة المصرية رفعت الوعى السياسى لدى كل المصريين ففى إحدى المرات دخلت إلى منزل طبيب أمريكى ولم نتحدث ولو للحظة عن السياسة، أما المصريون ففى كل بيت مجال للحديث عن السياسة.
وأكد عكاشة أن المواطن الطبيعى يحتاج إلى عدة أمور رئيسية وهى الحاجات البيولوجية من مأكل ومشرب ومسكن والأمر الثانى هو الأمن وثالثا الانتماء، أما الرابع فيتمثل فى التعليم والخامس هو الثقافة وسادسا التذوق الجمالى، ولن ينعم فرد بنعمة الانتماء لوطنه دون أن يجد من وطنه الحاجات البيولوجية والأمن أولا.
وقال عكاشة، إن كل الحروب فى العالم قام بها أناس متطرفون فكريًا، ولكن الثورة المصرية تحاكى بها العالم أجمع، ولكن علينا أن نفرق بين عدة أمور أولا ما قبل الثورة حيث السلبية والعجز واللامبالاة والخضوع واليأس أما وقت الثورة فكانت الحقيقة والمصداقية والمسئولية والإتقان والالتفاف والانضباط وتجاوز الذات وكسر حاجز الخوف.
أما عن الفترة، التى تلت الثورة فهى تشبه إلى حد كبير فى الفترة التى سبقت قيام الثورة.
وقال عكاشة إن أول جملة قالها الرئيس الأميركى أوباما لشعبه بعد فوزه بالرئاسة: لقد تعلمت الدرس منكم يجب الاهتمام بالتعليم، مضيفا"نحن فى حالة من العك السياسى".
وأضاف عكاشة، أن الرئيس مرسى عليه أن يخلع عباءة الإخوان ويكون رئيسا لكل المصريين، وإلا ستقع مصر بما فيها الإخوان.
ووجه عكاشة للشعب المصرى رسالة قال فيها، عليكم بالأمل وعدم الإحباط، أحبوا بعضكم البعض، تنزهوا عن حب المصالح الشخصية، ابتعدوا عن الراديكالية، اعملوا وضعوا فى نصب أعينكم غيركم من المصريين، فلا تنهض أمة إلا بمواطنيها، والمواطن هو أرقى وظيفة وأقوى وظيفة فى أى مجتمع محترم.
وطالب عكاشة المسلمانى بالعودة لكتابة مقالاته من جديد، مشيراً إلى حاجة الشعب المصرى لهذه النوعية من المقالات المميزة الآن، قائلا، "هناك عك فكرى فى آراء عدد من المفكرين والسياسيين وبعض الشخصيات على الساحة فى الوقت الحالى"، مطالباً الجميع بالبعد عن "الراديكاليات" والتطرف الفكرى.
من جانبه، قال المسلمانى، إن مصر لديها ثلاثة سيناريوهات لا رابع لها، الأول سيئ ويتمثل فى استمرار تدهور الأوضاع الأمنية، واستمرار الصراعات الطائفية واستمرار تآكل الاحتياطى من النقد الأجنبى، أما الثانى فهو السيناريو الأفضل حيث تمضى مصر من المخلفات الراهنة ونبنى جمهورية حقيقية، ولدينا العديد من المشروعات المتميزة نقوم بها، مثل مشروع الدكتور عصام شرف لتنمية قناة السويس ومشروع الدكتور زويل ومدينة التكنولوجيا ومشروع فاروق الباز ممر التنمية.
وأشار المسلمانى إلى أن السيناريو الثالث هو البقاء على ما هو عليه، فلا نصل إلى الإفلاس ولا نحقق النهضة.
واختتم المسلمانى حديثه قائلا، أبناء مصر الأوفياء وشبابها ورغبتهم فى تغيير الواقع وقدرتهم على ذلك وإصرارهم على المضى قدما بمصر يجعلنا نشعر بأن الأمل فى كل مكان من أرض مصر يخطو عليه أبناؤها، فلنجعل الأمل هو حليفنا ولنضعه نصب أعيننا ولنبدأ فى بناء دولة هى أعظم الدول تاريخا وحاضرا ومستقبلا إن شاء الله.