بأنفاس متهدجة، ويدين على الأنف الصغيرة، وقدمين يتعثران في قطع حجارة وضعت للمرور، يعبر الطالب بمدينة فارشوط بقنا، الذي لم يتم العقد الأول من عمره، مستنقعا من مياه الصرف الصحي، تترامى أطرافه أمام مقر إدارة علاج الطلاب، التي تسكن الطابق الثاني بالبناية رقم 17 شارع الجمهورية.
يشرح محروس عبد النور 55 عاما، أحد سكان البناية رقم 17، بجبين مقتضب، ويدين حائرين بين أنف يهرب من رائحة المستنقع، وبين الإشارة إلى مياه المجاري قائلا "بنشيل العيال الصغيرين كل يوم عشان نعديهم يدخلوا الصحة المدرسية"، وبوجه عليه علامات الاستغراب قال "مش عارف الطلاب بيجيوا يتعالجوا ولا يخدوا أمراض من مية المجاري ديه".
كشف شحاتة عن الشكاوى المدرسية المستمرة من الصحة المدرسية لمجلس المحلي، ولا مجيب لهم، مطالبا بأخذ عينه من تلك المياه وتحليلها لكشف كمية البكتريا والأمراض التي تنقلها للأطفال، وسكان العمارة والحي.
أوضح شحاتة أن ذلك المستنقع تكوّن بعد امتلاء بير الصرف الصحي الخاص بالعمارة، وذلك عقب تحويل الصرف الصحي لبنايتين جديدتين أقامهما مجلس المدنية دون مكان مخصص للصرف، فحول إلى مصارف عمارة 17 المشار لها مسبقا، لافتا إلى احتمالية تهدم البناية نظرا لمرور تلك المياه من تحت أعمدتها.
يقول كرم الشناوي، 45 عاماً أحد سكان البناية، "الطلاب الذين يتلقون علاجا شهريا يتناوبون على زيارة مقر علاج الطلاب شهريا؛ ويواجهون صعوبة عبور تلك المستنقعات، التي تزداد فيها المياه لأمتار فوق سطح الأرض".
كما شرح الشناوي معاناة أحد مصابي حرب أكتوبر، والذي لا يستطيع الوصول لشقته بالبناية حين تصل المياه إلى ذروة ارتفاعها، ويحتاج من يحمله لعبورها، أو البقاء خارجها حتى تقوم العربيات لبزحها.