على طريقة الفيلم المصري الشهير في الخمسينيات " بين الحياة و الموت " و الذي تناول قصة مريض أرسل إبنته الصغيرة لشراء الدواء ، ثم تم إكتشاف سم قاتل في الدواء ، فخرجت الإذاعة المصرية باعثة رسالة للمريض قائلة : " إلى أحمد إبراهيم .. القاطن بدير النحاس .. الدواء فيه سم قاتل " !
أما في الألفية الجديدة و بالتحديد في نوفمبر من عام 2012 ، ففريق عمل كورة 90 يبعث برسالة إلى أشقائنا في تونس فحواها : " إلى الترجي التونسي .. القاطن بباب سويقة .. قاعدة الكاف تجعلك وصيفاً " .
فمنذ إنطلاق المسابقات الإفريقية في الستينيات ، لم يُتوج أى فريق بأى لقب إفريقي مرتين متتاليتين في ملعبه ووسط جماهيره ، و لقد إستطاعت ثلاثة أندية فقط التتتويج برابطة دوري أبطال إفريقيا مرتين متتاليتين ، فكانت البداية مع فريق إنيمبا النيجيري الذي إستلم كأس المسابقة نسخة 2003 خارح دياره و بالتحديد في ملعب الإسماعيلية بعد تفوقه على دراويش مصر في المباراة النهائية ، ثم الإحتفال مع جماهيره بالبطولة الثانية في أبا على حساب فريق النجم الساحلي التونسي .
أما الفريق الثاني الذ نجح في التتويج مرتين متتاليتين هو المارد الأهلاوي ، حيث شهد ملعب الكلية الحربية بالقاهرة إحتفال الفريق باللقب بثلاثية نظيفة في شباك النجم الساحلي التونسي ، ثم عاد مرة أخرى ليذيق الأخوة في تونس كأس من المرارة و العذاب بهدف لأبوتريكة في مرمى الصفاقسي التونسي بملعب رادس .
و يأتي الدور على العملاق الكونغولي فريق مازيمبي ، حيث توج في المرة الأولى على ملعبه ووسط جماهيره الغفيرة على حساب فريق هارتلاند النيجيري فس نسخة 2009 ، ثم ذهب لملعب رادس بتونس العاصمة ليرفع كأس البطولة عالياً خارج الديار على حساب الترجي التونسي في نسخة 2010 .
وكأن الكاف قد وضع قاعدة بعدم تتويج فريق لبطولة المليون دولار مرتين متتاليتين و تسليم الكأس وسط جماهيره ، فالثلاث العمالقة نجحوا في الفوز بالمسابقة تارة على ملعبهم و تارة خارج ملعبهم .
و كان الترجي الرياضي التونسي قد تُوج بدوري أبطال إفريقيا في نسختها الأخيرة 2011 بملعب رادس وسط أنصاره و محبيه على حساب الوداد البيضاوي المغربي ، و بلغة الأرقام الإفريقية و مراسم التتويج بالقارة السمراء ، فإن الترجي وصيفاً لنسخة 2012 و الأهلي هو البطل للمرة السابعة في تاريخه عقب إنتهاء المواجهة النارية التي ستجمع الفريقين بتونس يوم 17 نوفمبر المقبل في إياب نهائي المسابقة ... و الله أعلم !!