يستند هاني رمزي في عودته لأوروبا على ملكاته التي لا تتواجد عند مصريين كثر فيما يخص التعايش مع أهل القار كذلك يعول رمزي كثيرا على احترافية منظومة كرة القدم الأوروبية، حتى لو في دولة بإنجازات محدودة مثل بلجيكا، وناد حديث بلا تاريخ كبير مثل ليرس.
هذا بعدما وقع المدرب السابق للمنتخب الأوليمبي عقدا لتدريب ليرس في بلجيكا، ليعيد إلى الأذهان صورة هاني رمزي الذي طالما ارتبط اسمه مع المصريين بأحد أبرز نماذج الاحتراف العربية المشرفة في أوروبا.
لماذا نجح رمزي كلاعب في أوروبا في حين لم يتحمل العديد من أقرانه رغم أنهم امتلكوا مهارات أكبر منه في منتخب مصر العيش في القارة العجوز لأشهر؟
FilGoal.com يملك الإجابة على هذا السؤال من حوار أجراه مع رمزي بداية عام 2008، ويسترجع أهم ما جاء فيه من تصريحات.
فالإجابة عن السؤال السابق بشأن نجاح اللاعب المصري في أوروبا، سيوضح لماذا يملك رمزي كل متطلبات النجاح كمدير فني في ليرس، فقط لو أثبت قدراته فنيا.
قهوة المصريين
يقول هاني رمزي: "حين يخرج المصري إلى أوروبا أول ما يسأل عنه هو قهوة المصريين، القناة الفضائية كل شيء يشعره بأنه في الحقيقة لم يسافر".
ويتابع "المصريون في الكثير من الأوقات لا ينصهرون في المجتمعات الجديدة التي ينتقلون إليها، وهذه مشكلة كبيرة تفاديتها أنا في أوروبا".
رمزي من المصريين الأوائل الذي يخرج إلى أوروبا بعد مشاركته المنتخب في كأس العالم 1990 بإيطاليا.
ونجح رمزي في سويسرا أولا، ثم وصل للبوندزليجا وتألق مع أندية ألمانية عريقة مثل فيردر بريمن وكايزرسلاوترن الذي خرج منه النجم المخضرم ميروسلاف كلوزه.
ويوضح رمزي "عامل اللغة لعب دورا كبيرا في تأقلمي مع الحياة الأوروبية، أجيد 3 لغات بجانب العربية هم الإنجليزية والألمانية والفرنسية، كذلك أنا متزوج من إيطالية وبالتالي تعلمت بعض المصطلحات".
ويتابع "لذلك كنت أعرف كيف أتحدث مع مدربي، أستطيع تقبل دعوته لشرب القهوة لأنني أجيد لغته وسأعرف كيف أتحاور معه ومع زملائي".
ويعد رمزي من اللاعبين الذين تدربوا تحت يدي أوتو رياجل المدرب الألماني المخضرم الذي قاد اليونان لإنجازها التاريخي في يورو 2004 بالصعود لمنصة التتويج.
وانتقل رمزي في التحدث عن مرحلة ما بعد اعتزال اللعب "بات طموحي دوما هو النجاح كمدرب في الخارج، حلمي يتلخص في قيادة منتخبات مصر أو العمل في أندية أوروبية كبرى".
ويفيد "أقراني من المدربين المصريين الواعدين يعانون من عوامل اللغة وعدم الحصول على شهادات تدريبية متخصصة ومتطورة، وهذا ما أحاول أنا تفاديه حتى أنجح".
برباريز العربية
ويضيف رمزي نجم منتخب مصر في بوركينا فاسو 98"الانصهار في الحياة الأوروبية ساعدني كثيرا على تعلم أصول الاحتراف".
ويستكمل رمزي الذي عمل لفترة مساعدا ثم مديرا فنيا في إنبي "طوال فترة تواجدي في مصر كمدرب كنت أسافر لألمانيا من وقت لأخر حتى لا أنسى هذه (الموود) هناك".
وكما يستطيع رمزي التعايش في أوروبا دون مشاكل، فإنه كذلك يؤمن بقدرته على النجاح خارج مصر بسبب المنظومة الاحترافية للكرة في القارة العجوز.
يوضح ذلك ما قاله رمزي في تصريحات لـFilGoal.com منذ 4 أعوام تقريبا "في أوروبا كل شيء يسير كالساعة، بينما في مصر عاصرت أشياء غريبة وانا اعمل في إنبي".
ويحكي "في مرة تغيب لاعب عن المران وحين سألته في اليوم التالي عن السبب وجدته يقول إن برباريز سيارته قد سرق. قصة غريبة جدا ولم أفهم".
ويواصل "اللاعب في مصر قد يلعب بتألق يبلغ 8 درجات من 10 يوم السبت، وبحلول مساء الأربعاء يمنحك أداء يوازي 1 من 10.. لا يوجد أي ثبات".
ويتابع "كل هذا غير موجود في أوروبا حيث اللاعب يجد الظروف للركض 14 كيلو مترا في المباراة الواحدة".
هذه الأجواء يستعيدها رمزي في بلجيكا، وهو يعرف كيف يحيى جيدا وينصهر مع لاعبيه في سيون.. فهل يملك من الفنيات ما يصنع لفريقه تاريخا جديدا، ليسطر في سجل إنجازات أحد أشهر المحترفين المصريين؟ة العجوز، وذلك حين يتولى مسؤولية تدريب فريق ليرس البلجيكي.