دولة كالجزائر لديها فقط ملعب واحد ولايوجد به تصريف للمياه وغير مجهز للقاءات التي تجري تحت المطر، غريب فكل من تابع احتفالات الجزائر باستقلالها شاهد الفضيحة التي يندى لها الجبين. جميل ان تكرم عشاقك في لقاء يذكرهم بتاريخهم والأجمل ان تنمي بهم روح الانتماء وتقوي بهم العزيمة انك لازالت على العهد وما يهمك هو ارضائهم عندها ستلغي المقولة التي تقول"إرضاء الناس غاية لاتدرك" فأنت ادركتها ووصلت لما تريد عندما افرحتهم وذكرتهم في اعز ما ملكوا وما يؤمنون به.
يحتفل ابناء المليون ونصف شهيد" الجزائر" في ذكرى استقلالهم الخمسين هذه الأيام عبر المنتخب الوطني بتنظيم لقاءات ودية وكان أخرها الأربعاء بلقاء المنتخب البوسني المصنف 31 على العالم ولم يستطع المشاهد للقاء ان يغفل الأخطاء والعثرات التي وقعت وكأن المنظمين في سيرك ومعرض بهلواني كيف لا وانت تبدأ اللقاء بإهانتك للضيوف فبدلا ان تكرم وفادتهم رددت عليهم وبصوت المذيع الداخلي بالقول"السلام الوطني للمنتخب الصربي" كيف ذلك الم تنسى ما فعلت صربيا في البوسنة وكم من شهيد ذهب هناك جراء اعمال العنف الوحشية ضد المسلمين.
اسمح لنا سيدي المنظم فقد فشلت فشلا ذريعا وأخطأ من اختارك ان تكون منظما فقد اسأت للجزائر بإحتفالها ولشهدائها ايضا لانك تمثلهم بلغتك العربية وبلكنتك من الغرب او الشرق او الشمال الجزائري التي لاتخطأ ابدا بين ابيض واسود. قد ينتقدنا البعض اننا نهول الأمور او نكبرها فيردو علينا "يا جماعة كبروها بتكبر وصغروها بتصغر" لاداع للاصطياد بالماء العكر، أي عكر واي ماء اصلا فاللقاء او لنقول المقابلة لانها حبيه ووديه والجماهير جاءت للاحتفال وكأنها هدية لا ينتقد على الصعيد الفني وليس ما نصبو اليه يقضي في طرق الابواب التكتيكية عند خاليلوزيتش ابدا ما يهمنا شيء آخر كان غير ذلك.
حتى لا نبتعد كثيرا اريد ان اوجه نداء استغاثة للأسم الجزائري المميز والكبير كان يجب ان يوجه له الدعوة لحضور اللقاء والمشاركة به لأنه الأجدر والافضل في تسيره وجعله يخرج بالشكل المطلوب هو البطل الأولمبيالجزائري نبيل كباب الذي سيكون"قدها" ويستطيع تحمل المسؤولية فمن شاهد الأرضية التي اجري عليها اللقاء لا نعتقد انه لم يخطر بباله بطولات السباحة والبرك التي يستجم بها السباحين فالأرضية كانت رائعة بكل معنى الكلمة لهم وتنفع لكل شيء الا كرة القدم لربما تصلح لكرة الماء والسباقات الشراعية.
الملعب ياسادة يعتبر من اجمل الملاعب في الجزائر وهو تحفة فنية قل نظيرها فإن كنت من زوار تلك التحفة فأنظر يارعاك الله جمالها وتنظيمها المُحسن البديع فهو من ابداعات ليست عربية بل من بيكاسوهات للمعماري الكبير ابن السامبا اوسكارنيماير الذي يعتبر احد كبار مهندسي القرن العشرين فقد قام بأعمال كبيرة في الجزائر ومبان كل من شاهدها بصم له على ابداعه وهو الان يبلغ من العمر 102 عام ولكنه سيلعن الساعة التي صمم بها الملعب عندما يشاهد التحفة الفنية تصبح بركا ومناطق للرعي ولا تصلح حتى للتخييم والرحلات العائلية.
وسنزيدكم من الشعر بيتا لم تسكت الجماهير الجزائرية على هذه المهزلة وشدت على يدنا في هذا الموضوع فكانت تهتف لرئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة "ديرها بطاطا" إشارة الى الملعب الذي يصلح لزراعة البطاط التي تشتهر بعض الولايات الجزائرية في زراعتها وهذا ماكان فعليا يجب ان يحدث.