ذكرت مصادر سياسية إسرائيلية اليوم، الأحد، أن هناك اتصالات مكثفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتهدئة تلعب فيها مصر ورئيسها محمد مرسى دورا محوريا، إلى جانب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
وأوضحت المصادر لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنه فى الوقت نفسه يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو فى المرحلة الحالية الاعتماد على إجراء اتصالات مع أطراف دولية مختلفة، فى مقدمتها الرئيس الأمريكى باراك أوباما والمستشارة الألمانية ميركل، فى سعى لتخفيف حدة الضغوط على إسرائيل وضمان شروط اتفاق وقف إطلاق النار لا يظهر انتصارا لحركتى حماس والجهاد الإسلامى.
من جانبه أشار المحل السياسى بـ"يديعوت أحرونوت" شيمون شيفر إلى إن إسرائيل باتت تدرك أنه لم يعد أمامها خيار سوى الذهاب باتجاه تهدئة طويلة الأمد، بعد أن استنفدت عمليا الطاقة والفائدة المرجوة والممكنة من عمليات القصف الجوى، وأنه لا يمكن مواصلة العدوان بالطريقة الحالية المتمثلة فى تبادل إطلاق الصواريخ من القطاع مقابل قصف جوى من قوات الاحتلال.
وأضاف شيفر، أن إسرائيل تدرك أن الدعم الدولى أو الغطاء الشرعى الدولى أخذ بالانسحاب والسقوط عن إسرائيل، وأن عملية عسكرية فى القطاع تهدد حياة المدنيين الفلسطينيين غير مقبولة على أوباما ورؤساء أوروبا، كما أن من شأن إسرائيل أن تجازف باندلاع مواجهة وصدام مع مصر، بالإضافة عن احتمال سقوط النظام الهاشمى فى الأردن، بالمقابل تواصل حركة حماس إطلاق النار ولا تنوى بأى حال التوسل للحصول على وقف لإطلاق النار.
وأكد أن نتانياهو سيضطر فى الأيام القريبة القادمة الرد على اقتراحات المصريين لوقف إطلاق النار، وسيكون عليه أن يسأل نفسه هل يمكن التهدئة ووقف إطلاق نار سبق أن تم خرقه أكثر من مرة فى السابق مقبولا على الإسرائيليين أم لا؟.
وقدر شيفر أن نتانياهو ووزراءه من حزب "الليكود" سيدعون أنهم غير مستعدين للتفاوض مع حماس، لكن مثل هذا الادعاء لا يصمد إزاء حقيقة المفاوضات التى أجرتها حكومة نتانياهو مع حماس وتمخضت عن صفقة إطلاق سراح شاليط مع دفع الثمن المطلوب كاملا.
وقال المحلل الإسرائيلى: "قد يعرض المصريون على نتانياهو اقتراحا للتهدئة لوقت غير محدد، ولكن أمام نتانياهو خيار آخر بعيد الأمد بمقدوره أن يحاول أن يعرض على حماس الالتزام بعدم المس بقادتها وبرفع الحصار عن قطاع غزة، مقابل وقف التزود بالصواريخ وبجعل غزة منزوعة السلاح وتحت إشراف دولى، موضحا أن كل تسوية أخرى لن تكون ذات معنى وستشكل توطئة للجولة القادمة بين الطرفين، تقوم خلالها حماس بالتزود بأسلحة أكثر تطورا.