رحل عن عالمنا اليوم الجمعة الموسيقار الكبير عمار الشريعى، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 64 عاما، بعد أن قضى طويلة فى غرفة العناية المركزة بمستشفى الصفا بالمهندسين، فى انتظار قدوم التقارير الطبية الخاصة بحالته الصحية من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أرسلتها عائلته إلى هناك لفحصها، ليتحدد مصير سفره لاستكمال علاجه فى الخارج من مرض القلب، حيث كان من المفترض أن يتم زراعة قلب له، وكان الرئيس محمد مرسى قد وعد بعلاجه على نفقة الدولة، إلا أن القدر لم يمهله حتى ذلك الوقت.
قدم عمار الشريعى مئات الأعمال الغنائية التى تغنى بها مطربون كبار فى ألبوماتهم أو مسلسلات تليفزيونية وإذاعية وأفلام سينمائية ومسرحيات استعراضية، حيث قدم الشريعى حتى الآن موسيقى أكثر من 50 فيلماً، و150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعياً، و10 مسرحيات غنائية استعراضية.
ورغم أن الشجن يغلب على أعمال الشريعى فإنه يضفى البهجة على كل من يتعامل معهم بوجهه البشوش الدائم الابتسام ولسانه الذى لا يتوقف أبدا عن إطلاق النكات وخلق حالة من الأمل والتفاؤل فى كل مكان يذهب إليه.
ويعد الموسيقار عمار الشريعى نموذجا حيا للإرادة القوية ومثلا أعلى للشباب، لأنه رسم طريق نجاحه منذ طفولته متخطيا جميع الصعوبات، حيث تعلم الموسيقى بمدرسته الثانوية فى سمالوط بمحافظة المنيا، فى إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصاً للطلبة المكفوفين الراغبين فى دراسة الموسيقى، وبمجهوده الذاتى أتقن العزف على آلة البيانو والأكورديون والعود ثم الأورج.
ولم يكتف الموسيقار بالموهبة التى زرعها الله بداخله، بل أصر على صقلها بالدراسة، حيث حصل على 7 رسائل ماجستير و3 رسائل دكتوراه، وبدأ الشريعى حياته العملية عام 1970 كعازف لآلة الأكورديون فى عدد من الفرق الموسيقية، ثم تحول إلى آلة الأورج، حيث بزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفى جيله، ثم اتجه بعد ذلك إلى التلحين والتأليف الموسيقى.