قالت مصادر يمنية سياسية أن قائد الحرس الجمهوري في اليمن رفض أوامر من الرئيس اليمنى بتسليم صواريخ طويلة المدى إلى وزارة الدفاع, الأمر الذي ينذر بمواجهة بين أقوى شخصيتين في البلاد.
ومن شأن المواجهة بين العميد الركن/ أحمد صالح- قائد الحرس الجمهوري- وابن الرئيس السابق علي عبد الله صالح وبين الرئيس عبد ربه منصور هادي ـ أن تعطل إصلاح القوات المسلحة، التي انقسمت العام الماضي أثناء الانتفاضة المناهضة لصالح وأن تزيد من حدة الاضطراب في البلاد.
وتكتسب استعادة الأمن في اليمن أولوية لدى الولايات المتحدة والدول العربية الخليجية الحليفة، لأن متشددي القاعدة متحصنون في أجزاء من البلاد ويمثلون خطرًا محتملًا للسعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وممرات الملاحة القريبة.
وقال مصدر بالقصر الرئاسي أن أحمد صالح رفض تعليمات الرئيس هادى بتسليم تشكيلات صواريخ سكود، التي في حيازة الحرس الجمهوري إلى وزارة الدفاع ,وأضاف أن هذا تسبب في أزمة بين الجانبين.
وأكد مصدر ثان بقصر الرئاسة هذه المعلومات، وأضاف أن الرئيس غضب بشدة لرفض أوامره وهدد بإلغاء الحصانة التي منحت للرئيس السابق وكشف الفساد الذي ينطوي على مليارات الريالات في القوات المسلحة.
وينظر إلى الحرس الجمهوري في اليمن على أنه هو الأفضل تجهيزًا في القوات المسلحة اليمنية على أنه جوهري في احتواء تنظيم القاعدة.
ويحاول الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي -الذي انتخب في فبرايرلفترة انتقالية مدتها عامين بتفويض لإعادة هيكلة الجيش- تخفيف قبضة عائلة صالح تدريجيًا في بلد ما زال فيه ميراث الرئيس السابق ضخمًا.
وتعتبر إعادة تنظيم القوات المسلحة ـ الذي يتضمن إقصاء الأقارب الأقوياء لصالح من مناصب رئيسية ـ تعتبر عنصرًا محوريًا من اتفاق لنقل السلطة تدعمه الولايات المتحدة وقع في السعودية وأتي بهادي إلى السلطة ويهدف إلى توحيد البلاد.
وقالت المصادر أن هادي بحث نزاع صواريخ سكود مع مسئولين أمريكيين كبار بينهم مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية أندرو شابيرو والجنرال جيمس ماتيس قائد القيادة المركزية الأمريكية في اجتماع بالعاصمة صنعاء يوم الاثنين ,ولم يتسن الاتصال بمسئولين في مكتب أحمد صالح للتعليق.
لكن السكرتير الصحفي لوالده قال أن التهديدات، التي وجهها هادي تنتهك شروط اتفاق نقل السلطة الذي وقع في السعودية العام الماضي، والذي يكفل حصانة الرئيس السابق من المحاكمة عن أي جرائم ارتكبت أثناء فترة حكمه.
وقال قيادي في حزب مؤتمر الشعب العام، الذي ينتمي إليه صالح أنه استفسر عن التعليقات التي نسبت إلى هادي وتم إبلاغه أنها غير دقيقة.
وقالت صحيفة اليمن اليوم المؤيدة لصالح نقلًا عن هادي قوله أن ما قصده هو أنه لن تمنح حصانة لأي شخص يقوم بأي عمل تخريبي في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن هادي قوله إن هذا لا يعني أي شخص بعينه وبالتأكيد ليست الحصانة التي منحها البرلمان بموجب التسوية السياسية.
وفي أبريل الماضى عزل هادي 20 قائدًا كبيرًا بينهم الأخ غير الشقيق لصالح وأقارب آخرين.
وفي أغسطس بدأ يقلص من سلطات أحمد صالح بنقل وحدات من الحرس الجمهوري إلى قوة جديدة تتلقى الأوامر منه أو تحت قيادة أخرى.