قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، إن الجيش لم يستطع أن يقوم بوظيفته إلا بشرعية سياسية وأخلاقية، كما أعرب عن قلقه على معنويات القوات المسلحة.
وأضاف خلال برنامج "مصر أين.. ومصر إلى أين؟" على فضائية "سي بي سي" مع الإعلامية لميس الحديدي، أن الجيش في مصر لابد وأن يكون واثقا أن ما يفعله يعبر عن مطلب مقبول من الناس، كما أكد هيكل أن الجيش كان قلقا جدا من الانقسام في البلد.
وأعلن هيكل، أنه ضد دعوة الجيش للقوى السياسية للحوار، وأضاف أنه تحدث مع الفريق السيسي في ذلك، مشيرا إلى أنه التمس العذر لقيادات الجيش التي شعرت أنه ليس لديها غطاء سياسي.
واتفق هيكل، مع السيسي في إلغاء الحوار؛ معللا ذلك بأن القوى السياسية اعتبرته تدخلا من الجيش.
على جماعة الإخوان أن تحل نفسها
أكد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أنه أخبر الرئيس محمد مرسي، بأنه سوف يقاطع الاستفتاء، أما إن كان موجودا في دائرته فسيقول "لا" للدستور.
وقال هيكل، إن الأمة تبني هياكلها وسلطاتها للمستقبل، مشيرا إلى أن هذا الدستور معيب في كل شيء، وتمنى أن تحدث أي مفاجأة لإيقافه.
وأضاف هيكل، أن الدستور لابد وأن يكون تعبيرا عن إرادة موحدة لأمة بكل طوائفها وعند المستوى الطبيعي وليس السياسي، أي يتفق عليه جميع الأطياف والأديان.
وأكد الكاتب الصحفي، أن الفارق بين مرسي وشفيق هو نفسه الفارق بيت المؤيدون للإخوان وبين من لا يريدونه، نحن أمام شعب منقسم تقريبا وهذا وضع لايمكن فيه تأسيس للدستور.
وشدد على أن هذا وضع لا يمكن فيه تأسيس دستور، هذا الوقت يتطلب دستور مؤقت.
كما فجر هيكل، مفاجأة أن "أحد كبار قيادات الجماعة قال إنه فوجىء بالإعلان الدستوري ولغته الركيكة".
وقال هيكل، إنه من الأفضل تراجع مرسي عن قرار الاستفتاء، مؤكدا أنه لابد ألا يرى الرئيس دائرته فقط، وإنما من الضروري أن ينظر لجمهور واسع من معارضيه.
وتابع، الإخوان المسلمون في الأصل فكرة ملتبسة جدا، فهناك الجماعة والحزب، وبالعودة إلى تاريخ الإخوان سوف نعلم أنهم عاشوا في جو مرتبك، وأن الرئيس محمد مرسي لم يكن المرشح الأول للرئاسة وكان الشاطر يسبقه.
الاستفتاء يشبه عربية مسرعة في منحدر بدون فرامل
وأضاف هيكل، أننا لا نزال في المرحلة القبلية وشبه العائلية، والخلافات يمكن أن تكون تحت الأرض، مشيرا إلى أن مرسي لازال يستخدم لغة التهديد، والسلطة ستعلمه، وأعرب هيكل عن عدم رضاه عن لغة خطاب الرئيس، وأنه كان مرتبكا في خطابه الأخير.
كما طالب هيكل بإعطاء فرصة أخرى للرئيس محمد مرسي.
وأكد أن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كان مترددا في استقبال مرشد جماعة الإخوان، وتم إبلاغ مكتب الإرشاد بتردد البابا حول ذلك، لكن الكنيسة في النهاية فضلت عدم الصدام، كما أعرب هيكل، عن موافقته لرأي البابا، وقال: "البابا عنده حق في ظل دستور يوضع بهذه الطريقة"، وأضاف، الفكر الديني يسمح بمناقشات، وهم - الإخوان - يعتبرون أن الذين يختلفون معهم في النقاش الديني كفار".
وقال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، إن تجريف المؤسسات في مصر، تم قبل مرسي والإخوان قائلا: "مرسي مش برشامة هتشربها كل المؤسسات علشان ترجع".
وانتقد هيكل، تخصصات مستشاري الرئيس قائلا: "كلهم طب وهندسة لكن هي محتاجة إلى الإنساني والسياسي والمستقبل مش كدة".
وعن رؤيته للأخوين "مكي" قال: "أحمد مكي في أزمة وعدم علمه بالإعلان الدستوري كان يستوجب الاستقالة".
وطالب هيكل، الشعب المصري بأن يقول رأيه دون مواربة في الاستفتاء القادم على الدستور.
وقال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، إن مسيرة قصر الاتحادية من أبدع مشاهد التاريخ المصري الحديث، وأنهم ذهبوا عامدين قصر الاتحادية، ولم يكن هناك عنف وبتفكرني بـ 25 يناير، وأعتقد أن الأمر بالتحديد، موضع تحقيق داخلي في الإخوان بسبب العنف.
وأضاف "أشك في أن الرئيس قادر على كبح جماح جماعته".
وأشار، إلى أن جماعة الإخوان دخلوا السجون لسنوات طويلة، وهو ما جعل الإخوان المسلمين في الأردن وتونس، وسوريا، أقوى منهم، وهذا التكوين لازم يخلص، لأن فيه أحزاب لهم حاليا، ومندهش من وجود الجماعة خلف الحزب، وعليها أن تحل نفسها.
وزير العدل في أزمة وعدم علمه بالإعلان الدستوري كان يستوجب الاستقالة
وأضاف، إذا لم تحل نفسها، فستجد نفسها لا تساوي شيئا، والداعم الأساسي لمرسي هو مؤيدوه من غير التيار الإسلامي، ومن كارهي مبارك وكارهي شفيق، وليس فقط الإخوان فهو رئيسا بسبب هذه الظروف، ولابد أن تكون كل البلد معك.
وتحدث الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، عن علاقة خيرت الشاطر بالرئيس محمد مرسي، وقال بعد ما كان يعتمد مرسي على مبدأ السمع والطاعة أصبح صاحب القرارات، هذا بالطبع سوف يخلق ضغائن في النفوس فيما بين الجميع.
كما أكد هيكل، أن مرسي لم يكن المرشح الأول، فكان يسبقه الشاطر، ومن المعروف أن الشاطر رجل بارع اقتصاديا واجتماعيا، وبالطبع شعر - وهو كان مهيأ لهذا المنصب بدلا من مرسي- بحزن ثم أتى مرسي من زرقة السماء للفوز بمنصب الرئاسة.
وقال، إن قرارت رفع الأسعار كانت متوقعة عام 77 ولكن رد الفعل، لم يكن متوقعا وكان غاضبا، وعندما طالبت، السادات بضرورة نزول الجيش، نصحه المشير الجمسي بعدم اقحام الجيش في السياسة.
وعلى الرئيس أن يقول ما هو الوضع الذي تسلم عليه الدولة، ومن الكارثي أنه لم يقدم للناس تقريرا عن هذا الوضع، والإخوان متصلين منذ القدم بالأمريكان، وهذا ليس عيبا، وإن لم تفصح عن الاتصال بالقوى العظمى، هم أنفسهم سيذيعون عن المقابلات التي تمت لماذا تنكر هذا.
وختم هيكل، معلقا على الاستفتاء على الدستور يوم السبت المقبل وقال: "الموضوع يشبه أننا ماشيين بعربية مسرعة في منحدر ومفيش فرامل، وأتمنى أن أي حد يفرمل، والفرامل مش مع الرئيس فقط"، وأن "الأقلية اللي وضعت الدستور، رغم احترامي لها، مترسمش مستقبل مصر بهذه الطريقة، مرهون بلحظة الكل فيها خايف".