أعلن جناح تنظيم القاعدة فى العراق مسئوليته عن سلسلة عمليات وقعت فى أنحاء البلاد فى يونيو ويوليو، وقال إنها جاءت فى إطار هجوم جديد على الحكومة التى تقودها الشيعة.
وأصبح جناح تنظيم القاعدة الذى كان فى قلب التمرد ضد القوات الأمريكية فى العراق يستهدف الآن وبشكل أساسى الشيعة وقوات الأمن المحلية فى محاولة لإثارة توترات طائفية كالتى دفعت بالعراق إلى حافة الحرب الأهلية قبل أربع سنوات.
ويقول خبراء أمنيون إنه رغم الضعف الذى اعترى جناح القاعدة نتيجة سنوات من القتال ضد القوات الأمريكية والعراقية فإنه اكتسب انتعاشة جديدة من الأزمة السورية التى تجتذب الأموال والمقاتلين الإسلاميين السنة لقضيته.
وقالت جماعة دولة العراق الإسلامية وهى الجناح المحلى للقاعدة فى بيان على موقع إسلامى، إن أحدث العمليات جاءت فى إطار هجوم جديد أعلن عنه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادى، الذى هدد أيضا أهدافاً أمريكية.
وفى بداية الشهر انفجرت سيارتان ملغومتان قرب وحدة مكافحة الإرهاب فى بغداد والتى يوجد بها سجناء من القاعدة مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 19 شخصاً قبل أن يقتحم مسلحون يرتدون أحزمة ناسفة المبنى فى محاولة لتحرير زملائهم.
ولم تتمكن قوات الأمن من السيطرة على المبنى إلا بعد معركة مسلحة، وقتل جميع المسلحين فى المعركة التى انحت السلطات العراقية باللائمة فيها على القاعدة.
وقال بيان القاعدة "انطلقت ثلة مؤمنة من أبناء أهل السنة الكرام فى عملية نوعية مستهدفين صرحاً من صروح المشروع الصفوى وركنا من أركان أمنه فى هذه البلاد وهو مقر مديرية مكافحة الإرهاب".
والصفوية إشارة إلى الأسرة الحاكمة فى إيران خلال الفترة من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر والتى سيطرت فى بعض الأوقات على أجزاء من العراق.
ومنذ تولى رئيس الوزراء نورى المالكى السلطة وثق العراق علاقاته مع إيران التى تحظى بنفوذ لدى العديد من الأطراف الشيعية العراقية.
وحاولت مجموعة من سجناء القاعدة فى وقت سابق هذا الشهر حفر نفق للهروب من سجن أبو غريب العراقى.
ويعادى جناح القاعدة فى العراق والإسلاميون السنة الآخرون الحكومة العراقية التى يقودها الشيعة ويشعر الكثير من السنة الذين يمثلون الأقلية أنها همشتهم بخصوص اتفاقيات تقاسم السلطة منذ سقوط نظام صدام حسين.
ولا تزال ست مجموعات سنية مسلحة تعمل فى العراق منذ رحيل آخر القوات الأمريكية فى ديسمبر منها أعضاء سابقين من حزب البعث الذى كان يتزعمه صدام حسين.
ويقول مسئولون أمنيون، إن الجماعات المسلحة غالبا ما تعمل سويا فى شبكة من التحالفات الواسعة مما يجعل من الصعب تتبع المسئولين عن أعمال العنف.
وكان شهر يوليو هو الأكثر دموية خلال العامين الأخيرين مع مقتل 325 شخصاً فى تفجيرات وهجمات.