أوليفييرا زميل رونالدو في البرتغال يرفض دستور مرسي!

في فيلم الناظر صلاح الدين سأل المدرس سؤال في غاية الأهمية والصعوبة للتلميذ عندما قال له: "في أي عام قامت ثورة 19؟" وتلعبك الولد وتعثر وفشل في الإجابة في الموقف الكوميدي الشهير بفيلم الراحل علاء ولي الدين.. وبالمثل نسأل سؤال مشابه: "في أي شهر اعتاد الناس على كذبة إبريل؟".. لا تتعجل في الإجابة عزيزي القارئ فيبدو أن كذبة إبريل تأتي في ديسمبر أحيانا.

القصة بدأت عبر أحمد حسام ميدو لاعب نادي بارنسلي الإنكليزي المنافس في الدرجة الثانية، والذي يمارس الإعلام في وقت فراغه وما أكثره وقت فراغه.. ميدو قال أن اللاعب البرتغالي الشاب نيلسون أوليفييرا أحد العناصر الواعدة في منتخب البرتغال هو مصري ابن مصري، ورحل عن مصر في عمر 15 عاما، ونشرت أحد صفحات ويكيبيديا العربي خطأ خلفية تاريخية عن لاعب اسمه رامي أشرف ولد بالإسماعيلي وانتقل لقطر ثم في عمر 15 عاما رحل إلى البرتغال ضمن مشروع كروي هناك وحصل على الجنسية، وغير اسمه إلى نيلسون أوليفيرا.

والحقيقة في البداية لم ألتفت للأمر ولكن حوار دار بيني وبين الزميل والصديق العزيز أحمد عبده المعلق والمحلل الكروي في الجزيرة، وهو خبير في الأمور البرتغالية ويتحدثها بطلاقة أكثر من طلاقتي في العربية.. وشاركنا الحوار الذي دار عبر تويتر الصديق العزيز والإعلامي المتميز عبد الرحمن مجدي المنسق الإعلامي لمنتخب مصر وكان الحوار عبارة عن محاولة للبحث عن جذور الموضوع، وانتهت المناقشة لنتيجة أن أن كل ما ذكره ميدو هتش فاضي ليس له أي أساس من الصحة.. لماذا؟!

أولا: عنوان تويتر الذي قال فيه اللاعب أنه مصري.. هو عنوان مضروب ولم يتم انشائه من البرتغال، وكل المتابعين له والمتابع لهم مصريين!

ثانيا: بسؤال موقع يوروسبورت البرتغالي تم التأكيد أن هذا الكلام خطأ وليس له أي أساس من الصحة واللاعب برتغالي أبا عن جد، ولد ونشأ وترعرع في البرتغال، وليس له جذور من خارج البرتغال!

ثالثا: موقع ويكيبيديا العربي يعرض معلومات عن لاعب اسمه رامي أشرف انتقل في سن 15 عاما إلى قطر ومن هناك انتقل إلى البرتغال ضمن مشروع هناك لانتقاء واكتشاف النجوم، وهنا الموقع لم يذكر في عنوانه أن رامي أشرف هو نيلسون أوليفييرا، ثم أن موقع ويكيبيديا العربي يتم تحريره من الناس العادية ويمكن دس أي معلومات من خلاله، ولا يمكن الوثوق بالمعلومات الموجودة في نسخته العربية لأن العرب "معندهمش ضمير"، كما أن هناك صفحة تتحدث عن نيلسون أوليفيرا نفسه ولم يذكر فيها نهائيا أي كلام عن جنسية اللاعب المصرية أو أصوله العربية.

رابعا: ذكر في موقع ويكيبيديا عن اللاعب المسمى رامي أشرف أن نيلسون أوليفييرا أفصح عن سر مصريته من خلال حوار لموقع Record.pt ويمكنك عزيزي القارئ أن تتصفح الموقع بأكمله ويمكنك أن تبحث ونتحداك أن تجد الحوار المزعوم، فهو ليس له وجود ولم يحدث إلا إذا كانوا يتحدثون عن نيلسون أوليفييرا غير الذي نعرفه!

خامسا: قيل أن رامي أشرف أو نيلسون أوليفيرا سافر من مصر إلى قطر ومن هناك انتقل للعب في البرتغال، والحقيقة أنه وفقا لموقع zerozero.pt موقع المعلومات الأشهر في البرتغال والذي لديه قاعدة بيانات لكل اللاعبين فنيلسون أوليفييرا البالغ من العمر21 عاما كان يلعب في نادي سانتا ماريا بالبرتغال في موسم 2000-2001، واستمر في النادي حتى موسم 2003-2004 أي أن نيلسون أوليفييرا منذ أن كان عمره 9 سنوات يلعب بالبرتغال، وانتقل من سانتا ماريا إلى براغا في 2003-2004، ثم باريو دا ميسيريكورديا، في 2004-2005، ثم عاد إلى سبورتس براغا في العام 2005-2006، ومنه انتقل إلى بنفيكا الذي أعاره في 2009-2010 إلى ريو آفي، ثم أعير مرة أخرى إلى بيريرا في 2010-2011، قبل أن يباع إلى ديبورتيفو لا كرونا الإسباني في 2012.

سادسا: نيلسون أوليفيرا لم يسافر إلى قطر نهائيا، في أي مرحلة من مراحله السنية، ولم يزر مصر نهائيا في حياته، سواء للسياحة أو لغيرها.

سابعا: اللاعب اسمه بالكامل نيلسون ميغيل كاسترو أوليفييرا، وليس له نسبا عربيا على الإطلاق.

ومن كل ما سبق فميدو طبق كذبة إبريل ولكن في الشتاء وفي ديسمبر، وهو سقط في فخ وتسبب في وقع الكثيرين فيه من بعده وبسببه، وهو فخ عدم تحري الدقة، وأشعر من كثرة المتابعات التي تنتشر عبر مواقع الإنترنت التي تُجَوِد في الكذبة وتنشرها أنني سأرى تصريحا على لسان أوليفييرا يقول فيه: "لا لدستور مرسي" أو "يسقط حكم المرشد" أو أي من الهتافات المصرية التي تتردد في الفترة الحالية، ولما لا يقولها ألم يلده ميدو من خياله فلماذا لا يخرج الابن شبيها للأب؟!

معذور ميدو لأنه في سنة أولى إعلام، ولكن طاقم الإعداد ليس له عذر فهم في المهنة منذ سنوات ولديهم خبرات، ولكن في النهاية خطأ ملحوق لأن الفبركة بتعدي والكذب يُقبل في مصر على اعتبار أن الإعلام المصري كله مبني على الكذب والتهييج والإثارة.. يعني هي جت على ميدو!