"لا لأخونة الدولة، ولا لدستور الإخوان" شعار ردده العشرات من المعتصمين المطالبين بإزاحة مكتب الإرشاد عن حكم مصر فى اعتصام مفتوح لقدوم المسيرات المتجهة إلى قصر الاتحادية، أمام بوابات قصر الاتحادية، للتأكيد على مطالبهم، وإلغاء الاستفتاء على الدستور، والمحاكمات العادلة عن الأحداث الأخيرة التى شهدها محيط القصر، فى مواجهات بين مؤيدى ومعارضى الرئيس.
رصدت"اليوم السابع"، الليلة قبل مليونية الثلاثاء من الاعتصام أمام قصر الاتحادية بين المعتصمين، الذين وضعوا 52 خيمة بشارع الميرغنى، بجوار البوابة رقم 4 للقصر، وسط جو من الهدوء التى سادت محيط القصر.
يسود المشهد فى محيط القصر، حالة من التعزيزات الأمنية على كل المداخل المودية إلى القصر ووضع الأسلاك من كلا القوتين الشرطة والحرس الجمهورى، وضع مدرعتين على كل باب من أبواب القصر ودبابتين كلاهما بجوار القصر.
ومع دقات الساعات لصباح يوم المليونية المعارضة لقرارات الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، بدأ المعتصمون فى اللجوء إلى الخيام بسبب الجو البارد المحيط بقصر الاتحادية من صباح يوم جديد، حيث قدوم المسيرات الحاشدة المتجهة إلى قصر الاتحادية للتظاهر، وترديد الهتافات ارحل، لا لحكم المرشد، لا لدستور الإخوان.
بالإضافة إلى أن شارعى الميرغنى، أحد الشوارع التى يطل عليها القصر، والتى تواجد بهما مئات المعتصمين، فلم يتواجد المعتصمون داخل الخيام فقط، بل افترشوا الحدائق وجنبات الطريق أمام القصر، متحدين برودة الطقس من أجل تحقيق هدفهم المتمثل فى إزاحة مكتب الإخوان عن حكم مصر وسقوط الدستور الجديد.
وتغلب المعتصمون على الوقت، بالدخول فى نقاشات حول ما سيتم عمله فى المليونية والعمل على الضغط الشعبى على النظام للاستجابة لمطالب الشارع، وتجاوب الرئاسة من عدمه.
ومن جانبهم، شكل المتظاهرون لجانا شعبية تم توزيعهما فى نقاط تأمينية، على مداخل الاعتصام بشارع الميرغنى من اتجاه طريق صلاح سالم، وتقاطع شارع الميرغنى مع شارع الخليفة المأمون، ونقطة تأمين بشارع الأهرام، بالإضافة إلى عدة نقاط أخرى على الشوارع الجانبية المؤدية إلى محيط الاعتصام، من أجل تأمينهم من أى هجوم أو اعتداءات غير متوقعة فى أى وقت، من أى عناصر تسعى لفض الاعتصام.
يأتى هذا فى الوقت، الذى نقلت المستشفى الميدانى من أمام البنك التجارى الدولى cib إلى الرصيف المقابل لبوابة 3 لقصر الاتحادية، وقال عمرو الصاوى أحد العاملين بالمستشفى الميدانى "لليوم السابع" إنهم قاموا بالتجهيزات الطبية اللازمة للمليونية، وأنهم قاموا بنقل موقعهم للانضمام لصفوف المعارضين وعمل اللازم للمواطن.
وعلى الجانب الآخر، انتشر عشرات الباعة الجائلين فى محيط الاعتصام، من باعة الأطعمة والمشروبات الساخنة، والذين ارتبط تواجدهم مع أى اعتصام، حيث أقبل عليهم المعتصمون لشراء الأطعمة والمشروبات الساخنة، لتساعدهم على التغلب على برودة الجو.
وفى السياق ذاته، رصدت "اليوم السابع"، أسباب ومطالب عدد من المعتصمين حول محيط قصر الاتحادية، فقال محمد مصطفى أحد المعتصمين، إننى أشارك فى المليونية من أجل إسقاط حكم الإخوان والدستور، وأكد على أن لا بديل عن رحيل الرئيس، مؤكداً استمرارهم فى الاعتصامات والمسيرات المعارضة للنظام حتى سقوطه.
وأضاف أيضا أحمد عصام أحد المعتصمين، أنه لا بديل ومن إجراء انتخابات رئاسية ثانية وتكون تحت إشراف قضائى نزيه، لكى تأتى برئيس يحقق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية الحقيقية، التى ضحى من أجلها آلاف المصريين بأرواحهم خلال الأحداث المتتالية للثورة.
وأكد أحمد، على ثقته أن الرئيس سيرحل وسط الضغط الشعبى، الذى تمارسه المعارضة والمواطنين بمختلف انتماءاتهم السياسية وغير المسيسين فى الشارع، والمطالبين برحيل النظام، الذى يسعى لوضع دستور غير متوافق عليه شعبياً أو سياسياً، ولا يرضى أو يحقق طموحات وأمال الشعب.
أما مصطفى عمارة أحد المعتصمين، فطالب بمحاكمة جميع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، والرئيس وجميع وزراء حكومته، محملاً إياهم مسئولية أحداث "الاتحادية"، التى راح ضحيتها الكثير من المصريين.