فى حلقة اليوم الثالث، تلقى الوثائق السرية البريطانية، والتى تعود لعام 1982 وأفرج عنها فى نهاية هذا العام، الضوء على عدد من القضايا خلال حصار بيروت، إذ تبين وثائق اليوم الخلافات فى البيت الأبيض حول التغلغل الإسرائيلى فى لبنان وتأثير اللوبى اليهودى، كما تبين أن أهداف الاجتياحى الإسرائيلى للبنان كانت تتغير باستمرار، وأن الإسرائيليين ضللوا الأمريكان حول ما كانوا يرغبون فى تحقيقه، فى البداية كان الهدف هو حماية الجليل من الهجمات الفلسطينية، ولكن نجاحاتهم العسكرية ورد الفعل العربى والسوفيتى الفاتر شجعهم على التوجه إلى بيروت وبسط نفوذهم وإخراج قوات منظمة التحرير من لبنان ومحاولة فرض حكومة لبنانية تتضمن قوى حليفة لهم، الولايات المتحدة فوجئت بالنجاحات الإسرائيلية السريعة فى القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية وإبطال مفعول الوجود العسكرى السورى، وتدمير بطاريات صواريخ «سام».
وزير خارجية الاتحاد السوفيتى، قال للفلسطينيين، إنه لن يكون بوسعه إرسال سفن حربية إلى البحر الأبيض المتوسط من أجل إيجاد توازن عسكرى مع الوجود الإسرائيلى والأميركى، كما تبين الوثائق أن الولايات المتحدة كانت تفكر فى تزويد الأردن بمساعدات عسكرية من أجل الحفاظ على حدوده مع إسرائيل فى حالة قيام قوى فلسطينية متمركزة فى سوريا بشن هجمات ضد إسرائيل عبر الأراضى الأردنية، كما تبين الوثائق خيبة أمل الملك حسين من الموقف الأميركى وعدم إعطاء مراسلاته مع الرئيس ريجان الوزن الكافى من أجل التحرك لحل أزمة الشرق الأوسط بعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.
الولايات المتحدة غاضبة من تضليل الإسرائيليين لها وفوجئت من رد الفعل العربى والسوفيتى تبين برقية السفارة البريطانية فى واشنطن من خلال اللقاءات مع مسئولى البيت الأبيض، أن الإدارة الأميركية كانت غاضبة من تضليل الإسرائيليين لها. وتقول برقية 15 يونيه إن «الإدارة الأميركية كانت قلقة جدا من تضليل الإسرائيليين لها خلال كل مرحلة من عملياتها فى لبنان، هناك اختلافات واضحة فى البيت الأبيض حول الطريقة المثلى فى التعامل مع رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن. لكن وكما هو معتاد فإن التوجه سيميل لصالح الجناح المؤيد لإسرائيل فى الإدارة».
ورغم هذه الخلافات فإن الوقائع على الأرض تشجع إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة فى الاستمرار فى التوغل فى لبنان. وتقول البرقية: «ألكساندر هيج معجب بسرعة نجاح العمليات الإسرائيلية وما حققوه على الأرض. لقد أبطلوا مفعول سوريا فى لبنان وقضوا على منظمة التحرير كقوة عسكرية مؤثرة فى لبنان. وبالتحديد فقد ذكر هيج نجاح إسرائيل فى تدمير بطاريات صواريخ (سام). إنه يعتقد أن ذلك قد غير فى طبيعة العلاقات الترابطية بين القوى فى المنطقة». وتضيف البرقية أن الأمريكان فوجئوا من رد الفعل الفاتر ليس فقط على الجانب العربى وإنما من جانب الاتحاد السوفيتى أيضا.
رد فعل الاتحاد السوفيتى على الغزو
* فى برقية من السفارة البريطانية فى واشنطن 9 يوليو إلى لندن يقول السفير لورانس إيجلبيرجر، مساعد وزير الخارجية الأميركى، إن «رسالة بريجنيف إلى الرئيس ريجان كانت مثل سابقاتها جاءت متحفظة تجاه الغزو الإسرائيلى على لبنان. الفهم الأمريكى للرسالة، خصوصا أنها تؤكد دور الأمم المتحدة فى حل النزاع، بعكس رغبتهم فى العودة للعب دور بارز فى المنطقة».
وتضيف الوثيقة أن خبراء الشئون الروسية فى وزارة الخارجية الأميركية، يعتقدون أن الموقف السوفيتى المتحفظ لم يكن بسبب تدهور صحة الرئيس بريجنيف كما يقال فى الخفاء، وإنما بسبب الحذر فى الصعوبة التى يواجهونها فى لعب دور فعال وكذلك توقعاتهم أن الأزمة ستمنحهم بعض المزايا السياسية فى المستقبل.
كما تعتقد وزارة الخارجية أنه خلال الزيارة الأخيرة التى قام بها قدومى إلى موسكو أوضح له وزير الخارجية الروسى أندرى جروميكو أن الاتحاد السوفيتى لا يمكنه عمل أى شىء بخصوص الأزمة، لكنه سيستمر فى تزويد سوريا بالأسلحة فى المستقبل. ويعتقد الأمريكان أن جروميكو، قال لقدومى، إنه لا يتوقع أن تقوم موسكو إرسال سفن حربية إلى المنطقة.
الأردن يقبل استقبال قوات فلسطينية والولايات المتحدة تزوده بمساعدات عسكرية بالمقابل.
* بعث السفير البريطانى فى عمان ببرقية فى 8 يوليو إلى وزارة الخارجية بعد لقائه قائد القوات المسلحة الأردنية زيد بن شاكر. سألته إذا كان الأردن اتخذ قرارا باستقبال فلسطينيين فى الأردن، وعددهم ومن أى فئة. الجنرال شاكر قال «إنه لا يريد تعميم آرائه وأن يبقى ما يقوله فى دائرة ضيقة». أخبرنى بأن هذا الموضوع نوقش بإسهاب خلال اليومين الماضيين من قبل الملك حسين ورئيس الوزراء ووزير الداخلية وهو شخصيا. وأضاف الجنرال شاكر أن المعلومات الاستخبارية التى وصلت إلى الأردن من سوريا تبين أن الرئيس حافظ الأسد لا يريد أن يستقبل مجموعات كبيرة من الفلسطينيين، وقد يقبل بأعداد محدودة بسبب الضغوط. ويحبذ الأسد أن الغالبية العظمى للفلسطينيين أن تتوجه إلى دول عربية أخرى. ويعتقد الأردن أن الأسد سيقبل بوجود قوات من الجبهة الشعبية القيادة العامة والجبهة الشعبية التابعة لجورج حبش وقوات أخرى من الجبهة الديمقراطية التابعة لنايف حواتمة أو قوات متطرفة أخرى.
ويعتقد الجنرال شاكر أن هذا الوجود الفلسطينى فى سوريا قد يعنى القيام بهجمات إرهابية من خلال الأراضى الأردنية ضد إسرائيل. لكن شاكر واثق من أن الأردن قادر على احتواء الحالة والتعامل معها.
الولايات المتحدة الأميركية أخذت التطورات المستقبلية على محمل من الجد، ولهذا، يقول السفير فى رسالته إن السفير الأميركى فى عمان قال له خلال اجتماع منفصل حول نفس الموضوع بأنه سيطلب مساعدات إضافية عسكرية للأردن وتزويده بمعدات لكشف أى محاولات تسلل إرهابية عبر الأراضى الأردنية من سوريا إلى إسرائيل. وتضيف الوثيقة أن الأردن والولايات المتحدة دخلا فى مفاوضات حول هذا الموضوع قبل عدة أشهر.
وقال الجنرال زيد بن شاكر، إن الملك حسين قرر أن الأردن مستعد لاستقبال بين 2000 و3000 فلسطينى من لبنان، بشرط أن يكون هؤلاء من حملة الجنسية الأردنية وأن يتم فحص سجلاتهم بتمعن للتأكد من عدم وجود عناصر غير مرغوب فيها بينهم.
وأضاف شكر أن القرار لم يكن سهلا على الأردن، لكنه متأكد أن ذلك سيعطى ملجأ للفلسطينيين المعتدلين. ويعتقد شاكر أن ما حدث فى لبنان سيزيد من العمليات الإرهابية فى العالم، وأن إسرائيل لن يكون بمقدورها التخلص من المشكلة الفلسطينية بهذه الطريقة، وقد نكتشف أن الإرهاب قد يأخذ أشكالا أكثر عنفا فى المستقبل.
المفاوضات حول ترحيل قوات منظمة التحرير
* الآراء فى الاجتماع 1 يوليو تبين أن الحكومة البريطانية «متخوفة من أن خروج قوات منظمة التحرير من لبنان خصوصا إلى ليبيا، وأن هذا سوف يشجعها على اللجوء للنشاطات الإرهابية». وزير الخارجية البريطانى فرنسيس بيم، قال فى اجتماع الحكومة، إن المشاورات مع منظمة التحرير الفلسطينية جارية، لكنها متشعبة، حول ترحيل قواتها من لبنان. ويعتقد أن مصر أو ليبيا مرشحتان لاستقبال القوات الفلسطينية بعد خروجها من لبنان. الحكومة البريطانية قالت، إن عليها أن تقود أوروبا فى انتقاداتها للسياسات الإسرائيلية فى المنطقة، على الرغم من أن جميع الدول الأعضاء فى الائتلاف الأوروبى متفق حول موقف أوروبى واحد.
رسائل الملك حسين لرونالد ريجان
* قال السفير البريطانى فى عمان، إنه التقى الملك حسين فى 5 يوليو، وطلب منه أن يسلم نسخة من رسالتين بعث بهما إلى الرئيس الأمريكى رونالد ريجان فى 22 يونيه و4 يوليو. الملك حسين قال إنه وبسبب التفاهم القائم بيننا فلا مانع لديه من الاطلاع على هاتين الرسالتين، والتى بعث بنسخ منهما أيضا للملك فهد والرئيس المصرى مبارك. الملك قال لا مانع لديه أن تذكر رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر اطلاعها على الرسائل للرئيس ريجان، لكن باستثناء هؤلاء الأشخاص فإنه يأمل أن يحافظ على سرية الموضوع.
خطة ريجان والمصداقية السياسية
* فى محضر اجتماعات الحكومة فى 10 نوفمبر اعترف وزير الخارجية البريطانى بأن هناك فجوة فى المصداقية، خصوصا أن العرب قبلوا بخطة ريجان للسلام القائمة على حل الدولتين، لكن إسرائيل بدأت تسرع فى خططها لبناء مزيد من المستوطنات، والتى تتعارض مع ما قبله العرب، إلا أن الإدارة الأميركية لم تحاول الضغط على الإسرائيليين من أجل إيقاف الاستيطان. وقال فرانسيس بيم لشولتز خلال حضورهما جنازة بريجنيف فى موسكو، إن العرب يعتبرون إيقاف الاستيطان اليهودى فى الضفة الغربية حجر الأساس لمصداقية الإدارة الأمريكية.
دعوة شخصيات فلسطينية غير محسوبة على منظمة التحرير
* ويبين محضر الجلسات أن الحكومة قررت دعوة الأمين العام للجامعة العربية إلى لندن، هدف الاتصالات البريطانية مع القادة العرب هو تبادل الآراء معهم حول دعوة بعض رؤساء البلديات فى الأراضى المحتلة، وهؤلاء لا ينتمون إلى منظمة التحرير الفلسطينية، ضمن وفد فلسطينى إلى لندن. وسيتبع ذلك وفد من الجامعة العربية لا يتضمن ممثلا عن منظمة التحرير الفلسطينية. وأكدت الحكومة فى اجتماعها، أن وفد الجامعة العربية إذا تضمن أى ممثل من منظمة التحرير الفلسطينية فسيتم استقباله فقط من قبل وزير الدولة.
استمرت الحكومة البريطانية فى مساعيها لرأب الصدع والتوتر فى العلاقات العربية مع بريطانيا التى سببها فشل الترتيبات لزيارة الوفد العربى للندن. «لقد تم رد الاعتبار للملك الحسن الثانى مع زيارة اللورد شالفونت له، وسيقوم الملك بزيارة لندن على رأس الوفد فى فبراير، لكن حتى الآن موقف الوفد غير معروف إذا كان سيرفض القدوم فى حالة رفضت بريطانيا استقبال ممثل منظمة التحرير الفلسطينية». وزارة الخارجية بدأت تبحث عن مخرج جديد لشكل الزيارة.
الحكومة البريطانية تلتقى رسميا مع منظمة التحرير الفلسطينية
* فى 8 يوليو وخلال الاجتياح الإسرائيلى للبنان ومحاصرة بيروت الغربية والمفاوضات الجارية لإخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت التقى وزير الدولة البريطانى دوجلاس هيرد مع الوفد العربى. اللقاء يعتبر أول اتصال رسمى وعلنى بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة البريطانية، الوثائق التى نشرتها الشرق الأوسط، أمس، بينت كيف تعاملت الحكومة البريطانية مع موضوع الاتصال مع منظمة لا تعترف بها كممثل شرعى ووحيد للشعب الفلسطينى، وتعتبرها أيضا «إرهابية». الوثائق التى يعود تاريخها إلى عامى 1980 - 1981 بينت كيف كانت الحكومة البريطانية تشجع بعض سفرائها بالتحدث مع ممثلى المنظمة فى لقاءات اجتماعية غير رسمية وغير مباشرة وفى أماكن محايدة.
وتبين رسالة من وزارة الخارجية إلى رئاسة الوزراء حساسية الموضوع والإحراج البريطانى بسبب الاتصال مع منظمة التحرير الفلسطينية.
وفى يوم وصول الوفد كتب السكرتير الشخصى فى وزارة الخارجية يقول إن الوفد سيلتقى هذا المساء مع دوجلاس هيرد. صحيفة «الديلى تلغراف» كتبت فى افتتاحيتها اليوم تقول، إن فرنسيس بيم سيلتقى قدومى. فى هذا اليوم لن نعلن كما هو معتاد خلال المؤتمر الصحفى الساعة 12:30 أن الاجتماع مع هيرد سيتم هذا المساء، وسنقول إن الترتيبات من أجل استقبال الوفد العربى تم اتخاذها. أعتقد أن الموضوع سيتم طرحه اليوم فى مجلس العموم مع رئيسة الوزراء. وستجد اقتراحى مع هذه الرسالة حول ما يجب أن تقوله رئيسة الوزراء خلال مساءلتها من قبل أعضاء مجلس العموم. ويقترح السكرتير الخاص أن تركز رئيس الوزراء فى إجابتها عن بيان المجلس الأوروبى، وكذلك عن إعلان فينيسيا حول أهمية إشراك منظمة التحرير الفلسطينية فى المفاوضات لإيجاد سلام دائم فى الشرق الأوسط.
اجتماع وزير الدولة دوجلاس هيرد مع وفد وزراء الخارجية العرب، كما بينت وثائق أمس، جاء ليعكس مستوى الاتصال مع المنظمة. وبينت محاضر جلسات الحكومة أن رئيسة الوزراء أو وزير خارجيتها فرنسيس بيم لن يلتقيا مع قدومى وتركت المسألة لوزير الدولة دوجلاس هيرد القيام بالمهمة.
حضر اللقاء وزير الخارجية البحرينى، الشيخ محمد بن مبارك وممثل منظمة التحرير وفاروق قدومى وسفير الجامعة العربية فى لندن عمر الحسن، أما وزير خارجية تونس فلم يصل إلى لندن ويحضر الاجتماع بسبب إضراب العاملين فى الطيران المدنى الفرنسى.
قال الشيخ محمد بن مبارك لدوجلاس هيرد «يجب أولا أن يكون هناك وقف إطلاق نار وفصل قوات. بعد ذلك يمكن مناقشة وجود منظمة التحرير الفلسطينية فى لبنان. الوقت يمر بسرعة وكلما طال وجود القوات الإسرائيلية فى لبنان فإن ذلك سيزيد الوضع تعقيدا وسيصبح من الصعب إخراجهم من هناك. إن إسرائيل تريد إذلال منظمة التحرير الفلسطينية والعرب ككل. هذا ليس حلا، إنه سيقود إلى تعقيد الأمور أكثر وغضب فى الشارع العربى».
ورد هيرد قائلا: إن المجلس الأوروبى أصر فى بيانه الأخير على أهمية انخراط منظمة التحرير الفلسطينية فى أى مفاوضات سلام فى منطقة الشرق الأوسط.. وبخصوص الوضع الحالى فى لبنان فإن الموقف البريطانى يقوم على إيجاد مخرج بكرامة لجميع أطراف النزاع. نحن متفقون مع حلفائنا على أن قرار مجلس الأمن بخصوص إخراج جميع القوى من لبنان (الإسرائيليون والسوريون والفلسطينيون) يجب أن يسبقه اتفاق فصل للقوات ووقف إطلاق النار، ومن ثم بسط نفوذ الحكومة اللبنانية على كامل التراب اللبنانى.
أما قدومى فقال إن الولايات المتحدة استعملت حق النقض ضد قرار إرسال مراقبين دوليين إلى لبنان، وهذا ما قبلته منظمة التحرير والقوى الوطنية اللبنانية، أما المبادرة الأميركية لإرسال قوات بحرية أميركية لإخراج القوات الأجنبية من لبنان فإن الفلسطينيين والقوى اللبنانية تعتبره عملا استفزازيا. وطالب قدومى أن تضغط الإدارة الأميركية على إسرائيل من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار من أجل إعطاء فرصة للمفاوضات. على بريطانيا وأوروبا حث الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار وفصل القوات.
ثم سأل هيرد ما يعنى «مخرج بكرامة» بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية. وأضاف «أننا نختلف بالموقف عن الولايات المتحدة، لكننا تعتقد أن فيليب حبيب يحاول بجدية إيجاد تسوية فى لبنان. استبدال الولايات المتحدة بالأمين العام للأمم المتحدة أو أى شخص آخر شىء غير واقعى. لهذا تعتقد أن أى مخرج أو اتفاق يجب أن يتم من خلال فيليب حبيب». منظمة التحرير الفلسطينية والقوات الوطنية اللبنانية اعتبرت مبعوث الولايات المتحدة فيليب حبيب منحازا لصالح إسرائيل، لأنه كان يضع عليها شروطا تطالبها بالاستسلام والخروج من لبنان تحت القصف الإسرائيلى، كما أنه لم يضع ضغطا كافيا على إسرائيل من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار.
وقال هيرد، إن الاقتراحات الفرنسية غير كافية للخروج من الوضع الحالى. وسأل قدومى كيف ترى منظمة التحرير مستقبلها على ضوء الأوضاع الراهنة؟
ورد وزير خارجية البحرين قائلا: إن «حبيب جاء إلى المنطقة لإيصال رسالة واحدة فقط وهى إخراج قوات منظمة التحرير من لبنان. إنه فقط يلتقى المسئولين الإسرائيليين فى لبنان، ولهذا لا يوجد لدينا أى ثقة بهذا المفاوض. هذا لا يعنى أن ينتهى دور حبيب لكن من أجل إعادة الثقة فيجب إشراك آخرين فى المفاوضات». وأضاف الشيخ محمد بن مبارك: «أريد أن أتكلم بصراحة حول الوجود الفلسطينى فى لبنان. يجب تنفيذ رغبات الحكومة اللبنانية، أى انسحاب الوجود العسكرى الفلسطينى. منظمة التحرير مستعدة لذلك، لكن السؤال كيف يمكن تنفيذ ذلك؟».
وأضاف قدومى بسبب العلاقات التاريخية مع المنطقة «يجب على بريطانيا أن تلعب دورا قياديا فى المنطقة، لأن الولايات المتحدة منحازة بالكامل لإسرائيل. نريد علاقات قوية مع الغرب. أوقفوا الإسرائيليين وسيتوقف التدهور فى العلاقات بين العرب والغرب. حبيب عنده توجه واحد، وبالنسبة للفلسطينيين فإن المخرج هو قوة دولية بمباركة الأمم المتحدة. إن موقف الولايات المتحدة المنحاز لإسرائيل سيدفع منظمة التحرير للوقوع فى أحضان الاتحاد السوفيتى واللجوء إلى العنف والإرهاب، مع أن المنظمة تحاول منع المجموعات الفلسطينية الصغيرة الراديكالية من اللجوء إلى الإرهاب. الفلسطينيون لهم الحق فى الوجود وعلى بريطانيا أن تكون فاعلة».
ورد هيرد قائلا، إنه وبعد ثلاث سنوات من متابعة الأوضاع فى المنطقة فقد «تعرفت على المشكلة. أساليب منظمة التحرير الفلسطينية ليست دائما فى محلها». لكنه عبر عن امتنانه لما سمعها من آراء «تم التعبير عنها بقوة»، ووعد بأنه سيناقشها مع رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر ووزير الخارجية فرانسيس بيم «وإعطاء هذه الآراء وزنها الحقيقى».