قررت شركة "سوناطراك" عملاق صناعة النفط الحكومية فى الجزائر وقف جميع نشاطاتها فى اكتشاف النفط بشمال مالى نظرا لتدهور أوضاع الأمن هناك.
ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية الصادرة صباح، اليوم الاثنين، عن مصادر مطلعة قولها إن شركة سوناطراك ولا سيما فرعها "سايباكس" و"المؤسسة الوطنية للجيوفيزياء" أوقفت كافة نشاطاتها فى مجال استكشاف النفط على مستوى حوض "تاودينى" الواقع شمال غربى البلاد والذى تتقاسمه مالى وموريتانيا والجزائر ويبلغ مساحته الإجمالية 5.1 مليون كيلومتر مربع.
وأوضحت المصادر أن تعليق العمليات الخاصة بالاستكشاف والاستغلال يأتى بعد أن استفادت "سوناطراك "من تمديد من قبل الحكومة المالية فى بداية العام الحالى لمدة سنتين واعتماد برنامج خاص بتكثيف وبعث عمليات الاستكشاف والحفر فى مالى.
وذكرت أن الأوضاع الأمنية السائدة فى المنطقة لم تساعد على تطوير حوض" تاودينى'' الغنى بالنفط خاصة أن الحوض يتواجد فى مناطق ليست بعيدة عن مواقع نشاط الجماعات المسلحة المختلفة من بينها الحركة الوطنية لتحرير الأزواد والقاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى وحركة التوحيد والجهاد فى غرب إفريقيا التى تتمركز فى محور مدن كيدال وغاو وتمبوكتو وتيساليت.
وأشارت المصادر إلى أن الجزائر كانت قد دخلت منذ عام 2007 فى منافسة حادة مع العديد من الشركات العالمية وخاصة الفرنسية من أجل الفوز بمناقصة للتنقيب عن البترول فى حوض "تاودينى" والذى تتقاسمه مالى وموريتانيا والجزائر.
وأوضحت أن زيارة الرئيس المالى السابق أمادو تومانى تورى إلى الجزائر ساهمت فى دفع الجزائريين إلى إعادة بعث نشاطاتهم فى عمليات التنقيب إلا أن الانقلاب الذى حدث فى 22 مارس الماضى، والذى تزعمه أمادو حايا سانوجو ثم تولى السلطة من قبل ديونكوندا تراورى أضفى غموضا على الوضع العام خاصة فى ظل سيادة عدم الاستقرار فى الشمال، والتى صعبت من مهمة الشركات النفطية.
وكان مجلس الأمن قد صادق مؤخرا بالإجماع على قرار تسمح فى مرحلة أولى مدتها عام بنشر بعثة دولية لدعم مالى تحت إشراف إفريقى تكلف بمساعدة السلطات المالية على استعادة مناطق من شمال البلد تسيطر عليها الجماعات المسلحة الإرهابية والمتطرفة.
وتتنازع حركتا تحرير أزواد وأنصار الدين النفوذ فى شمال مالى مع تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى وحركة التوحيد والجهاد المنشقة عنه منذ أبريل الماضى غداة انقلاب عسكرى أطاح بالرئيس المالى تومانى تورى وانسحاب الجيش النظامى من الشمال.