2012 عامٌ «بكى» فيه الرياضيون.. شهداء الأهلى يُجمّدون النشاط.. المنتخب يفشل فى الوصول لبطولته المفضلة.. هجرة جماعية للنجوم.. وحالات وفاة بالجملة.. وأبوالقاسم وجابر يرسمان البسمة على شفاه المصريين

ساعات قليلة تفصلنا عن آخر فصول عام 2012 الذى بكى فيه ملايين المصريين حزنًا على سقوط قتلى وجرحى، نتيجة اشتباكات دامية بين أبناء الوطن الواحد، والغريب فى الأمر أن تلك الحوادث لم تنشب لخلافات سياسية كما اعتدنا منذ ثورة 25 يناير، لكن عام 2012 أتى بالجديد عندما سقط 72 شهيدًا من جماهير النادى الأهلى على استاد بورسعيد عقب غزو جماهير فريق المصرى أرضية الملعب والاعتداء على ضيوف النادى البورسعيدى فى الأول من فبراير مطلع العام الجارى، وكانت تلك الحادثة هى الأسوأ بكل المقاييس فى تاريخ الرياضة المصرية وأحد أفجع حوادث كرة القدم على مستوى العالم
ونسرد خلال التقرير التالى أهم الأحداث الرياضية التى شهدها عام 2012 والذى لم يخل من الفرحة التى جاءت عن طريق النادى الأهلى، الذى حقق لقب دورى أبطال أفريقيا للمرة السابعة فى تاريخه، وتحقيق المركز الرابع بمونديال الأندية باليابان، فضلا عن تألق الثنائى علاء الدين أبوالقاسم وكرم جابر وحصولهما على ميداليتين فضيتين بأولمبياد لندن 2012.
أمم أفريقيا بدون الفراعنة
جاءت بداية عام 2012 حزينة للمصريين الذين احتفلوا قبل عامين بتتويج المنتخب الوطنى بكأس الأمم الأفريقية للمرة الثالثة على التوالى والسابعة فى تاريخه، وأقيمت أكبر بطولة لمنتخبات القارة السمراء بدون الفراعنة للمرة الأولى منذ عام 1982 ليقتنص المنتخب الزامبى اللقب الأول فى تاريخه.
وفشل الفراعنة فى التأهل لأمم أفريقيا التى أقيمت مطلع العام الجارى بغينيا الإستوائية والجابون، على يد منتخبات النيجر وسيراليون وجنوب أفريقيا، رغم أن الفريق كان يضم معظم العناصر التى نجحت فى اقتناص ثلاث بطولات متتالية للبطولة المفضلة للمصريين أعوام 2006 و2008 و2010.



أحداث بورسعيد
فاجعة هزت كل أنحاء مصر، وأحد أسوأ الكوارث فى تاريخ كرة القدم حول العالم، وكانت لتلك الكارثة مقدمات ليلة رأس السنة، عندما توجه الأهلى إلى المحلة لمواجهة الغزل، وتسبب هدف عمرو رمضان مدافع المحلة فى ذلك التوقيت العكسى فى مرماه، فى خلق حالة من الجدل داخل الملعب بين الحكم ياسر عبدالرؤوف ومساعده، وبين مشاورات الثنائى لتحديد مصير الهدف سواء ملغيا أو محتسبا، اجتاحت الجماهير ملعب المباراة بعد 10 دقائق من بداية الشوط الثانى، اعتراضًا على احتساب الهدف واتجهت جماهير المحلة نحو مدرجات الأهلى لاستفزاز الضيوف، ولولا تدخل رجال الأمن المركزى ومعاونة قوات الجيش، لحدث ما لا يحمد عقباه، وألغى الحكم المباراة، وعاد الأهلى إلى القاهرة مختبئا فى مدرعات الجيش منعا لبطش الفلاحين.
وتكرر مشهد المحلة بصورة أكثر عنفًا ودموية، عندما غزت جماهير بورسعيد ملعب المباراة عقب صافرة النهاية، رغم فوز فريقهم واتجهوا نحو المدرجات الحمراء أمام أعين رجال الأمن الذين شاهدوا سقوط 72 قتيلا من جماهير الأهلى.
وتم إلغاء الدورى الممتاز لهذا الموسم وإعلان حالة الحداد لمدة 40 يومًا واتشحت القلعة الحمراء بالسواد لتلقى واجب العزاء فى ضحايا تلك الكارثة، لتكون أسوأ الأحداث التى مرت على نادى القرن منذ نشأته فى 1907 حتى الآن.
وتسببت تلك الأزمة فى عقد اجتماع طارئ لمجلس الشعب وقرر الدكتور كمال الجنزورى رئيس الحكومة فى ذلك التوقيت، إقالة مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر.
انقلاب عسكرى يُفزع الأهلاوية
بعدما أنهى الأهلى حالة الحداد على شهداء بورسعيد وشارك فى دورى أبطال أفريقيا، تعرضت بعثة الفريق لموقف غاية فى الصعوبة، عندما حدث انقلاب عسكرى فى مالى عقب مواجهة «الملعب» فى دور الـ16 لدورى أبطال أفريقيا فى مايو الماضى، واحتجزت البعثة التى تضم 36 فردًا، 5 أيام هناك عقب الانقلاب الذى أدى إلى إغلاق المجال الجوى، وأعادت الأنباء الواردة من العاصمة المالية عن الأهلى، مشهد أحداث بورسعيد لذاكرة جماهير الفريق خوفًا من تكرار تلك الأزمة مع اللاعبين، وعادت البعثة الحمراء سالمة إلى القاهرة فى طائرة عسكرية بعد رحلة استمرت حوالى 13 ساعة من العاصمة المالية باماكو.
مرض الخطيب.. ووفاة نجوم قدامى
تعرض محمود الخطيب نائب رئيس النادى وأسطورة القلعة الحمراء لمرض خطير فى بداية العام أبعده عن العديد من اجتماعات مجلس الإدارة، وقرر الاستقالة لتراجع حالته الصحية، لكن حسن حمدى رئيس النادى أقنع بيبو بالتراجع عنها، وأجرى عملية جراحية خطيرة بالمخ، واستقرت حالته إلى حد ما بعدها.
ورحل خلال العام الجارى العديد من نجوم الكرة المصرية القدامى آخرهم يكن حسين نجم الزمالك السابق وزميله محمد صلاح كوشى، بالإضافة إلى الجنرال محمود الجوهرى الذى وافته المنية بالأردن عن عمر يناهز 74 عامًا، ومحمد السياجى نجم المحلة السابق ورئيس لجنة المسابقات باتحاد الكرة سابقًا، وأحمد شاكر نجم المنصورة وأمين صندوق الجبلاية الأسبق، وأحمد السحرتى نجم سلة الزمالك السابق، وبهاء غريب نجم منتخب السويس السابق وأحمد رزق نجم الإسماعيلى السابق، بالإضافة إلى وفاة نجل أحمد بلال لاعب الأهلى والمنتخب الوطنى السابق غرقًا فى حمام السباحة.
الأولمبياد تعيد الأمل للمصريين
تطلع عشاق الرياضة فى مصر لتحقيق إنجازات جديدة فى أولمبياد لندن 2012 التى أقيمت الصيف الماضى، والتعافى من الكوارث التى حلت بالمنظومة الرياضية وأدت إلى تجميد النشاط المحلى، وكان الثنائى علاء الدين أبوالقاسم وكرم جابر عند حسن الظن، عندما نجحا فى الفوز بميداليتين برونزيتين فى سلاح الشيش والمصارعة على الترتيب.
ونجح المنتخب الوطنى الأولمبى فى الوصول لدورة الألعاب لأول مرة منذ 20 عامًا، وتخطى أبناء هانى رمزى الدور الأول فى المركز الثانى خلف المنتخب البرازيلى ليتأهل إلى دور الثمانية قبل أن يسقط أمام اليابان، ويعود الفراعنة بدون ميدالية.
ووسط حالة السعادة التى سيطرت على جماهير الرياضة المصرية والرياضيين بالتواجد فى أكبر حدث رياضى على مستوى العالم، كشفت «اليوم السابع» عن وجود ملابس «مضروبة» لأفراد البعثة المصرية المشاركة بدورة الألعاب، وأمرت نيابة الأموال العامة برئاسة المستشار على الهوارى المحامى العام الأول للنيابة بإرسال ملابس اللاعبين المصريين المشاركين فى أولمبياد لندن 2012 إلى لجنة الفحص بالرقابة على المواصفات العامة والجودة، لبيان نوعية خامات الملابس.
واستمع عبداللطيف الشرنوبى رئيس النيابة إلى أقوال بعض اللاعبين المصريين من مختلف الألعاب الرياضية والمشاركين فى الأولمبياد، كما استمع إلى أقوال الشؤون الإدارية باللجنة الأولمبية فى نوعية الملابس التى تم تسليمها إلى اللاعبين، وقدم بعضهم الملابس التى تسلموها إلى النيابة والتى قامت بإرسالها إلى لجنة الرقابة على الموصفات العامة والجودة لبيان نوعية وخامات الملابس.
المارد الأحمر ينتفض
حقق النادى الأهلى لقب دورى أبطال أفريقيا فى نوفمبر الماضى على حساب الترجى التونسى، بعدما تفوق عليه بمجموع 3/2 بعد مشوار عصيب فى البطولة وأهدى لاعبو الفريق اللقب لأهالى شهداء بورسعيد، وتأهل الأهلى لكأس العالم بالأندية فى اليابان وقدم أداءً رائعًا فى البطولة، لكن غياب التوفيق حرمه من تحقيق مركز متقدم، وعاد إلى القاهرة مكتفيًا بتحقيق المركز الرابع، واختار الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» الثنائى أحمد فتحى ومحمد أبوتريكة فى التشكيلة المثالية للبطولة.
المصريون يخطفون الأضواء فى القارة السمراء
احتفل الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» بأفضل نجوم القارة السمراء فى ديسمبر الجارى، وكان لنجوم الكرة المصرية نصيب الأسد فى تلك الجوائز، حيث تم اختيار النادى الأهلى أفضل فريق أفريقى، ومحمد أبوتريكة أفضل لاعب داخل القارة السمراء، ومحمد صلاح لاعب بازل السويسرى كأفضل لاعب صاعد فى القارة.
هجرة اللاعبين والمدربين إلى الخارج
تسبب تجميد النشاط الكروى المحلى فى هجرة العديد من اللاعبين والمدربين إلى الخارج، حيث انتقل محمود عبدالرازق شيكابالا إلى الوصل الإماراتى ومحمد صلاح إلى بازل السويسرى وعمرو زكى إلى إلازيجسبور التركى، وحسام حسن إلى رايزاسبور التركى، وأحمد أبومسلم وأحمد سمير فرج، وأحمد سعيد أوكا إلى ليرس البلجيكى لينضموا إلى الثنائى دودى الجباس وحسين ياسر المحمدى، وهانى سعيد وأحمد تمساح إلى ظفار العمانى وأحمد بكرى وأيمن عبدالعزيز إلى هجر السعودى وحسام أسامة إلى العربى الأردنى وأحمد سعيد لاعب حرس الحدود إلى الطلبة العراقى ومحمد شوقى إلى النفط العراقى.
ضد الاحتكار.. عنوان الكرة العالمية فى 2012.. المكسيك وزامبيا وسيتى وتشيلسى ترسم خطة تغيير «خارطة طريق الساحرة المستديرة»
شهد عام 2012 العديد من المفاجآت التى لعبت دورًا محوريًا فى تغيير «خارطة طريق» كرة القدم العالمية، ولعب ناديا مانشستر سيتى وتشيلسى الإنجليزيان ومنتخبا زامبيا والمكسيك دور البطولة للقضاء على احتكار فرق أو منتخبات بعينها الألقاب هذا العام.
وترصد «اليوم السابع» لحظات الشهد والدموع للكرة العالمية فى 2012 على النحو التالى:
تتويج
1 - ريال مدريد بطل «الليجا»
استعاد الريال لقب الدورى الإسبانى موسم «2011-2012» بعد غياب ثلاثة أعوام احتكر خلالها غريمه برشلونة اللقب المحلى، وذلك بعد وصوله للنقطة 100 بفارق تسع نقاط على برشلونة الذى أنهى الموسم فى المركز الثانى.

2 - مانشستر سيتى بطل «البريمير ليج»
فاجئ المان سيتى بقيادة المدرب الإيطالى روبيرتو مانشينى الجميع عندما حقق لقب الدورى الإنجليزى الممتاز «البريمير ليج» للمرة الأولى منذ 44 عاما، بعدما حسم البطولة فى الأسبوع الأخير منها على حساب جاره وغريمه مانشستر سيتى.

3 - بوروسيا دورتموند بطل «البوندزليجا»
توج دورتموند بلقب الدورى الألمانى «البوندزليجا» للمرة الثانية على التوالى بعد نتائج مبهرة حققها الفريق طوال الموسم تحت قيادة مدير الفنى يورجن كلوب.

4 - يوفنتوس بطل «الكالتشيو»
حقق اليوفى لقب الدورى الإيطالى «الكالتشيو» للمرة الأولى منذ تسعة أعوام والتى مر خلالها بأسوأ اللحظات فى تاريخه بعد هبوطه إلى دورى الدرجة الثانية فى فضيحة مراهنات هزت عرش الكرة الإيطالية عُرفت باسم «كالتشيو بولى».

5 - إسبانيا بطل أوروبا للنسخة الثانية على التوالى
حافظ المنتخب الإسبانى بقيادة المدير الفنى فسينتى ديل بوسكى على لقب بطل أوروبا بعد تتويجه ببطولة أمم أوروبا «يورو 2012» التى أقيمت فى بولندا وأوكرانيا، للمرة الثانية عل التوالى بعد نسخة عام «2008» التى أقيمت فى سويسرا والنمسا.

6 - المكسيك بطل الأولمبياد
فاز منتخب المكسيك الأولمبى بلقب «أولمبياد 2012» التى أقيمت فى العاصمة الإنجليزية لندن فى الصيف الماضى، وذلك على حساب منتخب البرازيل بعدما تغلب عليه فى نهائى البطولة.

7 - زامبيا بطل أفريقيا للمرة الأولى فى تاريخها
حصل المنتخب الزامبى على لقب بطولة الأمم الأفريقية 2012 والتى أقيمت فى الجابون وغينيا الاستوائية، وذلك للمرة الأولى فى تاريخه تحت قيادة المدير الفنى الفرنسى هيرفى رينارد.

8 - تشيلسى بطل «شامبيونز ليج»
توج تشيلسى الإنجليزى ببطولة دورى أبطال أوروبا للمرة الأولى فى تاريخه بعد فوزه على بايرن ميونيخ الألمانى فى النهائى.

9 - كورينثيانز البرازيلى بطل العالم
أعاد كورينثيانز هيبة البرازيليين بعد فوزه ببطولة كأس العالم للأندية التى أقيمت فى اليابان بعد فوزه فى المباراة النهائية على تشيلسى الإنجليزى لينهى بذلك هيمنة دول القارة العجوز على اللقب فى آخر خمسة أعوام.

10 - ميسى والكرة الذهبية وإنجاز مولر
استهل البرغوث الأرجنتينى ليونيل ميسى، مهاجم برشلونة الإسبانى، 2012 بالفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب فى العالم للمرة الثالثة على التوالى، وأنهى العام ذاته محطمًا لقب الأسطورة الألمانى جيرد مولر كأفضل سجل تهديفى فى عام واحد، بإحرازه 91 هدفا.

11 - يايا توريه أفضل لاعب فى أفريقيا
احتفظ الإيفوارى يايا توريه لاعب وسط مانشستر سيتى الإنجليزى بلقب أفضل لاعب فى أفريقيا للعام الثانى على التوالى.

الأحزان
1 - وفاة الحكم الهولندى ريتشارد نيوفنهويتسن فى حادث هز كرة القدم العالمية بعد اعتداء وحشى تعرض له من قبل مجموعة من اللاعبين الشبان.

2 - إصابة تيتو فيلانوفا بمرض السرطان، مدرب برشلونة وخضع لجراحة ناجحة فى الغدة النكافية تاركًا فريقه للمدرب المساعد جوردى رورا.

3 - هبوط جلاسكو رينجرز الأسكتلندى، أحد قطبى الكرة الأسكتلندية بجانب سيلتك، إلى دورى الدرجة الثالثة فى بلاده بسبب الديون.

4 - اعتزال لاعب بولتون الإنجليزى، فابريس موامبا، كرة القدم نهائيا فى الـ24 من عمره بسبب المرض.

5 - وفاة الأسطورة النيجيرى، رشيد ياكينى، عن عمر يناهز 49 عامًا.

6 - إيقاف نادى النجم الساحلى التونسى، عن المشاركة فى بطولة دورى أبطال أفريقيا بسبب شغب جماهيره.

7 - اعتزال المدافع الإنجليزى جون تيرى «دوليًا»، بسبب العنصرية.

8 - إيقاف أنطونيو كونتى، مدرب يوفنتوس الإيطالى 4 شهور بسبب التورط فى التلاعب بالمباريات.

الانتقالات
1 - الإيفوارى ديديه دروجبا، انتقل إلى شنجهاى الصينى بعد انتهاء عقده مع فريقه السابق تشيلسى الإنجليزى.

2 - الهولندى روبين فان بيرسى، رحل عن أرسنال الإنجليزى، وانضم إلى مواطنه مانشستر يونايتد فى صفقة كلفت الأخير 30 مليون يورو.

3 - السويدى زلاتان إبراهيموفيتش، ترك الدورى الإيطالى برحيله عن صفوف ميلان وانتقاله إلى باريس سان جيرمان الفرنسى.