لم يسفر اجتماعان منفصلان عقدهما الرئيس المصري محمد مرسي مع زعيمي حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين في القاهرة يوم الأربعاء عن أي مؤشر على إحراز تقدم نحو تسوية الخلافات المستمرة بينهما منذ خمس سنوات.
وقال مسؤولون فلسطينيون ومصريون إن مرسي اجتمع مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزعيم حركة حماس خالد مشعل لبحث تنفيذ اتفاق للمصالحة توصل إليه الجانبان في القاهرة عام 2011 .
وكان الوسطاء المصريون يأملون في عقد اجتماع مباشر يضم الزعماء الثلاثة في قاعة واحدة لكن مصدرا فلسطينيا قال لرويترز إن عباس ومشعل سيجتمعان في وقت لاحق في المساء بدون الرئيس المصري.
وبعد اجتماع مرسي وعباس لم يعط المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي أي إشارة على إحراز تقدم كبير لكنه قال إن القاهرة لن تدخر جهدا لتحقيق المصالحة.
وهون سامي أبو زهرى المتحدث باسم حماس من شأن محادثات القاهرة ووصفها بأنها تمهيدية.
وقال لرويترز إن المسؤولين المصريين يأملون في استكشاف المواقف وبحث أفضل السبل لانعاش جهود المصالحة.
ويرفض عباس أي صيغة من شأنها ان تعطي ضمنيا زعيم حماس وضعا يماثل وضعه.
وكان مرسي قد ساعد في التوصل إلى وقف لإطلاق النار أنهى حربا قصيرة في نوفمبر تشرين الثاني بين إسرائيل وحماس التي تسيطر على قطاع غزة.
واختلف زعيما الحركتين بشأن كيفية تنفيذ اتفاق الوحدة وتبادلا الاتهامات حول عمليات الاعتقال المستمرة لأعضاء في الضفة الغربية التي يسيطر عليها عباس وفي غزة التي انتزعت حماس السيطرة عليها من فتح عام 2007 .
وقالت مصادر أمنية من حماس إن محكمة تابعة للحركة أصدرت حكما أمس الثلاثاء بالسجن 15 عاما على زكي السكني احد نشطاء فتح البارزين لحيازته أسلحة. ووصف مسؤول من فتح الحكم بأنه صفعة لجهود لمصالحة.
وقال هاني حبيب المحلل السياسي في غزة إن فرص نجاح محادثات القاهرة ضئيلة مثلها مثل فرص الاجتماعات السابقة.
وأضاف "المحادثات اليوم هدفها إظهار أن شيئا ما على صعيد المصالحة يحدث ولكن لن تجلب شيئا جديدا." وتابع "كل طرف من الطرفين لم يستطع لي ذراع الآخر وبالتالي كل منهما راض عن الوضع الحالي."
وحدث تقارب بين الحركتين منذ الهجوم الإسرائيلي على غزة في نوفمبر والذي أعلنت حماس انتصارها فيه ومنذ فوز دبلوماسي حققه عباس في الشهر نفسه عندما صوتت الامم المتحدة لصالح الاعتراف بفلسطين "دولة غير عضو".
وسمح لانصار الحركتين بالاحتفال بذكرى تأسيسهما في غزة والضفة الغربية لاول مرة منذ الانقسام غير ان ذلك لم يتمخض عن إشارات ملموسة على كيفية تنفيذ المصالحة.
ودعا الاتفاق الذي صاغته مصر العام الماضي الطرفين لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات وعلى إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها عباس بحيث تضم حماس وجماعة الجهاد الإسلامي.
ويقول عباس إن حماس تعرقل التسجيل للانتخابات في غزة ويقول مشعل إن الاتفاق يجب ان ينفذ بالكامل مع إطلاق سراح سجناء حماس المعتقلين في الضفة الغربية.
واتهم مسؤول بارز من حماس في غزة عباس بالتلكوء في تنفيذ المصالحة وابطاء وتيرتها لأنه مازال يأمل في إنعاش محادثات السلام المتعثرة مع إسرائيل.
وقال صلاح البردويل في بيان "معلوماتنا تشير الى أن الرئيس عباس سيتجه الى المفاوضات مع الاحتلال عقب الانتخابات الإسرائيلية".
ومن المقرر ان تجري إسرائيل انتخابات برلمانية يوم 22 يناير كانون الثاني.
وانتقدت إسرائيل جهود الوحدة الفلسطينية خوفا من ان تتفوق شعبية حماس التي تعتبرها إسرائيل وحكومات غربية جماعة ارهابية على إدارة عباس التي تنبذ العنف ضد إسرائيل.