يتوقع محللون بارزون، أن يواصل مؤشر البورصة المصرية ارتفاعه الأسبوع المقبل بدعم من مساعدات مالية جديدة من قطر بقيمة 2.5 مليار دولار ومواصلة البلاد مفاوضات الحصول على 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولى.
وتشهد الأسهم القيادية والصغيرة فى مصر نشاطا كبيرا منذ أواخر ديسمبر بدعم من الشراهة الشرائية للمتعاملين الأجانب والعرب ولكن المؤشر الرئيسى للسوق لم يصل بعد إلى مستوياته قبل ثورة 25 يناير 2011 عند 6000 نقطة.
وقال نادر إبراهيم، من آرشر للاستشارات: "كلما اقتربت مفاوضات الحكومة مع صندوق النقد الدولى وحدث تقدم بشأنها سنرى صعودا كبيرا فى السوق".
والتقى مسئول كبير من صندوق النقد الدولى يوم الاثنين مع مسئولين من الحكومة المصرية التى يقودها إسلاميون للتباحث حول قرض طال انتظاره بقيمة 4.8 مليار دولار. ويراهن مستثمرون على القرض منذ عدة أشهر ويجعلهم التأخر فى إبرامه أكثر قلقا.
وأضاف إبراهيم: "الدعم القطرى للاقتصاد المصرى شىء إيجابى ولو رأينا استثمارات حقيقية لهم سيواصل السوق ارتفاعه. يجب ألا ننسى أن اختفاء الأخبار السلبية يعتبر أيضا إيجابيا للبورصة".
وقدمت قطر مساعدات اقتصادية لمصر يوم الثلاثاء، حيث أعلنت أنها أقرضت الحكومة المصرية مليارى دولار إضافيين وقدمت نصف مليار آخر كدعم مباشر للمساعدة فى احتواء أزمة العملة التى استنزفت الاحتياطات الأجنبية وأوصلتها إلى مستوى حرج.
وقالت قطر إنها ستستثمر 18 مليار دولار فى مشروعات سياحية وصناعية فى مصر على مدى السنوات الخمس المقبلة وتشمل المشروعات محطات لتوليد الكهرباء والغاز الطبيعى المسال ومصانع للحديد والصلب بتكلفة ثمانية مليارات دولار فى شرق التفريعة ببورسعيد ومشروعا سياحيا عملاقا بتكلفة عشرة مليارات دولار على ساحل البحر المتوسط.
ويتوقع هانى حلمى، رئيس مجلس إدارة الشروق للوساطة فى الأوراق المالية، أن يواصل المؤشر المصرى صعوده حتى مستوى 6000 نقطة وهو أعلى مستوى للسوق منذ يناير 2011.
وتوقع محسن عادل من بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار، ظهور أخبار إيجابية على الشركات المقيدة فى السوق خلال الأسبوع المقبل ستساعد المؤشر الرئيسى على مواصلة الصعود.
وقال حلمى: "هناك مشتريات قوية فى السوق، كلما انخفضت العملة المحلية كلما صعدت سوق المال".
ودفعت أزمة سياسية الكثيرين إلى تحويل الجنيه المصرى إلى الدولار خلال الأسابيع الماضية ليتراجع الجنيه إلى مستوى قياسى مقابل العملة الأمريكية.
وانخفض الجنيه المصرى إلى مستوى قياسى بلغ نحو 6.51 جنيه مقابل الدولار اليوم الخميس وسط محاولات من البنك المركزى لاحتواء أزمة العملة.
وصعد المؤشر خلال الأسبوع الجارى الذى تخللته عطلة عيد الميلاد يوم الاثنين بنسبة تقل عن1%.
وقال إبراهيم النمر، مدير قسم التحليل الفنى فى شركة نعيم للوساطة فى الأوراق: "السوق سيسير فى اتجاه عرضى مائل للارتفاع خلال الأسبوع المقبل بين 5650-5900 نقطة".
ونصح المتعاملين بزيادة مراكزهم المالية فى حالة الارتداد من مستوى 5650 نقطة لأعلى وتخفيف المراكز المالية بالقرب من 5900 نقطة.
لكن إيهاب سعيد من أصول للوساطة فى الأوراق المالية، قال لرويترز: "السوق ارتفع بشكل حاد الفترة الماضية ولدينا الآن مستوى مقاومة من الصعب تجاوزه بسهولة، لابد من جنى الأرباح خلال الأسبوع المقبل".
وقال كريم عبد العزيز، الرئيس التنفيذى لصناديق الأسهم فى الأهلى لإدارة صناديق الاستثمار: "أنا أبيع فى الصناديق التى أديرها من الجلسة الثانية من عام 2013 لجنى الأرباح. الأسهم ارتفعت بنسب كبيرة أوجبت عمليات جنى الأرباح".
وصعد المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية 10.7% خلال الثمانى جلسات الماضية بنهاية أمس الأربعاء ولكنه نزل اليوم بأكثر من 1.6%.
وتوقع عبد العزيز أن يواصل السوق عمليات جنى الأرباح خلال الأسبوع المقبل وصولا إلى مستوى 5500 نقطة، مضيفا أن "هذا صحى للسوق".