لم يبق الكثير من الوقت على إطلاق صافرة أول لقاء في «خليجي 21» في دولة البحرين، إذ يتواجد المنتخب السعودي بأفضل لاعبي الدوري وفقاً لرؤية الهولندي فرانك ريكارد ولا أعلم إن كان هدفه العودة حاملاً كأس البطولة أم أنه سيستمر ببناء منتخب للمستقبل عجز أن يحقق أدنى مطالب الرياضة السعودية في الوقت الراهن.
أدرك فقط أن رغبة الشارع الرياضي تتجاوز هذا الحاجز وتصل لطموح العودة محملاً بلقب الكأس الخليجي والذي سيكون بإذن الله خير عودة لمنتخب ابتعد كثيراً عن مستواه وفقد هيبته بين المنتخبات العربية والآسيوية.
المنتخب السعودي يملك أكثر مما يعطي فمن يشاهد مباراة الأرجنتين يدرك أن المنتخب يملك أفضل مما قدمه في مواجهات تصفيات كأس العالم والتي ودعها بمرارة،»الأخضر»مهما غاب عن مستواه وتراجع في التصنيف للوراء يظل واحداً من أبرز المرشحين للتتويج باللقب الخليجي لاسيما وأن الفريق يضم عناصر خبرة ربما يتفوقون على باقي المنتخبات المشاركة، لذا لن يكون هناك مبرر لضياع هذا اللقب عن أدراج بطولات المنتخب الوطني التي طالت مدة غيابها عن استقبال مزيد من الكؤوس التي ترفع من شأن الرياضة السعودية.
لا أشك لحظة أن مدرجات الملاعب البحرينية ستكتظ بحضور جماهيري سعودي يتوافدون لمؤازرة لاعبي المنتخب كما هي عادة المشجع السعودي مع المنتخب أو حتى الأندية التي تمثل الوطن خارجياً، وسنرى المنتخب يلعب خارج ملعبه وبين جماهيره كما حدث في قطر إبان المشاركة بالبطولة الآسيوية أو حتى في اليمن في بطولة الخليج الأخيرة.
فالجماهير الرياضية عرف عنها الوقوف جوار المنتخب في لقاءاته الخارجية والداخلية وإن كان غيابهم الأخير نتاجا طبيعيا لتراجع مستوى «الأخضر» إلا أن المستوى الكبير الذي ظهر عليه المنتخب أمام الأرجنتين سيكون دافعا لحضور الجماهير إلى الملاعب البحرينية بالأعلام الخضراء يهتفون مؤازرة للمنتخب وحباً للوطن، في هذه البطولة ينتظر من اللاعبين الكثير والكثير على الأقل ليثبتوا للجميع أنهم يملكون الكثير لتقديمه للمنتخب خلال الفترة المقبلة وللرد على مستوياتهم الضعيفة التي أظهروها خلال المشاركات السابقة وساهمت في تراجع الرياضة السعودية للوراء من خلال التصنيف الدولي، فلا بد وأن تكمل هذه البطولة ما بدأه اللاعبين من مستوى كبير أمام الأرجنتين ليكون هناك فرصة للمشجع البسيط أن يبدأ في بناء أحلام لسنوات مقبلة لما بعد «مونديال» 2014م والتي خسر المنتخب فرصة التواجد هناك باكراً.
في البحرين يحتاج «الأخضر»روح لاعبين وعمل مدرب فيما سيسبق اللاعبين التجهيز الإداري للاعبين كما جرت العادة في كل مشاركة وتواجد للمنتخب خارجياً أو داخلياً، المشجع البسيط والذي سيتجاوز حدود مؤازرة المنتخب ينتظر رؤية لاعبين لا يبحثون إلا الانتصارات والذهب لمعالجة انكسارت الرياضة في الأعوام الأخيرة ومحاولة فتح صفحة جديدة في كتاب «حلم مستقبل لرياضة وطن»، روح الانتصار إن حضرت في لاعبي أي فريق تتجاوز بعض الأوقات تخبطات جهازه الفني وتهزم الضياع الإداري في أروقة الفريق.
لذا فإن لاعبي الأخضر بخبرتهم الكبيرة قادرون على تجاوز هذه الأمور إن وجدت بروح الانتصار والرغبة في الوصول إلى ذهب الخليج؛ فيما تنتظر الهولندي ريكارد مهمة إثبات ذات بعد سلسلة إخفاقات كان العذر فيها عدم معرفة إمكانيات لاعبي المنتخب ورغبة البناء لمنتخب يخدم الرياضة السعودية لسنوات طويلة، فستكون بطولة الخليج إن حققها «الأخضر» بداية ثقة المشجع الرياضي بقدرات ريكارد على قيادته للمنتخب لأعوام مقبلة يستطيع من خلالها صناعة منتخب مثلما يريد المهم أن يعود للوطن حاملاً الكأس الذهبية حتى يبدأ مهمته في صناعة منتخب للمستقبل يرى من خلاله المشجع السعودي آمال عريضة لنهوض رياضة الوطن من جديد والوصول لأبعد مما وصلت إليه في فترة سابقة.
بطولة الخليج ستنطلق بعد نهاية انتخابات اتحاد الكرة والتي حكمت بتتويج أحمد عيد رئيساً للاتحاد السعودي بعد منافسة شريفة كان بطلها خالد المعمر دون إثارة مالا يخدم الرياضة في الإعلام من الطرفين وهو مالا يتسبب بضرر على استعدادات المنتخب لخليجي21 والذي ينتظر من خلاله المشجع السعودي عودة منتخب بلاده لتقديم المستويات المشرفة المقرونة بالبطولات الغائبة عن أدراج «الأخضر» العريق.